لويش ما وافقتَ يا باشا!..

مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/14 الساعة 09:59
مدار الساعة - كتب: محمود كريشان -تصادف الذكرى السنوية الرابعة لوفاة الفريق أول محمد رثعان الرقاد، مدير المخابرات العامة الأسبق، الذي لاقى ربه بوجه مشرق وكف بيضاء، حيث كان الراحل من الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية خدمة الوطن في سبيل تعزيز مكانته والحفاظ على مكتسباته، وكان رجل دولة من طراز رفيع، عمل بروحية الجندي المجهول، وغادر كما بدأ وعمل.. بصمت وبدون ضجيج وبشكل يليق بالأوفياء المخلصين من نخب الدولة.وكما تؤشر سيرته العملية تكمن قيمة الباشا الرقاد، بان الرجل كان خصما عنيدًا للإرهاب، ولكافة أعداء الأردن، بمهنية منتجة وطنيا، ونضج سياسي وأمني، من خلال عمله في كافة المواقع التي شغلها في الجهاز ضابطاً متميزاً في العمل الأمني والاستخباري، ومثالاً في الشجاعة والكفاءة والتفاني والإخلاص في أداء الواجب، وقبل ذلك بالإستقامة والخُلق الكريم والسيرة العطرة.الباشا الرقاد الذي نال الثقة الكبرى من جلالة الملك عبدالله الثاني، بتعيينه مديراً لدائرة المخابرات العامة بتاريخ 29 كانون اول 2008 في مرحلة وصفت بالحرجة وظروف اتسمت بالصعوبة، وقد نجح في مهمته نظراً لكونه ضابطاً محترفاً وخبيراً أمنياً مختصاً في الشؤون الداخلية والخارجية، كما وكان له دور أساس وهام في عمليات استخبارية أحبطت محاولات إرهابية وتخريبية على الساحة الأردنية، جرى على أثرها ترفيعه ميدانياً إلى رتب أعلى، وطيلة رئاسته للجهاز كان حريصا على إتباع أقصى درجات الحكمة والتعقل والتعامل الهادئ المتزن الأمر الذي أسهم في تجاوز العديد من الأزمات التي كان يفتعلها البعض لاختلاق الأزمات، كما وأسهم في منع امتداد التحركات السلبية، كما انه كان يرفض الموافقة على اي قرار لا يخدم مصالح الأردن والدولة، ويسعى بكل بأس وشجاعة لتعطيله، واستطاع أيضا تفويت الفرصة تلو الأخرى لمن حاول إراقة الدم على الساحة الأردنية، ماشكل علامة فارقة في العمل الاستخباري المتيقظ.وخلال عمله رئيساً للدائرة عاصر حكومات عديدة، وهي حكومة المهندس نادر الذهبي وتعديلها، وحكومة سمير الرفاعي وتعديلها، وحكومة معروف البخيت وتعديلها، وكان حريصا على توحيد الجهود وتظافرها وتعزيزها، بما يخدم المصالح العليا للدولة وللشعب الأردني الواحد، وقيادته الهاشمية المباركة، ليكون من أهم الشخصيات الوطنية الذين عُرفوا بعطائهم السخي لوطنهم، فأدى واجبه بكل أمانة وإقتدار، فكان الصادق الصدوق مع الله أولاً، ثم مع وطنه وشعبه ومليكه الهاشمي.الرقاد وخلال خدمته في الدائرة، تسلم عدة مواقع قبل أن يصبح مديراً للدائرة منها: مدير مخابرات محافظة البلقاء، ومدير مخابرات محافظة إربد، ومديرا لمديرية المناطق، ثم مساعد لمدير المخابرات العامة للمناطق، وبقي على رأس عمله رئيسا للجهاز حتى أحيل إلى التقاعد بتاريخ 17 تشرين اول 2011 ثم صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه عضواً في مجلس الأعيان.رحم الله فقيد الوطن المرحوم الباشا «أبو ثامر» الذي أفنى عمره في خدمة وطنه وشعبه ومليكه بصمت، حتى غادرنا وهو تحت تأثير القسم العسكري، ملتزما بالصمت النبيل، الذي لجأ إليه بعد التقاعد، وتجنب الأضواء والزحام والتعليق على التحرشات أو الظهور على الفضائيات وسرد المذكرات.. رحمه الله تعالى وحمى الله الأردن آمنا مستقرا في ظل الراية الهاشميةالمباركة..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/14 الساعة 09:59