الحواتمه يكتب: الانتخابات الأمريكيه لماذا كل هذا الاهتمام؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 17:51
مدار الساعة - كتب: الفريق الركن حسين الحواتمه - من المعروف أن الولايات المتحده الامريكيه تعد أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية وتكنولوجية في العالم، ولها مصالح تمتد الى جميع بقاع الأرض وقدرة على التدخل في كافة ارجاء العالم ولها دور كبير و مؤثر على مجريات الاحداث في مختلف مناطق العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط والتي تعيش تحت ضغط الحروب والصراعات والتحالفات السياسية والعسكرية المختلفة ضمن معادلات دولية واقليمية صعبة ومعقدة للغاية
وعند تفحُص هذه المقومات والامكانيات للولايات المتحدة الأمريكية نجدها عند بعض الدول والتي تعد دولا محورية ، و قد جاء هذا التصنيف عندما قسم الاستراتيجين دول العالم الى ثلاث اقسام دول القلب ، دول الاطراف ، دول هامشيه و كانت تتبدل مواقع الدول وفعالية سيطرتها من فترة لأخرى فمثلا كانت بريطانيا العظمى ردحاً من الزمن في مركز القلب الى أن جاءت الولايات المتحده الى هذا المركز و احتلتة كاملا بفضل قوة مؤسساتها الديموقراطية والاقتصادية وثروتها ومؤسساتها وأفكارها وتحالفاتها وشراكاتها العسكرية .
ولم تسمح إن يشاركها اي دولة به و هذا يعد من ركائز السياسة الخارجية لها كونها القادرة على ضبط النظام العالمي و معالجة تشوهاته ، و حتى الاتحاد السوفيتي تم سحبه الى دول الاطراف ثم الهامش حتى تلاشى بمولد روسيا بتركيبتها السياسيه الحاليه ، وعودة الى الانتخابات الامريكية و توجس الدول العربيه و نخبها السياسية من النتائج و ايهما افضل كاميلا هاريس ام دونالد ترامب و هذا النمط من التفكير له ارتباطات بعوامل تاريخية ، ثقافية ، نفسيه لم تستطيع النخب العربية معالجتها او تخطي الكثير منها ، حيث شكلت مرحلة العجز و الاتكالية التي مرت على منطقة الشرق الاوسط اثناء فترات الاستعمار عنونا عريضا وسمه بارزة من سمات التفكير السياسي وصولا لدخوله في عمق الفكر الجمعي فكنا نعول على الدعم الغربي تارةً و الدعم الشرقي تارةً أخرى منتقصين و غير واثقين من عناصر القوة المختلفة التي تملكها دول المنطقة منتظرين المنقذ و حامل عصى موسى لحل القضايا والتحديات الكبيرة التي تواجهنا
اما الولايات المتحده فهي كيان سياسي ذو تركيبه قوية متجذرة في قوانينها و تشريعاتها و ادارتها ومؤسساتها و العمق الديموقراطي المتجذر و غير المسبوق ، فلا يستطيع اي رئيس الخروج عن الاتجاه العام للدوله وإن حاول فإن مؤسسات الدوله القويه بكل مفاصلها ستعيده الى الاتجاه العام ، فالرئيس الامريكي في السياسة الامريكية لا يستطيع ان يتبع هواه و يضل الطريق فهو محكوم بمحددات دستورية ومؤسسات قادرة على ضبط الايقاع دون أي تعقيدات، اما الدول التي تؤجل كثير من قراراتها و سياساتها منتظره من سيفوز فهي دول هشه ضعيفة تمتلك فكرا ونهجا سياسيا ضيقا دون أي نظرة مستقبلية استشرافية ولم تستطيع الخروج من المنطقة الهامشية و عليها وضع سياسات و استراتيجيات مرنه تستوعب البيئه
الاستراتيجية في جميع مستوياتها المحلية و الاقليميه و الدوليه و لا بد من الخروج من هذه العقلية و الاستمرار بخطط التطوير و وضع اتجاه عام للدوله لا يتأثر بالاحداث السياسيه المختلفة اقليميا وعالميا ، و أن نعلم ان السياسه الامريكيه تختلف في الاساليب و الطرق والممارسات و لم تختلف يوما في الاهداف و الثوابت والاركان العامة كما انه يجب الاشتباك مع الولايات المتحده سياسيا و دبلوماسيا على قاعدة المصالح المشتركه و عدم التركيز على شخص الرئيس بل على جميع مؤسسات الدوله الامريكيه البرلمانيه و السياسيه و والاقتصادية والعسكريه و الامنيه فهنالك الكثير من اصوات الخبرة و الحكمه و الاعتدال في هذه المؤسسات و هذا يعد من اهم اسباب استمرار الولايات المتحده كقوة عظمى في العالم .
