مستقبل مصفاة البترول

عصام قضماني
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 01:08
تحسن شركة مصفاة البترول الاردنية صنعا اذ توسعت في مجال استيراد وتوزيع المشتقات النفطية، وتحسن صنعا اكثر اذ بدأت تخفف من انتاج المشتقات عبر تمرير النفط الخام.
لا يمكن تجاهل قدم (المصفاة) وحاجتها إلى التحديث وإلا لما احتاجت إلى البحث عن تمويل ضخم لتنفيذ توسعة تعيدها مجددا إلى مصاف الشركات الصناعية الكبرى..لكن السؤال المطروح هو هل سيكون لمشروع التوسعة تأثير استراتيجي على مستقبل الشركة ام ان الاعتماد على استيراد وتوزيع المشتقات النفطية سيصبح هو الاكثر اعتمادية.لكن مع ذلك لا يمكن إنكار أنها شركة استراتيجية لعبت ولا تزال دوراً هاماً وحيوياً في تأمين المحروقات للكهرباء وللاستهلاك المتعدد في ظل ظروف صعبة..مستقبل (المصفاة) يتوقف على مشروع التوسعة التي دأبت كل استراتيجيات الطاقة التي وضعت على مدى عقدين على ذكرها وبينما تتغير التكلفة تظل الخطوات في هذا الاتجاه دون تغيير مع صعوبة اغراء ممولين او شركاء استراتيجيين يقومون بضخ اكثر من ملياري دينار في مشروع تكثر التنبؤات حول اثره الاستراتيجي على مستقبل الشركة من ناحية وعلى مستقبل قطاع الطاقة من ناحية اخرى.التقديرات بين فترة وأخرى تأتينا بأرقام مختلفة لتكلفة المشروع لكن هذا: الاختلاف يبقى مقبولا طالما أن المشروع لم ينفذ بعد والتكلفة محكومة بالطبع لعوامل منها تغير الأسعار والظروف والهدف هو رفع الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 120 الف برميل نفط يوميا وتحسين جودة المشتقات النفطية وتلبية احتياجات السوق المحلي من المشتقات النفطية وتعظيم الربحية بتحويل الوقود الثقيل الذي يشكل 20 % من الإنتاج إلى مشتقات خفيفة.انتاج المصفاة من المشتقات يتناقص لحساب الاستيراد وهو ما يعني ادراك ادارتها باهمية تسريع خطوات تحولها إلى شركة تجارية وليست صناعية.استفادت المصفاة من مرحلة دعم الحكومة للمحروقات وهو ما تكفل بتحقيق ربح ثابت لا يتغير مع تبدل الظروف لكن في مرحلة ما ستنسحب الحكومة كليا من هذه الحلقة وتترك المحروقات لاليات السوق استيرادا وتسويقا وتسعيرا.تردد الحكومات المتعاقبة من إحداث أي تغيير، خوفا على العمالة اولا هو ما يؤخر التحرير الكامل لسوق المحروقات ورفع كل اشكال الدعم والاحتكار فجنحت هذه الحكومات الى تمديد امتياز الشركة بموجب اتفاقيات سنوية لا خلاف على حاجة المصفاة للتحديث والتوسع، ولكن الشركة لا خلاف ايضا على ان تسارع التطورات العالمية والاقليمية في قطاع الطاقة عموما لا تقبل الانتظار.لا نعرف ما اذا كان مشروع التوسعة سيمنح الشركة لاحداث نقلة نوعية لكننا لا نعرف ايضا ما اذا كان سيكون لهذه التوسعة اي تأثير على الوقائع المتغيرة في السوق.qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/29 الساعة 01:08