نحن دائماً منتصرون

سميح المعايطة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/01 الساعة 00:59
بعد كل مرحلة عسكرية على أي طرف عربي أو فلسطيني تحمل عدواناً إسرائيلياً مهما كانت اسبابه؛ تعيش الحالة العربية والفلسطينية جدلاً حول هوية المنتصر والمهزوم، تماما مثلما نرى هذا الجدل في لبنان اليوم وسنراه في غزة بعد توقف العدوان ورأيناه في كل معاركنا العربية مع اسرائيل بما في ذلك المواجهة الاهم عام ١٩٦٧ والتي رغم وضوح الهزيمة فيها خرج نظام يبرر بانه كان يتوقع قدوم العدو من اتجاه لكنه جاء من اتجاه آخر، ونظام تحدث عن هزيمة العدو لانه فشل في اسقاط النظام التقدمي.
ويتجدد الامر مع كل مرحلة ودائما نجد من يزين لنا الهزيمة ويحولها الى نصر حتى عندما نخسر الارض او عشرات آلاف الشهداء والجرحى نعلن ان العدو لم يحقق اهدافه واننا انتصرنا.لن نذهب في جدل تحديد النصر والهزيمة لاننا سنجد جدلا وخلافا، ومن سيتحدث عن هزيمة او خسارة كبرى سيجد من يتهمه بالصهينة وخدمة العدو، مع ان خدمة العدو قصة لا علاقة لها بما تقول بل بما تقدمه له من هدايا مجانية وفرص لتحقيق بعض أهدافه.لن نتحدث عن منتصر ومهزوم، لكن مؤكد ان منطقتنا تغيرت كثيرا خلال اكثر من عام مضى ومعادلات السياسة واوزان المحاور اختلفت كثيرا بما فيها الاحداث الجارية في شمال سوريا اليوم.. اليوم لبنان بعد العدوان الصهيوني وافقت ووافق قبلها حزب الله وايران على إخراج حزب الله عسكريا من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني وتحت رقابة خمس دول أوروبية واميركا، ولبنان خسر الالاف من مواطنيه وتم تدمير عشرات القرى تدميرا كاملا، وفقد حزب الله نسبة كبرى من بنيته العسكرية وانفاقه ومخازنه العسكرية وغالبية الصف القيادي العسكري والتنظيمي، وتم ال?مديد لقائد الجيش اللبناني تحت ضغط آثار الحرب، وهناك جلسة لانتخاب رئيس جديد في بداية العام القادم وهو قرار ملزم للبنان بموجب اتفاق وقف الحرب.ومؤكد ان الاحتلال دفع بعض الخسائر في عدوانه على لبنان يعلمها الجميع، وفي المحصلة اجبر حزب الله على الانسحاب من الجنوب عسكريا.في عالمنا العربي، دولاً وتنظيمات وميليشيات، لا تقبل ان نقول اننا خسرنا او هزمنا ولا ترى نفسها الا منتصرة ودائما للأمر تفسير ومصطلحات غير مقنعة حتى لأصحابها، لان الاعتراف بهزيمة من الدول او التنظيمات او الميليشيات يعني اولا فشل القيادات وقصر نظرها واعتمادها على المغامرة وسلاح الخطابات، فما فعله جمال عبد الناصر منذ ان جاء الى يوم هزيمة حزيران هو خطابات وتهديد لإسرائيل لكنه اثناء خطاباته كانت معركته الكبرى في اليمن واستنزف جيشه فيها سنوات، وعندما كان موعد الحرب مع اسرائيل تم تدمير سلاح الجو فجأة مع ان من هدد ?أعلن الحرب الخطابية هو عبد الناصر، وما زال هذا النموذج قائما ويتكرر مع كل مواجهة مع العدو فالمهم هو الحضور الاعلامي ورفع شارات النصر وصور القادة اما على الارض فالامر مختلف.نحن دائما منتصرون بما فيها هذه المرحلة لكننا نحتاج فقط لنرى المشهد على الارض ونحن نحتفل بالانتصار وهزيمة العدو!
مدار الساعة ـ نشر في 2024/12/01 الساعة 00:59