إذا ستبقى الولايات المتحدة في مركز النظام العالمي وسبب ذلك جزئيا هو تلك القدرات المادية ودورها كمحور في ميزان القوى العالمي وفي الوقت نفسه ستظل الولايات المتحدة مهمة لسبب آخر وهو جاذبية أفكارها ومؤسساتها وقدراتها على بناء شراكات وتحالفات تجعلها قوة لا غنى عنها خلال السنوات المقبلة ولطالما كان ذلك وقد يظل سر قوتها ونفوذها .
وعند تفحُص هذه المقومات والامكانيات للولايات المتحدة الأمريكية نجدها عند بعض الدول والتي تعد دولا محورية ، و قد جاء هذا التصنيف عندما قسم الاستراتيجين دول العالم الى ثلاث اقسام دول القلب ، دول الاطراف ، دول هامشيه و كانت تتبدل مواقع الدول وفعالية سيطرتها من فترة لأخرى فمثلا كانت بريطانيا العظمى ردحاً من الزمن في مركز القلب الى أن جاءت الولايات المتحده الى هذا المركز و احتلتة كاملا بفضل قوة مؤسساتها الديموقراطية والاقتصادية وثروتها ومؤسساتها وأفكارها وتحالفاتها وشراكاتها العسكرية .
ولم تسمح إن يشاركها اي دولة به و هذا يعد من ركائز السياسة الخارجية لها كونها القادرة على ضبط النظام العالمي و معالجة تشوهاته ، و حتى الاتحاد السوفيتي تم سحبه الى دول الاطراف ثم الهامش حتى تلاشى بمولد روسيا بتركيبتها السياسيه الحاليه ، وعودة الى الانتخابات الامريكية و توجس الدول العربيه و نخبها السياسية من النتائج و ايهما افضل كاميلا هاريس ام دونالد ترامب و هذا النمط من التفكير له ارتباطات بعوامل تاريخية ، ثقافية ، نفسيه لم تستطيع النخب العربية معالجتها او تخطي الكثير منها ، حيث شكلت مرحلة العجز و الاتكالية التي مرت على منطقة الشرق الاوسط اثناء فترات الاستعمار عنونا عريضا وسمه بارزة من سمات التفكير السياسي وصولا لدخوله في عمق الفكر الجمعي فكنا نعول على الدعم الغربي تارةً و الدعم الشرقي تارةً أخرى منتقصين و غير واثقين من عناصر القوة المختلفة التي تملكها دول المنطقة منتظرين المنقذ و حامل عصى موسى لحل القضايا والتحديات الكبيرة التي تواجهنا
اما الولايات المتحده فهي كيان سياسي ذو تركيبه قوية متجذرة في قوانينها و تشريعاتها و ادارتها ومؤسساتها و العمق الديموقراطي المتجذر و غير المسبوق ، فلا يستطيع اي رئيس الخروج عن الاتجاه العام للدوله وإن حاول فإن مؤسسات الدوله القويه بكل مفاصلها ستعيده الى الاتجاه العام ، فالرئيس الامريكي في السياسة الامريكية لا يستطيع ان يتبع هواه و يضل الطريق فهو محكوم بمحددات دستورية ومؤسسات قادرة على ضبط الايقاع دون أي تعقيدات، اما الدول التي تؤجل كثير من قراراتها و سياساتها منتظره من سيفوز فهي دول هشه ضعيفة تمتلك فكرا ونهجا سياسيا ضيقا دون أي نظرة مستقبلية استشرافية ولم تستطيع الخروج من المنطقة الهامشية و عليها وضع سياسات و استراتيجيات مرنه تستوعب البيئه
الاستراتيجية في جميع مستوياتها المحلية و الاقليميه و الدوليه و لا بد من الخروج من هذه العقلية و الاستمرار بخطط التطوير و وضع اتجاه عام للدوله لا يتأثر بالاحداث السياسيه المختلفة اقليميا وعالميا ، و أن نعلم ان السياسه الامريكيه تختلف في الاساليب و الطرق والممارسات و لم تختلف يوما في الاهداف و الثوابت والاركان العامة كما انه يجب الاشتباك مع الولايات المتحده سياسيا و دبلوماسيا على قاعدة المصالح المشتركه و عدم التركيز على شخص الرئيس بل على جميع مؤسسات الدوله الامريكيه البرلمانيه و السياسيه و والاقتصادية والعسكريه و الامنيه فهنالك الكثير من اصوات الخبرة و الحكمه و الاعتدال في هذه المؤسسات و هذا يعد من اهم اسباب استمرار الولايات المتحده كقوة عظمى في العالم .
إذا ستبقى الولايات المتحدة في مركز النظام العالمي وسبب ذلك جزئيا هو تلك القدرات المادية ودورها كمحور في ميزان القوى العالمي وفي الوقت نفسه ستظل الولايات المتحدة مهمة لسبب آخر وهو جاذبية أفكارها ومؤسساتها وقدراتها على بناء شراكات وتحالفات تجعلها قوة لا غنى عنها خلال السنوات المقبلة ولطالما كان ذلك وقد يظل سر قوتها ونفوذها .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 17:51