الزيود تكتب: الأردن يستحق إعلامًا قياديًا: شباب يقودون الرأي لبناء مستقبل وطن

دعاء الزيود
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/16 الساعة 10:38
في عالم سريع التغير، حيث تتفجر التحولات الرقمية وتكتظ منصات التواصل الاجتماعي بالملايين من الأصوات، لم يعد الإعلام مجرد ناقل للحقائق والمعلومات، بل أصبح قوة مؤثرة تضيف بعدًا جديدًا على الفهم والمناقشة العامة. بات اليوم أداة معقدة، وقوة فاعلة في تشكيل الوعي الجماعي وصناعة الرأي العام. في هذا المشهد المتشابك، يتحوّل الإعلام إلى ساحة حوار متعددة الأطراف، حيث تتداخل الحقائق والأكاذيب، وتساهم الرسائل الإعلامية في تشكيل الواقع وتوجيه مسارات الأمم. وفي هذا السياق، تتناغم رؤية وزارة الاتصال الحكومي مع طموحات الشباب الأردني الذين لا يقتصر دورهم على استهلاك المحتوى الرقمي، بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة الفاعلة في صياغة "السردية الأردنية"، لتكون حاضرة في الأذهان، ومحصّنة ضد محاولات التشويه والتضليل.في لقاءٍ حمل بين طياته إشراقة أمل لمستقبل الإعلام الأردني، جمع معالي وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني أعضاء جمعية "سند للفكر والعمل الشبابي"، في خطوة استراتيجية لتمكين الشباب ليكونوا شركاء حقيقيين في عملية بناء خطاب إعلامي وطني يتسم بالمسؤولية والوعي. وقد تحدث معالي الوزير في هذا اللقاء عن الإعلام ليس باعتباره مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل بوصفه أداة استراتيجية في بناء الثقة بين الدولة والمواطن، وفي الدفاع عن الثوابت الوطنية وحمايتها من حملات التضليل التي أصبحت سيدة المشهد في العديد من الفضائيات ووسائل الإعلام العالمية.واستنادًا إلى الواقع الذي يفرض نفسه اليوم، أكد المومني أن الأردن في حاجة ماسة إلى إعلام يقوده جيل من الشباب الذي يحمل في قلبه حب الوطن، وفي عقله الفهم العميق لما يواجهه من تحديات في ظل التطورات الإقليمية. وأوضح أن "الشباب يمثلون شريحة واسعة تشكل 67% من المجتمع الأردني، وهذا يضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في قيادة الإعلام الوطني ليكون في طليعة التصدي لمحاولات التشويه التي تهدد الأمن المجتمعي". وفي حديثه عن الرقمنة، أشار الوزير إلى أهمية بناء بيئة رقمية محصنة، قادرة على مواجهة الشائعات وتعزيز دور الأردن في العالم الرقمي كداعم للحقائق والمصداقية.أما رئيس جمعية "سند للفكر والعمل الشبابي" سلطان الخلايلة، فقد أضاء في حديثه على رؤية الجمعية في تعزيز الشراكة بين الإعلام الرسمي والشباب، مؤكدًا أن هذا التعاون يجب أن يسهم في خلق خطاب إعلامي يعكس الواقع الأردني ويساهم في بناء صورة حقيقية عن البلاد. وأشار إلى أن الجمعية تضع بين يدي الشباب الأردني أدوات فكرية ومهنية تتيح لهم المساهمة في رسم ملامح السردية الأردنية، والتصدي للإشاعات والتحديات الإعلامية التي تلوح في الأفق."الإعلام هو خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية، وقد أضحى اليوم ضرورة ملحة أن يتحلى شبابنا بالوعي الرقمي والقدرة على التفاعل مع الوسائط الإعلامية بشكل علمي واحترافي"، هكذا وصف سلطان دور الشباب في تشكيل المشهد الإعلامي. وأكد الخلايلة أن جمعية "سند" ستكون دائمًا الحاضن لهذه الطاقات الشبابية، وملتقى للوعي والفكر، داعمةً لبناء سردية أردنية متكاملة تُصاغ بحرفية، وتوصل للناس كما يجب أن تكون.وفي ظل تلك التحديات الراهنة، وتزايد الفضاء الإعلامي غير القابل للضبط، تتجلى أهمية أن يكون لدينا خطاب إعلامي وطني قادر على مواجهة هذه التحديات بعقلانية ورؤية واضحة. ومن هذا المنطلق، كان اللقاء بين معالي الوزير وأعضاء الجمعية بمثابة رسالة تؤكد أن الشباب هم الركيزة الأساسية في هذا المسعى، وأن دورهم في بناء الثقة الإعلامية وتعزيز القدرات الرقمية أصبح أمرًا لا مفر منه.ما نراه اليوم من تحولات في المشهد الإعلامي الأردني لا يعدّ مجرد تغيير في أدوات الاتصال، بل هو انقلاب فكري يعيد تشكيل مفهوم الإعلام في الأردن من خلال جيل شبابي واعٍ ومدرك لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. وهذه الشراكة بين وزارة الاتصال الحكومي وجمعية "سند للفكر والعمل الشبابي" تعد خطوةً استراتيجيةً تواكب التحديات الحالية، لتصنع إعلامًا رصينًا ومؤثرًا، يعكس القيم الأردنية ويواجه التحديات العالمية. إن الشباب الأردني اليوم هم من يقودون معركة الحفاظ على هوية وطنهم في الفضاء الرقمي، وهم من سيتحملون مسؤولية بناء خطاب إعلامي محصن من التضليل، ليظل الأردن في طليعة الأمم التي تتبنى الإعلام كأداة للبناء لا الهدم.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/16 الساعة 10:38