أبو حليمة تكتب: انتِشار ألفاظ البذيئة بين القريب والبعيد وطلبة المدارس

مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/25 الساعة 21:00
مدار الساعة - كتبت -هبة أبو حليمة -أخصائية أصول التربية -التربية الحسنة والخلق حثنا عليهم الدين ، وحرم الدين على أبناء المجتمع الألفاظ البذيئة، والسلوك غير الحضاري في التعامل أو الحديث، ولكن ما نراه على أرض الواقع عكس كل ما حثثنا عليه الدين ، وخصوصاً عند الكبار قبل الأطفال، فكثيراً ما تسمع الأطفال يشتمون ويرمون بعضهم أو من يكبرهم سناً بألفاظ نستنكرها وتزعج أسماعنا ليس لأنها جديدة بل لأنها صادرة من الكبار البالغين أمام الأطفال الغير مدركين لهذه الألفاظ التي تتردد على مسامعهم وترسخ بأذهانهم .وحول هذه الظاهرة المنتشرة بل تعد مشكلة ولها أسبابها يجب ان يكون لها طرق وأساليب لحلها .تقول أبو حليمة إن هذه المشكلة تقلق عدداً من الأمهات وأولياء الأمور، لذلك وجب التطرق لها بالتنبيه لعدة أمور من أهمها البيئة المحيطة بالطفل، وكذلك الألفاظ المستخدمة من قبل الأهل في وقت وجود الأطفال، فالطفل في فترة '7 ـ 16' سنة يمر بفترة طبيعية يكتسب فيها كل ما يسمعه من أخوته الأكبر سناً أو أهله ويقوم باستعمال وتكرار هذه الكلمات النابية دون إدراك للمعنى.وبينت أبو حليمة أن الأسرة هي المؤثر الأول ومن ثم تأتي المخالطة والأصدقاء، وهناك تأثير طفيف لوسائل التواصل الاجتماعي وبعض الألعاب الكترونية التي باتت سهلة جداً و متداولة بين أيدي الأطفال منذ نعومة الأظافر دون الانتباه لما يتم عرضة أو ما يقوم الطفل بمشاهدته إذا كان يناسب سنه أو لا ويعود ذلك لمراقبة العائلة لما يشاهده ويسمعه أبنائهم بإختلاف الفئات العمرية الحرجة . ودعت أبو حليمة الأمهات وأولياء الأمور إلى الانتباه والاهتمام بتوعية الطفل وتنبيهه في حال تلفظة بهذه الألفاظ، ويجب أن يكون رد الفعل الأول من قبل الأهل عند سماع الكلام السيئ من قبل الأبناء عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكاً، فالضحك يدفعه إلى التكراروأشارت أبو حليمة إلى أن التجاهل والتغافل في بداية الأمر قد يكون علاجاً مجدياً، حيث إن أغلب الأطفال يلجؤون للفت الانتباه وإثارة الانفعال للإحساس بالاهتمام، لذلك فإن عدم الاهتمام والانفعال يؤثر في الطفل أكثر.وفي حال اكتشف الآباء أن مصدر الكلام البذيء هو أحد الأقران ولأول مرة فيعزل الطفل عنه لفترة مؤقتة، وفي نفس الوقت يغذى الطفل بالكلام الطيب، ويحذر من الكلام السيئ حتى يتركه، ويمكن التدرج واستخدام أساليب الثواب والعقاب، إذا كان الطفل في عمر 7 سنوات فما فوق.وأوضحت أبو حليمة بعض النقاط للوقاية من هذه المشكلة مثل معاملة الطفل كما تحب أن تعامل ومخاطبته باللغة التي تحب أن تخاطب بها، استعمل اللغة التي ترغب أن يستعملها أبناؤك، قل 'شكراً' ومن فضلك و لو سمحت وأعتذر، إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علناً، التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة، مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بطريقة سليمة، إذا لم يستجب الطفل بعد 4 ـ 5 مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيء يحبه، يعوده على 'الأسف' كلما تلفظ بكلمة بذيئة ويكون هنا الأمر بنوع من الحزم، أن يكون الوالدان قدوة صالحة لطفلهما وأن يبتعدا عن الألفاظ البذيئة، تطوير مهارة التفكير لدى الطفل وفتح أبواب للحوار معه.و تقول أبو حليمة من أهم الأساليب لعلاج وتوجيه وتخليص الكبار والأطفال من ذلك السلوك المرفوض. وللوصول إلى هذا لابد التغلب على أسباب الغضب فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم وعلينا نحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه، فاللعبة بالنسبة له مصدر متعة ولا يعرف متعة غيرها، بالمقابل الكبار عند حرمانه من الهاتف وعدم إعطائه النقود بكثرة يُخرج هذه الكلمات الخادشة للحياء والكلمات البذيئة تعبيراًعن غضبه وإنفعاله سواء بالمنزل او بالمدرسة فعلى الأب أو الأم أن يهدئ من روع الطفل ويذكر له أنه على استعداد لسماعه وحل مشكلاته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير عن مسببات غضبه ويعزي بعض الكبار والأطفال عند انفعاهم عند وضعهم تحت الضغط من اين تعلم هذه الألفاظ المسيئة .تحت بند كلمة "كانت مزاحاً "قال نبينا ﷺ :"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"احفظ لسانك. أخصائية أصول التربية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/25 الساعة 21:00