الخلايلة يكتب: خطاب ملكي بحجم الطموحات الوطنية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/18 الساعة 20:53
مدار الساعة - راكان الخلايلة-في خطوة وطنية تجدد الأمل وتعزز الثقة في مسيرة الأردن الراسخة، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، خطابًا شاملاً أمام مجلس الأمة العشرين، مؤكدًا أن الأردن يسير بثبات نحو مستقبل مشرق، مستندًا إلى رؤية واضحة وأسس متينة تلبي تطلعات شعبه.
لقد جاءت كلمات جلالة الملك معبرة عن تطلعات الأردنيين وطموحاتهم، ومؤكدة أن المرحلة القادمة تستوجب العمل بروح الفريق الواحد، والتركيز على بناء دولة عصرية تواكب المتغيرات العالمية، دون المساس بثوابتها الوطنية وقيمها الراسخة.
كانت دعوة جلالته واضحة في توجيه أعضاء مجلس الأمة نحو ترجمة مشروع التحديث السياسي إلى واقع ملموس يخدم الأردنيين جميعًا. وشدد الملك على أهمية العمل النيابي الجماعي وتعزيز دور الأحزاب البرامجية، بوصفها حجر الزاوية في بناء الممارسات السياسية الحديثة، حيث يبرز دور التنافس على أساس البرامج والأفكار، بعيدًا عن المصالح الضيقة.
وأكد الملك أن نجاح هذا النهج يتطلب أداء نيابيًا يرتقي إلى مستوى التحديات، بحيث يُعبر البرلمان عن مصالح الوطن والمواطنين بكل وضوح وأمانة، ما يجعل منه شريكًا أساسيًا في تحقيق رؤية التحديث الشامل.
الاقتصاد كان في قلب الخطاب الملكي، حيث أكد جلالته أن الأردن يمتلك كفاءات بشرية متميزة وعلاقات دولية متينة، تؤهله لتحقيق قفزات نوعية في معدلات النمو خلال العقد القادم.
وأشار الملك إلى أهمية الاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى تعزيز بيئة الأعمال، واستقطاب الاستثمارات، وتوفير الوظائف، خصوصًا للشباب الذين يُعتبرون عماد المستقبل. ودعا جلالته إلى الإسراع في تحديث القطاع العام، ليصبح أكثر كفاءة ومرونة في تقديم الخدمات للمواطنين، مما يضمن تحقيق العدالة والنزاهة في جميع مجالات العمل الحكومي.
كعادته، كان جلالة الملك واضحًا وحازمًا في تأكيده على الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية. جدد الملك التزام الأردن بالدفاع عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين، مشددًا على أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد جلالته على أهمية الحفاظ على قدس العروبة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، استنادًا إلى الوصاية الهاشمية، التي يعتبرها الأردنيون شرفًا ومسؤولية تاريخية. وفي ظل العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حمل الأردن، بقيادته وشعبه، مسؤولية عظيمة تجاه أشقائه، مقدمًا الدعم الإنساني والطبي واللوجستي، ليبرهن مرة أخرى أنه صوت الحق وصانع الخير.
لم ينسَ جلالة الملك أن يُشيد برجال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين يقفون دائمًا حصنًا منيعًا أمام كل التحديات. وعبّر عن فخره بأبناء وبنات الأردن، الذين كانوا وما زالوا في مقدمة من يلبي نداء الواجب، سواء داخل الوطن أو خارجه.
اختتم جلالة الملك خطابه برسالة ملهمة تحمل في طياتها الأمل والعزيمة، مؤكدًا أن الأردن سيواصل كتابة فصول جديدة في مسيرته التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها. وأشار إلى أن الأردن سيبقى وطنًا طيبًا مباركًا بأهله وأرضه، عنوانًا للخير والوفاء، ووجهًا مشرقًا للعروبة والإنسانية.
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة العشرين ليس مجرد كلمات، بل هو خارطة طريق واضحة لمستقبل الأردن، ورؤية شاملة تستند إلى إرادة صلبة لتحقيق الأفضل لهذا الوطن العزيز. وهي دعوة لجميع الأردنيين للعمل بروح الفريق الواحد، مستلهمين من قيادتهم الحكيمة عزيمة لا تعرف الكلل، وإيمانًا بأن الغد سيكون أجمل وأكثر إشراقًا.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ويمده بالصحة والعافية، وأن يُوفق سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في مسيرته لخدمة الوطن، وأن يُديم على الأردن أمنه واستقراره، ويجعل أيامه كلها عزًا ورخاءً. اللهم احفظ هذا الوطن قيادةً وشعبًا، واجعله دائمًا منارةً للخير والسلام.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/18 الساعة 20:53