الجماعة.. وانفصام المصالح
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/23 الساعة 00:25
إحدى «القوى السياسية» على ما يبدو تعاني حالة «انفصام مفرطة» ؛ صارت تتعمق أكثر وأكثر في كل مرة يقررون فيها الخروج من عباءتهم نحو السياسة، حتى أنها وللاسف ترفض ان تتعلم من اخطائها وتذهب لتكرارها في كل مرة وبما يلبي مصالحها المكشوفة متبعين نظرية «عقل السمكة» في خطابهم للجمهور، فأين الانفصام لديهم؟ لن اسمي هذه الجماعة في مقالي هذا، لسبب واحد يكمن في أن الجميع يعلم من هم المنفصمون، وسأكتفي بتعداد بعض حالات الانفصام لديهم وبعض المتناقضات في اسلوب تفكيرهم وعملهم، فتخيلوا هذه الجماعة ضد ايران وحزب الله ومن يواليهم لأجل دورها بسوريا وبالمقابل لا يرفضون قيام ايران باستباحة اجوائنا وانتهاك سيادتنا، حتى اننا لم نسمع صدى صوتهم يندد او يرفض هذا الانتهاك في الوعد الكذب (واحد واثنين).
ذاتها الجماعة وبمن يشبهها في دول اخرى اعترفت بالاتفاقيات مع اسرائيل ولم تتراجع عنها عند توليهم المسؤولية بدولة مجاورة لا بل كانوا يبررونها!! وها هي اليوم نفسها ذات الجماعة تهتف لاسقاط معاهدة السلام في الاردن فقط، ولا تجرؤ ان تطلب من دولة اقليمية يزورونها باستمرار لاسقاط اتفاقيتها وتعاملاتها مع الكيان.
هذه الجماعة تتضامن مع كل الدنيا الا مع الوطن وتهتف لكل الدنيا الا للوطن وترفع اعلام كل الدول الا علم الوطن ويهتفون للفصائل والقوى باستثناء الجيش والامن العام الذي يحرسهم!!.. ثم يخرج علينا احدهم رافضا المزاودة عليهم بحب الوطن.. في مقابل أنهم لا يتركون وسيلة الا وقاموا بها لاحراج الاردن واظهاره على انه دولة تدعم الكيان في عدوانه على غزة، فيشيدون بدول معينة بينما لا يذكرون ويجحدون مجهودنا في غزة دبلوماسيا وبالمساعدات.
هم يقولون: لا احد يزاود علينا بحب الوطن والنظام والجيش والاجهزة الامنية، بالمقابل يحرضون على اقتحام السفارات والذهاب الى الحدود لاحراج الامن والجيش ومحاولة اختلاق الفوضى، وهم من يصورون انفسهم بالحريصين على «الاستقرار في الاردن» وبالمقابل يتظاهرون بالاماكن «السياحية والتجارية والسكنية» من اجل اضعاف اقتصادنا واظهار الاردن امام السياحة بأنه غير آمن ويضرون بـ"3 آلاف تاجر» في وسط البلد قاربوا على الافلاس بسببهم.
كما انهم يحرمون علينا ما يحللونه لانفسهم، فان فرحنا لانجاز وطني هبوا علينا بالمزاودات بينما هم وعندما حصل بعضهم على مقعد نيابي غنوا ورقصوا ودبكوا وحرفوا الاغاني الوطنية والشعبية، وألبسوها بمفردات لا تليق بنا ولا بتاريخنا ولابوطنيتنا ومواقفنا القومية.
خلاصة القول، الاردن لا يرفض احداً ولم يقصِ احداً لا شخوصا ولا احزابا ولا قوى فالجميع فيه شركاء بالبناء لاجل المستقبل وكانت الانتخابات الاخيرة تعبيرا واضحا على هذه الشراكة، الا ان «هذه الجماعة» ترفض الا ان تبقى بخندق"المزاودات والشعبويات والانفصام» لأجل مصالحها الضيقة ولأجل ارضاء اطراف لا نعرفها وترفض ان تؤردن نفسها، وكما قال عرار: ولا تأردنها يوماً بمحتمل ولا لتقديسها الأردن إمكانا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/23 الساعة 00:25