العموش يكتب: أوراق متناثرة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 22:14
كان وما زال وسيبقى بعون الله موقف الأردن عقلانيا راشدا متقدما يضع مصلحة الوطن والأردنيين فوق كل اعتبار، ولكن عروقه النابضة بالمحبة تجعله دائما قريبا من الإخوة والأشقاء أينما حلت بهم ظروف نتمنى لها أن تزول، ويسجل الأردنييون بصمة في جبين التاريخ متقدمة إنسانية في كل الوجوه وخير شاهد على ذلك في هذه الفترة الموقف من لبنان الشقيق ومن غزة هاشم فالأردن يقدم ولا يبخل ويعمل بصمت ابتداءا من القيادة إلى مستوى الأفراد، هذا هو قدر الأردن وقدر عروبيته وإلتزامه نحو الأشقاء ورغم كل ذلك تجد من يشكك في مواقف الأردن وأنت وأنا أقول إن حال الأردن كخبز الذرة مأكول مذموم ولا تعرف كيف تأتي السهام وأصعبها عندما تأتي من ذوي القربى وهي تحمل التشكيك حتى في ما يعمل لأبناء الشعب فتحتار ماذا نعمل؟ وهل عملنا من أجل الأشقاء؟ لكني أقول ليس عيبا أن تكون في الصفحة الأولى أردنيا تحمل شعار البلد في اللحظة التي أنت قدمت ولا زلت تقدم المزيد المزيد، وهناك من ينكر الجميل من حيث المبدأ.
تحدثت في المقال الأول عن جعفر حسان وقلت إنه يحمل سياسة ناعم خشن فهي ستكون خشنة في المواقف التي تستدعي الخشونة وسيكون الحديث واضحا وضوح الشمس بأن لدينا ثوابت لن نتجاوزها ومهما كانت التضحيات بغض النظر عن من يريد فنحن أولا دولة لها ثوابتها ومقوماتها وبقدر ما لدينا من مرونة وإتساع أفق إلا أن رؤيتنا تضيق عندما يمس أي ثابت من ثوابت الوطن، وكذلك هناك إنفتاح على الآخر فنجد بأن الناطق الرسمي للحكومة يقول ليس عيباً أن نعيد النظر في قرارات إذا إقتضت الحاجة سواء إلى تعديلها أو إلغاءها فيما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، أضف إلى ذلك القيام بالزيارات الميدانية والتي تسجل للحكومة ولا تسجل عليها والجرأة في القرارات بحيث إننا نقول إن قلم الرئاسة غير متردد ومنفتح على كل الاتجاهات، ولننتظر القادم سيكون هناك قرارات كثيرا منها ستجد أنها تسير بالاتجاه الصحيح ومعالجة لكثير من القضايا السابقة وليشهد أخواني أنني لا أعرف الرجل ولم أجتمع به قط لكن ما يطرحه من آراء حتى هذا التاريخ لم يسجل غلطة واحدة على الحكومة، هناك هدوء وهناك حزم.
هناك ولادة متعسرة ونعيش مخاضها في العالم والمحيط الإقليمي وما ترتبط به من أحداث بالنسبة للإنتخابات الأمريكية وهل سيكون النجاح ديمقراطيا أم جمهوريا؟ وكلا له حساباته وبما ينعكس على القضايا المحلية والإقليمية والدولية، فهناك من يريد الديمقراطيين ولديه حساباته وأجندته ومصالحه وهناك من يريد الجمهوريين ولديه ما لديه بحسابات يشكل عليها قراره، وأعتقد إن الفاصل الزمني لن يكون بعيدا عن بلورة من هو الفائز، صحيح نتفق بأن السياسة الأمريكية ترسمها مؤسسات لكن لا يعني شخص الرئيس مغيب فلديه ما لديه من قناعات وخبرات تصبح ثوابت، بالإضافة إلى المؤسسات صانعة القرار فالعالم أصبح قرية صغيرة الكل يتأثر ويؤثر بحجمه وقوته في صناعة القرارات، فمن يدري من هو صاحب العنب.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 22:14