هل 'يُعزَل' نتنياهو من موقعه؟.. ماذا عن استراتيجية 'الرجل المجنون'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 07:35
في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل في دولة العدو الصهيوني, حول «ملف الأسرى الصهاينة» إضافة الى ملفات وتداعيات حرب الإبادة والتطهير العِرقِي والتهجير, التي يشنها جيش الفاشية الصهيونية, على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وغارات وعربدة على سوريا, تُطرح تساؤلات في الكيان العنصري عن الأهداف الحقيقية, التي يسعى مجرم الحرب/ نتنياهو وزمرته داخل الائتلاف اليميني المتطرف, ورهط الجنرالات الذين يقفون الى جانبه (على قلِّة عددهم.. مُقارنة بطيف واسع داخل رئاسة الأركان وقادة الفِرق والألوية والكتائب) في القطاع المنكوب وعلى الح?ود مع لبنان, خاصة بعد ما تم ترويجه بأن نتنياهو, بات يخشى ان «يتم عزلَه» مِن قِبل مُدعي عام دولة العدو, او محكمة العدل العليا في الكيان.
تطوّر كهذا بدأ يفرض نفسه على المشهد السياسي في دولة العدو, بعد يوم واحد من ردّ المحكمة المركزية في القدس المحتلة, طلب نتنياهو «تأجيل شهادته» في المحكمة, (بدأت جلساتها قبل أكثر من أربع سنوات بتهم فساد في ثلاثة ملفات)، إذ سرّبت مصادر في النيابة العامة أنها «تقترِب جداً» من التقدّم بطلب «إخراج» نتنياهو من موقعه رئيسا للوزراء, إلى (عزل قسري مؤقت). مُستندة/المصادر الى شهادة من نتنياهو كان أدلى بها «سابقاً» امام محكمة العدل العليا قال فيها: إنه «يستطيع» إدارة شؤون الحُكم, مع دفاعه عن نفسه في «ملفات الفساد» جنبا ?لى جنب. ما دفع قضاة المحكمة العليا الى «رفض» دعوى أقامتها هيئات حقوقية إسرائيلية بـ«عزل» نتنياهو, مُتيحة له «الجمعَ» بين مهامه رئيسا للوزراء, والدفاع عن نفسه في الآن عينه أمام المحمكة.
أما جديد «هذه الأيام» فهو تغيير نتنياهو, او قُل تنكُّر نتنياهو لـ"أقواله» السابقة, عندما تقدّم فريق الدفاع عنه مؤخرا, بطلب «تأجيل» الادلاء بإفادته من الثاني من كانون الأول الوشيك, إلى شهر شباط/2025. زاعماً/نتنياهو عبر فريق الدفاع عنه, بان رئيس الحكومة «لا» يستطيع إدارة الدولة, في أجواء حرب صعبة ومعقدة وطويلة, وفي الوقت نفسه الدفاع عن نفسه أمام المحكمة في قضايا فساد. فهل بات عزل نتنياهو ولو في شكل «مؤقت»... محسوما؟. ليس ثمة ما يُؤكد او ينفي احتمالا كهذا. والجواب لن يتأخر كثيرا في ما نحسب.
ماذا عن المصير «الغامض» الذي ينتظر الشرق الأوسط «الجديد«, في ظل تعيينات ترامب الأخيرة واستراتيجية «الرجل المجنون»؟
هذا ما أضاء عليه تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية (التي دعمت كامالا هاريس في مواجهة ترامب الرئاسية) اول من أمس/الأحد, إذ جاء فيه (التقرير).. أن الرئيس المنتخَب/ترامب مُقبل على شرق أوسط جديد, مُختلف جذرياً عن الشكل الذي شاهده خلال ولايته الأولى. مؤكداً/التقرير، أن إدارة ترامب «الثانية» قد تحمل إشارات أكثر اختلاطاً على المنطقة، بسبب تعيينات ترامب الأخيرة لأعضاء حكومته. كما سلّط الضوء على مُرشحه «ستيفن ويتكوف» لمنصب المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط،, مبينا أنه «ليس لديه خلفية تُذكر في السياسة الخارجية»، و?ع ذلك أشار هو وغيره من الذين رشحّهم ترامب إلى دعمهم القوي لـ«إسرائيل», ما قد يُدخِل المنطقة في مرحلة مختلفة من التصعيد والمصير الغامض.
وبيّن التقرير أن شكل المنطقة تغيّر بشكل جذري منذ الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل, في 7 أكتوبر/2023، والتي أدّت إلى «تعطيل توازن القوى وأولويات اللاعبين الرئيسين» فيها. مُشيرا إلى أن هجوم حماس كان (إحدى تلك اللحظات التي تًقسِّم التاريخ إلى «ما قبل» و«ما بعد»). لافتا إلى أنه في فترة ولاية ترامب الأولى, وخلال معظم فترة ولاية بايدن، لم تحظَ المطالب الفلسطينية بـ«إقامة دولة» باهتمام كبير. فقد سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية واحتوت غزة بإحكام شديد, لدرجة أن الوضع الراهن بدا وكأنه قد يستمر إلى أجل غير مسمى.
هل يتبع ترامب... استراتيجية «الرجل المجنون»؟
يقول التقرير: انه في فترة ولاية ترامب «الأولى»، زعمَ كثيرون أنه كان يتبع استراتيجية «الرجل المجنون»، في الشؤون الخارجية،. إذ تتلخص الفكرة هذه, في أنه «إذا اعتقدَ خصومكَ أنكَ غير مُستقِر بما يكفي, لتنفيذ تهديد ما, على الرغم من العواقب الكارثية المُحتملة، فمن المُرجَّح أن يتراجعوا». ورأى/التقرير أنه «قد يكون هناك بعض المنطق الاستراتيجي, في اتباع استراتيجية «الرجل المجنون» ضد الخصوم، إلا أن التصرّف بشكل غير مُنتظم ــ يُحذِر التقرير ــ مع الدول «الصديقة», قد يدفعها إلى الانسحاب والبحث عن تحالفات أخرى.
هل يتبنّى ترامب استراتيجية «الرجل المجنون» من جديد؟. أم أنه سيكون مُلتزِماً الـ«َوَعد» الذي كرّرَه أكثر من مرّة, بـ«إنهاء الحروب».. في الشرق الأوسط وأوكرانيا؟.
الأيام ستُخبِرنا.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 07:35