الأردن ليس ضعيفا.. توقفوا عن شحن الناس وتخويفهم
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 22:59
يصور البعض وكأننا على حافة حرب او ان بلدنا في قلب العاصفة وانه مستهدف وسهل المنال.فان نكون دعاة سلام ونميل دائما إلى الوسطية والاعتدال وعدم التدخل في شوؤن الغير ، هذا لا يعني بأننا ضعفاء او نتخلى عن دورنا ومسؤليتنا الأخلاقية والإنسانية او ان نعزل انفسنا عن العالم والمحيط وما يجري حولنا من أحداث.فالعالم اليوم تغير واصبحت كل دولة فيه تبحث عن مصالحها وتسعى إلى تحالفات تعزز وجودها وتجد من خلالها موطئ قدم لها في ساحة النفوذ والتأثير من خلال الاستفادة من أوراق ذات تأثير او استخدام أدوات سياسية ضاغطة تدفع بها نحو أماكن متقدمة على طاولة الحوار او النقاش او حتى الوجود ، لا ان تكون في الصفوف الخلفية دون تأثير كما (النيترون) لا يضر ولا ينفع.و يصور البعض وكأن دولة الاحتلال على حدودنا فاغرة فاها لالتهام دولتنا دون ان يدرك بانها لم تعد ذلك البعبع الذي نخيف به أطفالنا من اجل النوم والكف عن البكاء .ومع ان الأطفال كانوا يرفضون الاستجابة والخوف من ذلك المجهول ويستمرون على حالهم دون توقف الا بعد ان يحققوا غايتهم او يغلبهم النعاس دون تدخل او تأثير خارجي اي أنهم لا يرون بعبعا ولا غيره.لذلك فان دولة الاحتلال الإسرائيلي وعلى الرغم من جرائمها وفظاعة ما تقوم به في غزة من قتلها للأطفال والنساء وتدمير جميع مقومات الحياة وفرض حصار مطبق على السكان مانعة عنهم الماء والهواء بعد صفعة 7 اكتوبر فان ذلك يؤكد ضعفها ويدفع بها إلى البحث عن اعادة ماء الوجه لما كان يدعى بانها قوة لا تقهر .وبعد اكثر من سنة من حربها الهمجية على قطاع غزة دون تحقيق هدف مركزي يعيد لها جزءا من هيبتها الوهمية تفتح جبهة على الجنوب اللبناني وحزب الله مما يفاقم من استنزاف قواتها التي تعاني من كوابيس واوضاع نفسية معقدة وحالة من الفوضى والدمار الاقتصادي.فالشعب الإسرائيلي الذي يعتبر خليطا من قوميات وايدولوجيات مختلفة لم يأت إلى أرض الميعاد المزعومة من أجل الحرب او ليدافع عن أرض ليست له ، بل قدم من اجل الرفاهية والعيش بأمان كما اوهموه.فعلينا ان نتوقف عن شحن الناس والاعلان عن التعبئة وإعلان الطوارئ وكأننا أوصياء على الدولة التي تمتلك مؤسسات ومرجعيات ترى الامور وتقدر الأحداث وتتخذ الإجراءات بما يتناسب مع الظرف والواقع ويخدم المصلحة الوطنية ويجنبنا المخاطر.وان نلتفت إلى الداخل ونعزز جبهتنا الداخلية من خلال الثقة في الدولة ومؤسساتها والابتعاد عن التشكيك والتخوين او إيجاد حالة من الاصطفافات وكأننا جبهتان متناقضتان لا جبهة واحدة ترتكز على ارضية وطنية صلبة .فنحن في دولة ، لا كيان مصطنع لا سمح الله كما يصوره البعض عن حسن نية او عكسها ، وقد مررنا بظروف أكثر تعقيدا واشد تشابكا من الآن وتمكنا بفضل الله من تجاوزها وتجنب مخاطرها والخروج بأقل الخسائر بعد ان راهن البعض بأننا اكثر الخاسرين .وفي النهاية نقول للمتخوفين اطمئنوا فالاردن وجد ليبقى وان دولة الاحتلال لم تعد ذلك البعبع الذي نخاف منه بعد ان تحطم غرورها على صخرة المقاومة واصبح العالم ينظر لها بأنها دولة مارقة خارجة عن القانون بلا قيم او أخلاق ومهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية او من يسير بفلكها التستر على جرائمها فلن تتمكن من الدفاع او التغطية على جرائمها إلى ما لا نهاية.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 22:59