بني هاني يكتب: خطاب العرش السامي.. خارطة طريق نحو مستقبل أردني مشرق

عبدالله بني هاني
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/18 الساعة 19:41
في لحظة مهيبة تحمل رمزية الاستقرار والمضي نحو التقدم، افتتح جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين بخطاب العرش السامي. خطاب يُجسد الرؤية الملكية الشمولية والطموح المستدام لبناء أردن قوي، متماسك، ومزدهر.جاء الخطاب ليؤكد على أسس الدولة الأردنية الراسخة وهويتها العميقة، وليرسم خارطة طريق طموحة لمسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مع التركيز على دور مجلس الأمة كحاضنة للإنجاز البرلماني المسؤول. ومن أبرز ما تضمنه الخطاب الملكي، الإشارة إلى ضرورة ترسيخ المشروع الوطني للتحديث السياسي. هذا المشروع الطموح لا يهدف فقط إلى تعزيز العمل الحزبي البرامجي، بل يسعى لإعادة صياغة الحياة السياسية لتصبح أكثر شمولية، بتوسيع مشاركة المرأة والشباب، وتعزيز ممارسات برلمانية ترتكز على التنافس بالبرامج والأفكار، بدلاً من المصالح الضيقة.لقد أشار جلالة الملك في خطابه إلى أهمية المضي قدماً في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي التي تُعد عماد النهضة الاقتصادية الأردنية، من خلال إطلاق الإمكانات الوطنية ورفع معدلات النمو الاقتصادي خلال العقد القادم. وفي قلب هذه الرؤية يأتي تمكين الشباب الأردني، الذين يُشكلون أمل الأمة، عبر إعدادهم لوظائف المستقبل، وتوفير الفرص لهم ليكونوا ركيزة أساسية في مسيرة البناء. إن هذه الدعوة تنطوي على رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في الكفاءات الأردنية البشرية، بالتوازي مع تعزيز العلاقات الدولية، يمثلان السلاح الأهم لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. لقد أكد الخطاب على أن تحديث القطاع العام يُعد ركناً أساسياً في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، عبر بناء إدارة عامة كفؤة وعادلة، تلتزم بالنزاهة والمهنية. هذا التوجه يُعد مطلباً ملحاً لضمان استجابة الأجهزة الحكومية لتطلعات الأردنيين وتحقيق العدالة الاجتماعية. وهنا تتجلى دعوة جلالته لأعضاء مجلس الأمة لتحمل مسؤولياتهم، ليس فقط في الرقابة والتشريع، ولكن أيضاً في أن يكونوا شركاء حقيقيين في قيادة هذا التحول النوعي، الذي يُعد ضرورة وطنية.لقد أعرب جلالته حفظه الله، عن تمسك الأردن بهويته الراسخة وإرثه الهاشمي، ووقوفه الدائم مع الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة الظلم التاريخي. من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، إن التزام الأردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يمثل موقفاً ثابتا، يعبر عن الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في حماية الهوية العربية للقدس. وفي سياق العدوان على غزة، برز الخطاب كوثيقة شرف للإنسانية الأردنية، التي وقفت بكل إمكاناتها مع الأشقاء الفلسطينيين، عبر الدعم الإغاثي والطبي، ما يعكس روح التضامن العميق الذي يُميز الشعب الأردني.أكد جلالة الملك في خطابه على مكانة الإنسان الأردني كأغلى ما تملك الأمة، مشدداً على أن مسيرة البناء والتقدم ستستمر بفضل عزيمة الأردنيين وإيمانهم بوطنهم. هذه الرسالة تحمل في طياتها دعوة للعمل الدؤوب، وتصميماً على تحقيق مستقبل زاهر للأردن، فخطاب العرش السامي لم يكن مجرد كلمات تُلقى في مناسبة وطنية، بل كان رؤيةً واستراتيجية تحمل مضامين عميقة لكل أردني، وخاصةً أعضاء مجلس الأمة، الذين يتوجب عليهم ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، عبر عمل نيابي جاد ومسؤول.إننا أمام مرحلة جديدة تتطلب من الجميع التكاتف والإيمان بأن الأردن، بعزيمة قيادته الحكيمة وشعبه الوفي، سيبقى نموذجاً للاستقرار والنهضة في عالم مضطرب. عاش الأردن، وعاش جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، قائداً لمسيرة البناء والإصلاح.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/18 الساعة 19:41