قضايا أهم من الشرق الأوسط أمام ترامب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 07:36
ما كنت أرغب في ان اخوض مع الخائضين في تداعيات عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الأبيض، غير ان حجم المقالات والتحليلات التي نشرت في بلادنا، والتي صورت الانتخابات الأميركية وكأنها انتخابات محلية تجري عندنا، وتهددنا نتائجها بالويل والثبور وعظائم الأمور، حتى ان احدهم تحدث عن (الأدوات التي استخدمها ترامب للتأثير في المجتمع الاردني)، وهي مقالات و تحليلات تدعونا في غالبيتها الساحقة الى التكيف مع القرارات والسياسات المنتظرة من الرئيس العائد، وكأنها قدر لا يرد، بالرغم من انها قرارات وسياسات تصب في مصلحة ?سرائيل، وتوسعها على حساب امتنا على وجه العموم، وعلى حساب الاردن على وجه الخصوص، لجهة تهجير أبناء الضفة الغربية اليه وضمها الى إسرائيل، كما يتوقع هؤلاء.
والتكيف الذي يدعو اليه البعض يعني الاستسلام لما يريده الرجل كما يتوقعون.لذلك ولمناقشة هذه الدعوات اكتب هذا المقال لاقول: ان روح المقاومة بكل اشكالها لم تمت في امتنا، وهي روح باقية وربما تزيدها عودة ترامب شدة، على قاعدة ان لكل فعل ردة فعل معاكسة. وقد عشنا في الاردن تجارب كثيرة في مقاومة الضغوط والمخططات الأميركية، منها مقاومتنا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لصفقة القرن التي قادها الرئيس ترامب في ولايته الأولى.لذلك فان السبيل لمواجهة كل المخططات التي تستهدف امتنا ككل، او تستهدفها كاجزاء، هو في بناء مشروع نهضة شامل تستعيد فيه عناصر قوتها، وتسترد به دورها الحضاري، وهذا ليس بالامر المعجز، فقد تكرر في تاريخنا اكثر من مرة. وحتى يتم ذلك فان علينا التمسك بروح المقاومة بكل اشكالها وتعظيمه فينا. لانها هي التي تقف سدا في وجه ترامب وغير ترامب.بالإضافة إلى روح المقاومة التي ستقف حائلا بين ترامب وبين تماديه في دعم إسرائيل، فهناك اسباب اخرى كثيرة لن تمكنه في ولايته الجديدة من تحقيق ما لم يحققه في ولايته السابقة، واول هذه الاسباب: انه سيكون أكثر تحررا من ضغوط اللوبي الصهيوني، لانه ليس له فرصة ثالثة للعودة الى البيت الابيض بموجب أحكام الدستور الاميركي، ولانه يدرك أيضا ان من اسباب نجاحه هذه المرة، تصويت نسبة من العرب والمسلمين الاميركيين له، وامتناع نسبة اخرى منهم عن التصويت لمنافسته الديمقراطية، الوالغة بدماء أهلنا في فلسطين ولبنان. وقد قطع الرجل وع?داً نتمنى ان يحترمها، للجاليات العربية والإسلامية، وهي وعود لا تصب في خدمة مخططات نتنياهو.كذلك فان للرجل مصالح اقتصادية في اكثر من بلد عربي، ونأمل من هذه البلدان توظيف هذه المصالح لخدمة قضايانا العربية.ليس ما ذكرته فقط هو ما سيقلل من حجم توقعات هؤلاء لتأثير ترامب على مجريات الأحداث في منطقتنا، ذلك ان ترامب سيعطي اولوية في اهتماته للحرب في أوكرانيا وسبل وقفها، واقناع اطرافها بالجلوس على طاولة المفاوضات، وهو امر سيأخذ الكثير والكثير من وقته وجهده، على حساب اهتمامه بقضايا الشرق الأوسط.كما سينشغل ترامب بمواجهة الصين وتفوقها الاقتصادي على حساب بلاده، وهو انشغال سيكون ايضا على حساب انشغاله بقضايا الشرق الاوسط.وعلى ذكر الاقتصاد على الجميع ان يتذكر بان العامل الرئيسي في نجاح ترامب، وعودته إلى البيت الأبيض، هو وعوده للناخب الأميركي بان يخفف من وطأة حياته الاقتصادية، من حيث حجم الضرائب، والتضخم، والهجرة غبر الشرعية، بالإضافة إلى تصاعد الجريمة في المجتمع الأميركي.الاهم من كل ما ذكرناه اعلاه من أولويات ترامب، هو انه سينشغل في رد هجوم أعداء الداخل الأميركي عليه، والذين بدأت مجلة نيويورك تايمز حثهم بمقالها الافتتاحي بعد فوز ترامب مباشرة، على التحرك للدفاع عن بلدهم مما وصفته بتهور رئيسهم، ونزوعه للدكتاتورية، ومن رغبته بالافعال الظالمة وغير الاخلاقية، وغير القانونية، وكل ذلك سيتم على حساب اهتمامه بالشرق الأوسط، وقد يكون ذلك من حسن الحظ. لأن كل تعيينات الرجل حتى الآن كانت من غلاة الصهاينة الداعين الى ابادة العرب، وتوسع إسرائيل.
