عام على 'المقاطعة'.. انفصام واضح!

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 07:28
باستثناء من يبحثون عن اللايكات والمتابعين والمزاودات والنضال عن بُعد فلا بدَّ من الاعتراف بأن «المقاطعة» لم ينتج عنها خلال عام سوى إغلاق «المحال» وتسريح «آلاف الموظفين» وضرب الاستثمار لدينا، كما أنها لم تؤثر على «الغرب» قطعاً في دعمهم للكيان، فلماذا هذا العبث إذن؟
منذ البداية أنا «ضد المقاطعة» وما زلت لأسباب أهمها أن لا نفع منها سوى انها تضر بنا اكثر مما يتخيله بعض ممن وجد في هذه الوسيلة مزاودة واستعراضاً واسترضاء لنفوسهم والتي ما قدمت لغزة سوى انها «استغنت» فقط لاجلها عن «سندويش» باخرى تشبهها بالطعم وعلبة غازات تتقارب مع غيرها من السلع المقاطعة.للاسف عام كامل ونحن نشاهد فروعاً تغلق وشركات تصفى وعمالاً يُسرحون بالجملة، حتى ان آخر احصائية للضمان تظهر ان «23 الف عامل اردني» توقفت اشتراكاتهم خلال العام الماضي، ومئات من سائقي التطبيقات حجز على مركباتهم واصبحوا تحت وطأة القضبان، حتى اصبحنا نشاهد اليوم ماركات عالمية تغلق ابوابها.مؤخرا احدى العلامات التجارية في المملكة قامت بتغيير اسمها بعد ان تم الاستحواذ عليها من «عرب واردنيين» قرروا الاستثمار فيها واعلنت تلك العلامة التجارية الشهيرة مغادرة اسواقنا، إلا ان حملات التحريض على الماركة الجديدة بدأت دون اي اسباب باستثناء ان البعض يعشق سياسة المزاودة وتصفية الحسابات.نعم بالتأكيد نشجع الاستثمار المحلي والتاجر المحلي والمطعم المحلي، غير ان التنوع بالاقتصاد والاستثمار امر مهم لاي اقتصاد بالعالم، وهنا اخشى ان مثل هذه السلوكيات قد تؤثر على «جذب الاستثمار» الاجنبي في قطاع الخدمات."المقاطعة» بهذا الشكل كونت لي فكرة عن حالة انفصام واضحة لدى بعض المستهلكين، فتخيلوا انهم ذهبوا لمقاطعة ساندويشات ومشروبات غازية وبعض المتاجر وادوات التنظيف بحجج انها تتبع لدول «تدعم الكيان» وبذات الوقت هم أنفسهم يرفضون مغادرة ومقاطعة «منصات التواصل الاجتماعي» التي تحظرهم وتحد من نشاطهم بحال كتبوا ضد الكيان ومجازره، ومن ثم يتوسلون بطلب اللايكات لرفع الحظر.نعم انفصام غريب وعند سؤالهم لماذا لا تقاطعونها يتحججون بانهم يريدون «فضح الاحتلال»، وهنا السؤال لمن وامام من تريدون فضحهم اذا ما كان كل اصدقائكم ومتابعيكم «عربا مثلكم» وحتى «المشهورون» يتابعهم ايضا عرب فهم لا يتحدثون بكل اللغات، والاهم ان متابعتها والاعلان عليها يضيف لتلك الشركات اموالا طائلة ام ان هذا ليس انفصاما ومساهمة بقتل الابرياء.خلاصة القول، كفوا عن العبث والتسبب بإلحاق الضرر باقتصادنا والاستثمارات والعاملين فيها، وعليكم ان تستبدلوا هذه السلوكيات المضرة بالتبرع لاهل غزة وان تساندوا جهود الدولة بايصال المساعدات اليهم، فكل من في غزة لا تفرق عندهم ان اكلت سندويشة من هذه العلامة او من تلك او غسلت بهذا المسحوق او ذاك وان تبضعت من هذا المتجر او غيره، هم فقط يريدون منكم المساعدات ولا شيء غيره.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 07:28