بوريل: الأردن شريك لا يمكن الاستغناء عنه (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/21 الساعة 16:42

مدار الساعة -استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم نائب رئيس الاتحاد الأوروبي والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في زيارته الأخيرة للمملكة في موقعه الحالي الذي يغادره الشهر القادم.

وبحث الصفدي وبوريل علاقات الشراكة الأردنية الأوروبية وسبيل تعزيزها في مختلف المجالات.
كما بحثا جهود وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل وتدفع الأوضاع نحو الانفجار.
وبحث الصفدي وبوريل أيضاً جهود حل الأزمة السورية والتراجع الخطير في الدعم الدولي لهم.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، شكر الصفدي بوريل "على كل ما بذله من جهود خلال فترة خدمته لتعزيز العلاقات الأردنية الأوروبية،" مشيراً إلى ما شهدته من تطور تبدى في العديد من برامج التعاون.
وأشار الصفدي إلى القرار الذي أتخذ في آخر اجتماع للجنة الشراكة الأردنية الأوروبية تطوير العلاقات إلى شراكة استراتيجية "مع كل ما يفتحه ذلك من أبواب وآفاق جديدة للتعاون".
وقال الصفدي "الشكر لك جوزيب على كل ما بذلته من جهود طيبة عكست الحرص على تعزيز علاقات الشراكة الأردنية الأوروبية التي نرى فيها شراكة استراتيجية وعلاقات صداقة قوية".
كما شكر الصفدي بوريل على مواقفه الواضحة المطالبة بتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والتزام القيم الإنسانية المشتركة والقيم الأوروبية، ودعواته الواضحة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يواجهها أهل غزة نتيجة هذا العدوان، وتلبية حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف لتقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين.
وأضاف الصفدي أنه أجرى وبوريل حواراً معمقاً، بنى على الحوار الذي كان جرى أمس حين استقبله جلالة الملك عبدالله الثاني حول كيفية المضي قدماً في جهودنا المشتركة من أجل وقف العدوان على غزة وعلى لبنان، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
وحذر الصفدي من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم في غزة حيث يموت الناس من الجوع والعطش، ومن غياب الأدوية، وتحديداً في شمال غزة "حيث نرى واقعا لا يمكن وصفه إلا بأنه واقع غير إنساني ومنع إسرائيل ادخال المساعدات وعمليات تطهير عرقي".
وقال الصفدي إن موقف المملكة واضح أكده جلالة الملك أكثر من مرة حيث الأولوية الحالية وقف العدوان، وقف الكارثة الإنسانية ومن ثم العمل بجهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، والذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة سبيله الوحيد.
وأضاف الصفدي "مستمرون في المملكة في العمل مع كل شركائنا، الاتحاد الأوروبي وفي العالم ومع أشقائنا في المنطقة من أجل تحقيق هذه الأهداف."
وشدد على أن الأردن أيضاً مستمر في تقديم كل ما يستطيعه من مساعدات، "وكل كمية مساعدات تصل أثرها حقيقي في منع موت الناس جوعاً أو عطشاً أو بسبب عدم توفر الأدوية. وبالأمس كانت هنالك عملية إيصال مساعدات مهمة حيث، بتوجيهات من جلالة الملك، سير الأردن ٨ طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني هبطت في غزة وأوصلت مساعدات ذات قيمة عالية، مساعدات يحتاجها الناس."
وشدد الصفدي على أنه "كما أكدنا دائماً أن هذا ليس بديلاً عن فتح المعابر البرية لأن إيصال المساعدات إلى غزة بالشكل الكافي لن يتأتى إلا إذا فتحت كل المعابر وسمح بإدخال كل المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون، والسماح لمنظمات الأمم المتحدة أن تعمل بحرية من أجل استلام هذه المساعدات وتوزيعها على كل مناطق القطاع."
وقال الصفدي، في رد على سؤال حول إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يؤاف غالانت، إن "قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تحترم، ويجب أن تنفذ."
وأضاف الصفدي أن المحكمة مؤسسة دولية ثمة التزام باحترام قراراتها من كل الدول الأعضاء فيها، والدول الأعضاء في المحكمة هم ١٢٤ دولة، وبالتالي، كل هذه الدول ملزمة باحترام هذا القرار.
بدوره، أشاد بوريل بعمق العلاقة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والأردن، مؤكداً أن الأردن يعتبر شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه "وهو مرساة للاستقرار والحكمة في عين العاصفة".
وأعرب بوريل في هذا الصدد عن شكره لجلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي، كما وثمن التكريم السامي الذي حظي به من جلالة الملك بمنحه وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، مؤكداً اعتزازه بهذا التكريم السامي.
وأكد أن الأردن كان وما يزال يدافع عن مبادئ التعاون والتنوع والنزاهة، والدفاع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعوته إلى إنصاف الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة.
وأشار بوريل إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز اتفاقية الشراكة مع المملكة والتعاون في مجالات الأمن والتجارة والتنمية البشرية والأمور التكنولوجية، وتقديم الدعم له في تطبيق مسارات التحديث الثلاثة، السياسي والاقتصادي والإداري، وأكد على التزام الاتحاد الأوروبي في تقديم مساعدات مالية بقيمة 500 مليون يورو لدعم الأردن.
وأشاد بجهود الأردن في إجراء الانتخابات النيابية في أيلول الماضي وتسهيل عمل بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية، وأكد أن الانتخابات كانت شفافة وعادلة.
وحول العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد بوريل ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف الكارثة الإنسانية والمذبحة في غزة، قائلاً: "في غزة هناك وضع مأساوي مزر، وسأقوم بكل ما أستطيع لجعل الجميع يعرف ماذا يحدث في غزة، ولا يوجد مجتمعات سكنية في القطاع، بل أن هناك أفراداً يحاولون البقاء ويقتلون يومياً من القنابل، وما زلت أقول أن هذه الحرب ضد الأطفال، ومعدل الوفيات هي أقل من خمس سنوات، أو تسع سنوات".
وأكد بوريل إدانة الاتحاد الأوروبي إلغاء إسرائيل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في المناطق الفلسطينية المحتلة، وأشاد بقيام تحالف دولي للسلام ودعم جهود حل الدولتين، واستمرار العمل على مساعدة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
وشدد بوريل على ضرورة احترام وتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات الاعتقال لنتنياهو ولغلانت وغيرهم، وهو قرار ملزم من جميع الدول والشركاء في هذه المحكمة لتنفيذه.
  • Madar Al-Saa Images 0.4144061147414946
  • Madar Al-Saa Images 0.5142976638851853
  • مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/21 الساعة 16:42