'خدمة العلم' بحلة جديدة.. لم لا ؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/22 الساعة 00:19
حسنا اذا كان هناك توجه جدي لاعادة «خدمة العلم» فعلينا ان نستغلها وننتقل بها من «الكلاسيكية» للابتكار بما يضاعف الفائدة منها لتكون اكثر جدوى للوطن، وذلك من خلال دمج التدريب العسكري بالتدريب المهني النوعي وبفترات زمنية مقسمة على مدة الخدمة، فكيف نستطيع ذلك؟.حاليا بقدر ما نحن بحاجة الى «تعظيم الوطنية» لدى الشباب وتعزيز الانتماء والانضباط لديهم وتأهيلهم لخدمة الوطن، هم ايضا بحاجة لصقل مهاراتهم ومساعدتهم على الخروج من «كلاسيكية الوظائف"و التخصصات الراكدة التي اصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تلبي طموحاتهم في ضوء التطورات المتسارعة بالعالم تكنولوجيا، ما يجعل من اكسابهم حرفا مهنية امرا في غاية الاهمية لدخول السوق المحلي والخارجي.لربما يتساءل البعض كيف لنا ان نقوم بهذه المهمة، وهنا لنفترض ان مدة خدمة العلم عامان كما هو المتعارف عليها سابقا، تقسم"لثلاث مراحل» الاولى منها تكون مدة 3 شهور تدريب عسكري ميداني وشهرين للالتحاق باحدى الوحدات العسكرية والامنية، من ثم"المرحلة الثانية» تكون للتدريب المهني النوعي للحرف والمهن التي يتواجد بها عمالة وافدة محليا وتتطلبها الاسواق الاوروبية والخليجية لفترة تسعة شهور واما «المرحلة الثالثة» ولبقية فترة الخدمة تكون تدريبا عمليا يرافقها تدريب على لغات اوروبية تساعدهم لدخول اسوق اوروبا.هنا لربما قد يسألني البعض من المختصين من اين نستطيع تمويل هذه الفكرة، وهنا الحل جدا بسيط ويتطلب فقط اجراء واحد من قبل وزارة العمل وهو «تحرير كافة المهن ووقف اغلاقها» امام العمالة الوافدة، فالجميع يعلم ان الوزارة تقوم باغلاق مهن كثيرة لاجل احلال العمالة المحلية مكان الوافدة، ومع ذلك توجد اعداد غير معروفة للعمالة المسربة التي تعمل بها.الارقام غير الرسمية تشير الى ان اعداد العمالة المسربة وغير القانونية في المملكة تتجاوز 400 الف عامل ويعملون بنسبة كبيرة منهم بالمهن المغلقة الغير مصرح لهم بالعمل بها ما يجعل من اغلاقها امرا غير مجد ويتسبب باضاعة اموال كثيرة على الخزينة، وهنا لنفترض ان العمالة المخالفة بالمهن المغلقة تقدر بـ 200 الف عامل وافد وقد قررنا فتحها امامهم وضربنا مجموعهم برسوم تصريح العمل سنجد ان هناك مبالغ تقدر بمئات الملايين سيتم جنيها وتوظيفها لغاية التدريب المهني خلال فترة «خدمة العلم».خلاصة القول، خدمة العلم بحد ذاتها فكرة نبيلة وبهذا الوقت تحديدا، غير انني اطمح ايضا لجعلها اكثر فائدة وبما ينعكس ايجابا وبشكل مضاعف على الوطن وشبابه الذين يبحثون اليوم على كل ما يساعدهم لتخطي فكرة «كلاسيكية الوظائف» فهم لا ينقصهم سوى من يمسك بيدهم ويدربهم ويؤهلهم ويسوقهم خارجيا ومحليا، لهذا اجعلوا منها وسيلة للوصول للغاية الاسمى في حل مشكلة البطالة ودحرها للابد.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/22 الساعة 00:19