فريحات يكتب: صراع ايراني - اسرائيلي على زعامة الشرق الأوسط

العقيد المتقاعد رائد فريحات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/30 الساعة 11:07
نفذت اسرائيل تهديدها بضرب مفاصل عسكرية إيرانية ، وخاصة ما يتعلق في منظومة الصواريخ البالستية وأنظمة الدفاع الجوي وصناعة الصواريخ .
وبهذه الضربة التي شاركت فيها طائرات اسرائيلية متطورة اثبتت قدرة الذراع الطويل الاسرائيلي على الوصول إلى أبعد الأهداف العسكرية بالمنطقة .ورغم أن إيران حاولت التقليل من أهمية الهجوم وأن الضربات تصدت لها أنظمة الدفاع الجوي ، إلا أن صور الأقمار الصناعية كشفت الأضرار التي تعرضت لها إيران بشكل مباشر .وفي إطار هذا الصراع الدائر بالمنطقة ، كشفت اسرائيل عن خططها وطموحها السياسية والعسكرية ، في محاولة بسط نفوذها على الشرق الأوسط بقوة السلاح ، وقطع يد التمدد الإيراني و اذرعها العسكرية .وبخصوص ساحات الحرب فقد تراجعت قدراتها العسكرية في غزة واليمن وحتى حزب الله لم يستطيع تنفيذ تهديداته التي أوهم الجمهور العربي بقدرته على إلحاق خسائر جسيمة في اسرائيل .ويعلل اسباب ذلك ، غياب قيادات حزب الله من الصف الاول والثاني ، وقوة حجم النيران الاسرائيلية على الجنوب والضاحية الجنوبية في بيروت .وعلى ضوء هذه التطورات ، اتخذت الحرب شكلا اخر غير المعلن عنها سابقا وهي سحق حماس ، لتتحول الى صراع ايراني اسرائيلي على زعامة الشرق الأوسط وهذا ما يفسره الرد الاسرائيلي على إيران لجرها إلى سياسة الحروب المضادة .ليتسنى إلى اسرائيل توجيه ضربة كما تصفها استراتيجية تشمل البرنامج النووي ومحطات توليد الطاقة ومصافي تكرير النفط وأهداف حيوية تعيد إيران إلى عشرين سنه للوراء .ومن جانبها ، أعلنت إيران عن الوعد الصادق ٣ وعلى أعلى المستويات القيادية في إيران ، لكن الرد الايراني هذه المره مختلف وعبر عنه بأن يكون بصورة ذكية ، كما أنه مرتبط في نتائج الانتخابات الأمريكية وما سوف تفرزه ، وخاصة إذا وصل ترامب إلى البيت الأبيض .في جميع الأحوال المشهد السياسي والحربي انتقل الى مرحله جديدة بعد أضعاف حماس إلى ادني مستوى ، وفي تقديرنا أن الحرب لن تتوقف عند أبواب بيروت وما بعد الانتخابات الأمريكية المشهد العسكري يرجح أن يختلف ، خاصة أن السياسة الأمريكية القادمة تنظر إلى خصمها الصيني بعين الريبة والشك ، وتحتاج إلى شريك قوي يملئ فراغها في الشرق الأوسط .اما نحن بالاردن ، فكانت مواقفنا الإنسانية والسياسية عالية المستوى ومتقدمة على دول اخرى ، وكان الاردن سباق في ملء الفراغ الانساني والسياسي ولعب دورا مفصليا في فرض سيادته الوطنية على الحدود والأجواء ولم يسمح أن تتحول بلادنا طرفا في الصراع .وهي خطوة إيجابية تصب في مصلحة الاردن وأمنه الوطني .كما أن تماسك جبهتنا الداخلية بقوة حول قيادتنا الهاشمية ساهم في قدرة الاردن على اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة من طبيعة الحرب بالمنطقة ، إضافة إلى ذلك ندعم مواقف بلادنا في المحافظة على دوره السياسي الصلب وأن يستعد لمواجهة أية مستجدات وتطورات قد تشهدها المنطقة بعد الانتخابات الأمريكية ، ونتائج الحرب الاسرائيلية على أذرع إيران بالمنطقة بحيث يكون للأردن دورا محوريا في مستقبل المنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/30 الساعة 11:07