نتنياهو ماض في 'حرب النهضة': إقالة 'غالانت' وشيكة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 01:09
مع اقتراب موعد تنفيذ «التهديد» الذي أطلقه أعضاء الكنيست/الحريديين, بـ«إثارة أزمة ائتلافية» هذا الأسبوع. بمعنى التصويت في كنيست العدو على طرح الثقة بحكومة نتنياهو, بسبب «عدم التقدّم» في موضوع تجنيد «شباب» الحريديين, سارعَ مجرم الحرب/نتنياهو بإرسال رسالة لـ«شُركائه» الحريديين في الائتلاف الحاكم, يمكن تلخيصها بسطر واحد مفاده «أن إقالة وزير الحرب/غالانت باتت مُمكنة بعد الهجوم على إيران».
فلماذا إختار نتنياهو هذا التوقيت للتخلص من غالانت, الذي لا يقل إجراما وتطرفا عن نتنياهو نفسه؟ثمة ما يُقلِق الأخير باستمرار غالانت ضمن فريقه الوزاري (علما أنه عضو بارز في حزب الليكود اليميني المتطرف), ليس فقط في ان وزير حربه بات الأقرب الى إدارة بايدن, التي يُواصل وزير دفاعها المُتصهين/أوستن الاتصال به, بل خصوصا ان غالانت يرفض التوقيع على إعفاء الحريديين من التجنيد, تمسكا بالشعار الذي بات مطلبا للغالبية العظمى من يهود الكيان, القائل بـ«التساوي في العِبء». أضف الى ذلك ان غالانت كان أصدرَ أمرا بالاتفاق مع رئيس الأركان/هليفي, باستدعاء ثلاثة آلاف من شباب الحريدييين, («دارسو التوراة» كما يُوصفون), للخدمة في جيش الفاشية الصهيونية.دون إهمال «الكمين» التي نجح نتنياهو في نصبه لغالانت, عندما «ضمّ» جدعون ساعر, رئيس حزب «اليمين الوطني» (أربعة نواب في الكنيست)... الى حكومته, قبل شهر من الآن/29 ايلول الماضي. إذ قال/نتنياهو باستعلاء في مؤتمر صحافي مع ساعَر, مُستبطِنا في كلامه خصومه داخل الائتلاف وخارجه: «جدعون ساعر لبّى طلبي وعاد للحكومة وسنعمل سويا». مُضيفاً «سيُساهم ساعر في مساعدتي في إدارة الحرب». مُستطرداً: في غطرسة «كما هو مكتوب في التوراة, سأُلاحق أعدائي وسأقضي عليهم». مُتابِعاً «نعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله, وتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله».هذا هو جدعون ساعر.. الصهيوني المُتطرف, الذي يؤمن بـ» إسرائيل الكبرى», والمُعارض بقوة الانسحاب من سيناء, بعد معاهدة كامب ديفيد مع مصر, كذلك هدم مُستوطنات «غوش قطيف» في قطاع غزة عام/2005 وقبلها خصوصا اتفاق اوسلو/1993, بل حتى «صفقة القرن» عام/2020.وكما هو معروف فإن ساعر الكريه على نفس (زوجة نتنياهو/سارة) ونتنياهو ذاته, كان انسحبَ/"إنشقَّ", في شهر آذار الماضي عن التحالف الذي جمَعَه مع مجرم الحرب/غانتس زعيم حزب كاحول لافان/ أزرق ابيض, تحت اسم «المُعسكر الوطني». ما منح «جرعة أكسجين» لائتلاف نتنياهو على ما وصف معلقون صهاينة خطوة ساعر, حيث كان غانتس يُهدِّد بالإنسحاب من «مجلس الحرب», خاصة مع ارتفاع شعبية غانس في استطلاعات الرأي.. وقتذاك.وإذ بات جدعون ساعر منذ شهر, عضواً في الكابينت المُصغّر, بعدما «ألغى» نتنياهو مجلس الحرب (وربما يعود/ساعر قريبا أو بعد حين الى صفوف الليكود), فإن احتمال تسلمه وزارة الحرب بات وارداً. بدلا من غالانت المُهدَّد بـ"قوة» للإقالة, رغم ان نتنياهو قد يُماطل كعادته في التعامل مع خصومه, ما بالك مع مَن نافسه/ إقرأ تحدّاه عام 2019 على رئاسة الليكود, لكنه/ساعر تلقى هزيمة مُذلة أمام نتنياهو,الذي حصل على 72%, فيما لم يحظَ ساعر سوى بـ«28%», ما لبث بعدها ساعر ان إنشق عن الليكود.