مهيرات تكتب: إدارة المخاطر واتخاذ القرارات: فن القيادة في عالم متغير

الدكتورة ميرفت مهيرات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/26 الساعة 15:25
في عالم تتسارع فيه التغيرات وتزداد فيه التعقيدات، أصبحت إدارة المخاطر واتخاذ القرارات من المهارات الأساسية للقيادة الناجحة. فالمخاطر لم تعد مجرد تهديدات يجب تجنبها، بل أصبحت فرصاً تحمل إمكانيات للنمو والتطور إذا تم التعامل معها بذكاء فالقائد الناجح هو من يستطيع استشراف الفرص وسط التحديات واتخاذ قرارات متوازنة تجمع بين الحذر والجرأة.
إدارة المخاطر تبدأ بفهم جوهر الواقع من عدم اليقين فكل خطوة أو قرار يحمل معه درجات متفاوتة من المخاطر و هنا تبرز أهمية التحليل الدقيق والتقييم السليم لهذه المخاطر، وهو ما يعتمد على ثلاث ركائز أساسية:• التحديد والتقييم: تحديد المخاطر المحتملة وتحليل تأثيرها واحتمال وقوعها خطوة حاسمة. أدوات مثل مصفوفة المخاطر تُعدّ ضرورية لترتيب الأولويات وتوجيه الموارد نحو التحديات الأكثر أهمية• .التخطيط والاستجابة: بعد التقييم، تأتي مرحلة التخطيط للتعامل مع هذه المخاطر. تتضمن الاستراتيجيات تقليل الآثار المحتملة، توزيع الأعباء على جهات أخرى، أو قبول المخاطر عند الضرورة• .المتابعة والتكيف: إدارة المخاطر ليست عملية تنتهي بخطة، بل تتطلب مراقبة مستمرة للمتغيرات البيئية، وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة.إذن فن اتخاذ القرارات هي التوازن بين العقل والعاطفة فاتخاذ القرارات ليس بعملية عقلية بحتة، بل مزيج من التفكير المنطقي والإحساس. القادة الذين يحققون التوازن بين الجانبين يتمكنون من اتخاذ قرارات مؤثرة وفعّالة. خطوات إتخاذ القرار ليست بصعبة فهي تبدأبجمع المعلومات و كلما زادت جودة ودقة المعلومات المتاحة، زادت احتمالية اتخاذ قرار سليم. ومن ثم تحليل الخيارات مقارنة البدائل بناءً على معايير موضوعية مثل التأثير طويل الأمد والتكلفة والجدو،ولغاية.التواصل والتنفيذ يجب إشراك الفريق في عملية صنع القرار مما يعزز الالتزام ويزيد فرص النجاح. وفي النهاية يجب أن يتم تقييم النتائج و مراجعة تأثير القرار على الأهداف والاستفادة من الدروس لتحسين القرارات المستقبلية.عندما تتسارع الأحداث ويزداد الضغط، يظهر القادة الحقيقيون. فالتحدي الأكبرهي إتخاذ القرارات تحت الضغط وفي الأوقات الحرجة لما يتطلب الأمر شجاعة لاتخاذ قرارات جريئة، والمرونة لمراجعتها وتعديلها عند الضرورة.مثال حي على ذلك كان خلال جائحة كوفيد-19، حيث اضطر القادة لاتخاذ قرارات مصيرية بناءً على بيانات محدودة ومتغيرة باستمرار. بعضهم أظهر نجاحاً بفضل استراتيجيات استباقية، بينما واجه آخرون صعوبات نتيجة التردد أو غياب الرؤية.مع تسارع الابتكارات التكنولوجية والتغيرات البيئية والاجتماعية، تتطلب القيادة الحديثة مهارات جديدة، مثل التفكير الإبداعي والتكيف السريع مع الأوضاع المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بناء ثقافة تنظيمية تقوم على الشفافية والتعاون يعزز قدرة المؤسسات على مواجهة المخاطر بفعالية أكبر.إدارة المخاطر واتخاذ القرارات ليست مجرد أدوات عملية، بل هي فن مستدام يعتمد على الخبرة والحدس والاستعداد الدائم للتعلم. القادة الذين يتقنون هذا الفن قادرون على تحويل العقبات إلى فرص وإنجازات، وقيادة فرقهم نحو مستقبل مليء بالنجاحات القيادة في عصر التحولات. في نهاية المطاف، النجاح في هذا المجال ليس وليد الحظ، بل ثمرة تخطيط دقيق وشجاعة في اتخاذ الخطوات المناسبة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/26 الساعة 15:25