والتكيف الذي يدعو اليه البعض يعني الاستسلام لما يريده الرجل كما يتوقعون.لذلك ولمناقشة هذه الدعوات اكتب هذا المقال لاقول: ان روح المقاومة بكل اشكالها لم تمت في امتنا، وهي روح باقية وربما تزيدها عودة ترامب شدة، على قاعدة ان لكل فعل ردة فعل معاكسة. وقد عشنا في الاردن تجارب كثيرة في مقاومة الضغوط والمخططات الأميركية، منها مقاومتنا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لصفقة القرن التي قادها الرئيس ترامب في ولايته الأولى.لذلك فان السبيل لمواجهة كل المخططات التي تستهدف امتنا ككل، او تستهدفها كاجزاء، هو في بناء مشروع نهضة شامل تستعيد فيه عناصر قوتها، وتسترد به دورها الحضاري، وهذا ليس بالامر المعجز، فقد تكرر في تاريخنا اكثر من مرة. وحتى يتم ذلك فان علينا التمسك بروح المقاومة بكل اشكالها وتعظيمه فينا. لانها هي التي تقف سدا في وجه ترامب وغير ترامب.بالإضافة إلى روح المقاومة التي ستقف حائلا بين ترامب وبين تماديه في دعم إسرائيل، فهناك اسباب اخرى كثيرة لن تمكنه في ولايته الجديدة من تحقيق ما لم يحققه في ولايته السابقة، واول هذه الاسباب: انه سيكون أكثر تحررا من ضغوط اللوبي الصهيوني، لانه ليس له فرصة ثالثة للعودة الى البيت الابيض بموجب أحكام الدستور الاميركي، ولانه يدرك أيضا ان من اسباب نجاحه هذه المرة، تصويت نسبة من العرب والمسلمين الاميركيين له، وامتناع نسبة اخرى منهم عن التصويت لمنافسته الديمقراطية، الوالغة بدماء أهلنا في فلسطين ولبنان. وقد قطع الرجل وع?داً نتمنى ان يحترمها، للجاليات العربية والإسلامية، وهي وعود لا تصب في خدمة مخططات نتنياهو.كذلك فان للرجل مصالح اقتصادية في اكثر من بلد عربي، ونأمل من هذه البلدان توظيف هذه المصالح لخدمة قضايانا العربية.ليس ما ذكرته فقط هو ما سيقلل من حجم توقعات هؤلاء لتأثير ترامب على مجريات الأحداث في منطقتنا، ذلك ان ترامب سيعطي اولوية في اهتماته للحرب في أوكرانيا وسبل وقفها، واقناع اطرافها بالجلوس على طاولة المفاوضات، وهو امر سيأخذ الكثير والكثير من وقته وجهده، على حساب اهتمامه بقضايا الشرق الأوسط.كما سينشغل ترامب بمواجهة الصين وتفوقها الاقتصادي على حساب بلاده، وهو انشغال سيكون ايضا على حساب انشغاله بقضايا الشرق الاوسط.وعلى ذكر الاقتصاد على الجميع ان يتذكر بان العامل الرئيسي في نجاح ترامب، وعودته إلى البيت الأبيض، هو وعوده للناخب الأميركي بان يخفف من وطأة حياته الاقتصادية، من حيث حجم الضرائب، والتضخم، والهجرة غبر الشرعية، بالإضافة إلى تصاعد الجريمة في المجتمع الأميركي.الاهم من كل ما ذكرناه اعلاه من أولويات ترامب، هو انه سينشغل في رد هجوم أعداء الداخل الأميركي عليه، والذين بدأت مجلة نيويورك تايمز حثهم بمقالها الافتتاحي بعد فوز ترامب مباشرة، على التحرك للدفاع عن بلدهم مما وصفته بتهور رئيسهم، ونزوعه للدكتاتورية، ومن رغبته بالافعال الظالمة وغير الاخلاقية، وغير القانونية، وكل ذلك سيتم على حساب اهتمامه بالشرق الأوسط، وقد يكون ذلك من حسن الحظ. لأن كل تعيينات الرجل حتى الآن كانت من غلاة الصهاينة الداعين الى ابادة العرب، وتوسع إسرائيل.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 07:36