ماذا عن رسالة غالانت «السِرية» لنتنياهو؟.يجدر التذكير بأبرز «ملف», أسهمَ في توتير العلاقة بين نتنياهو ووزير حربه/غالانت. قبل التعريج على رسالة الأخير السرية, التي تبدو وكأنها «القشّة» التي باعدت بينهما وأوصلتهما الى حال «الطلاق» المُعلَن. إذ كان وزراء من الليكود، في مقدمتهم نتنياهو، «هاجموا» غالانت، خلال تقديمه تقريرا في اجتماع للائتلاف الحاكم، بسبب (عدم مُطالبته بتوافق واسع في الكنيست على قانون «يُطيل» مدة الخدمة العسكرية النظامية وفي قوات الاحتياط). بينما طالبَ/غالنت بـِ«توافق واسع» على «قانون يُعفي الحريديين من الخدمة العسكرية». (تنويه: يصعب توفير «توافق واسع» على قانون «يُعفي» الحريديين من الخدمة العسكرية, حيث لا يمكن توفير أغلبية داخل الكنيست, سواء من المعارضة أم من قِبل بعض وزراء الائتلاف, الذي لم يكن عندما مهاجم نتنياهو والوزراء غالانت في تموز الماضي, يتوفّر سوى على 64 صوتا من أصل/120نائباً).نأتي الى رسالة غالانت التي أرسلها الى » إلى نتنياهو ووزراء في الكابينيت، قبل ساعات من الهجوم على إيران، مُحذراً ــ كما كشفت القناة/13 العبرية ــ من أن «الحرب تُغيّر وجهها، والتهديدات ضد إسرائيل تتجدّد. لكن ــ تابعَ غالانت ــ أهداف الحرب هي لا يتم تحديثها, والمناقشات بشأن هذه القضية لا تُجرى. مُضيفاً:إن (الوضع الذي نسيّر فيه الأمور، «بدون بوصلة»، وبدون تحديث لأهداف الحرب، يضرّ بإدارة المعركة، وقرارات الكابينيت). لافتاً انه يجب «تحديث أهداف الحرب، برؤية شاملة لجميع الجبهات، والعلاقة في ما بينها».في حين ردّ «مكتب» نتنياهو: إن «رسالة الوزير غالانت مُحيّرة للغاية».kharroub@jpf.com.jo
فلماذا إختار نتنياهو هذا التوقيت للتخلص من غالانت, الذي لا يقل إجراما وتطرفا عن نتنياهو نفسه؟ثمة ما يُقلِق الأخير باستمرار غالانت ضمن فريقه الوزاري (علما أنه عضو بارز في حزب الليكود اليميني المتطرف), ليس فقط في ان وزير حربه بات الأقرب الى إدارة بايدن, التي يُواصل وزير دفاعها المُتصهين/أوستن الاتصال به, بل خصوصا ان غالانت يرفض التوقيع على إعفاء الحريديين من التجنيد, تمسكا بالشعار الذي بات مطلبا للغالبية العظمى من يهود الكيان, القائل بـ«التساوي في العِبء». أضف الى ذلك ان غالانت كان أصدرَ أمرا بالاتفاق مع رئيس الأركان/هليفي, باستدعاء ثلاثة آلاف من شباب الحريدييين, («دارسو التوراة» كما يُوصفون), للخدمة في جيش الفاشية الصهيونية.دون إهمال «الكمين» التي نجح نتنياهو في نصبه لغالانت, عندما «ضمّ» جدعون ساعر, رئيس حزب «اليمين الوطني» (أربعة نواب في الكنيست)... الى حكومته, قبل شهر من الآن/29 ايلول الماضي. إذ قال/نتنياهو باستعلاء في مؤتمر صحافي مع ساعَر, مُستبطِنا في كلامه خصومه داخل الائتلاف وخارجه: «جدعون ساعر لبّى طلبي وعاد للحكومة وسنعمل سويا». مُضيفاً «سيُساهم ساعر في مساعدتي في إدارة الحرب». مُستطرداً: في غطرسة «كما هو مكتوب في التوراة, سأُلاحق أعدائي وسأقضي عليهم». مُتابِعاً «نعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله, وتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله».هذا هو جدعون ساعر.. الصهيوني المُتطرف, الذي يؤمن بـ» إسرائيل الكبرى», والمُعارض بقوة الانسحاب من سيناء, بعد معاهدة كامب ديفيد مع مصر, كذلك هدم مُستوطنات «غوش قطيف» في قطاع غزة عام/2005 وقبلها خصوصا اتفاق اوسلو/1993, بل حتى «صفقة القرن» عام/2020.وكما هو معروف فإن ساعر الكريه على نفس (زوجة نتنياهو/سارة) ونتنياهو ذاته, كان انسحبَ/"إنشقَّ", في شهر آذار الماضي عن التحالف الذي جمَعَه مع مجرم الحرب/غانتس زعيم حزب كاحول لافان/ أزرق ابيض, تحت اسم «المُعسكر الوطني». ما منح «جرعة أكسجين» لائتلاف نتنياهو على ما وصف معلقون صهاينة خطوة ساعر, حيث كان غانتس يُهدِّد بالإنسحاب من «مجلس الحرب», خاصة مع ارتفاع شعبية غانس في استطلاعات الرأي.. وقتذاك.وإذ بات جدعون ساعر منذ شهر, عضواً في الكابينت المُصغّر, بعدما «ألغى» نتنياهو مجلس الحرب (وربما يعود/ساعر قريبا أو بعد حين الى صفوف الليكود), فإن احتمال تسلمه وزارة الحرب بات وارداً. بدلا من غالانت المُهدَّد بـ"قوة» للإقالة, رغم ان نتنياهو قد يُماطل كعادته في التعامل مع خصومه, ما بالك مع مَن نافسه/ إقرأ تحدّاه عام 2019 على رئاسة الليكود, لكنه/ساعر تلقى هزيمة مُذلة أمام نتنياهو,الذي حصل على 72%, فيما لم يحظَ ساعر سوى بـ«28%», ما لبث بعدها ساعر ان إنشق عن الليكود.ماذا عن رسالة غالانت «السِرية» لنتنياهو؟.يجدر التذكير بأبرز «ملف», أسهمَ في توتير العلاقة بين نتنياهو ووزير حربه/غالانت. قبل التعريج على رسالة الأخير السرية, التي تبدو وكأنها «القشّة» التي باعدت بينهما وأوصلتهما الى حال «الطلاق» المُعلَن. إذ كان وزراء من الليكود، في مقدمتهم نتنياهو، «هاجموا» غالانت، خلال تقديمه تقريرا في اجتماع للائتلاف الحاكم، بسبب (عدم مُطالبته بتوافق واسع في الكنيست على قانون «يُطيل» مدة الخدمة العسكرية النظامية وفي قوات الاحتياط). بينما طالبَ/غالنت بـِ«توافق واسع» على «قانون يُعفي الحريديين من الخدمة العسكرية». (تنويه: يصعب توفير «توافق واسع» على قانون «يُعفي» الحريديين من الخدمة العسكرية, حيث لا يمكن توفير أغلبية داخل الكنيست, سواء من المعارضة أم من قِبل بعض وزراء الائتلاف, الذي لم يكن عندما مهاجم نتنياهو والوزراء غالانت في تموز الماضي, يتوفّر سوى على 64 صوتا من أصل/120نائباً).نأتي الى رسالة غالانت التي أرسلها الى » إلى نتنياهو ووزراء في الكابينيت، قبل ساعات من الهجوم على إيران، مُحذراً ــ كما كشفت القناة/13 العبرية ــ من أن «الحرب تُغيّر وجهها، والتهديدات ضد إسرائيل تتجدّد. لكن ــ تابعَ غالانت ــ أهداف الحرب هي لا يتم تحديثها, والمناقشات بشأن هذه القضية لا تُجرى. مُضيفاً:إن (الوضع الذي نسيّر فيه الأمور، «بدون بوصلة»، وبدون تحديث لأهداف الحرب، يضرّ بإدارة المعركة، وقرارات الكابينيت). لافتاً انه يجب «تحديث أهداف الحرب، برؤية شاملة لجميع الجبهات، والعلاقة في ما بينها».في حين ردّ «مكتب» نتنياهو: إن «رسالة الوزير غالانت مُحيّرة للغاية».kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 01:09