مفطورون على الإسلام أم على 'الإخوان'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/21 الساعة 07:25
وفقا للحديث النبوي الشريف, فإن الانسان مفطور على الاسلام, فيما يقوم ابواه بحرفه عن الفطرة السليمة, ولم نعلم ان الانسان مفطور على الاخوان, فكل ناقد لهم او مخالف, مأجور وسحيج وغير ذلك من تهم معلبة وطازجة, اما هم ومن معهم, فهم اصحاب الفطرة السليمة, في الدين والوطنية والسياسة والثقافة, وهم حراس الفضيلة, حين ينداح الناس الى السكر والعربدة والرقص, في المهرجانات, بينما هم يعيشون الزهد الابتعاد عن تلاهي الدنيا الفانية, فلا يلبسون ربطات العنق ولا يضعون العطور ولا يعيشون حياة الرفاه.
كل المجتمع فاسق الا هم, فلا فساد ينخر مؤسسات قادوها الى الهاوية, ولا نقابات تعيش فجوة اكتوارية بعد دهمائهم, ولا تناقضات عشناها في بياناتهم, فهذه كلها اضغاث احلام, لحاقدين ومأجورين وعملاء, بنوا مواقفهم, على اخطاء فردية محدودة, واستعجال من اخوان تسرعوا- سامحهم الله- وليس بيانات على صفحاتهم الرسمية, قبل ان يركضوا نحو الفضائيات لتبرير خطوتهم والاعتذار عنها, فلماذا تتم ادانة من انتقد, ولا تتم الاشارة الى ان النقد صحيح, بدليل الاعتذارات والتوضيحات على كل الفضائيات المحلية والعربية.
ازمة الفكر الاخواني, انه لا يقبل الناقد والناصح والمعارض, فالكل يجب ان يكون على فطرة الاخوان, والا, فالذباب جاهز والشتائم حاضرة, بشكل يؤكد ان من قام بالشتم او التعليق, ليس في اخلاقه اية واحدة من كتاب الله, ولا بعضا من سنة نبوية حميدة, او حكمة تقول, رحم الله من اهدى اليّ عيوبي, فالاصل ان تكون اخوانيا والا فكل كلامك خطأ, حتى لمن كان منهم وتركهم, وهذا سلاح المازوم والضعيف, فالارهاب الفكري الذي تمارسه الجماعة واتباعها, لن تُسقط الحقيقة, بانهم يعيشون ازمة, ويعتاشون على ازمة, وموتورون بين كاذب حلم وكاذب حمل.
فالاخوان ليسوا مقاومة في الاردن, حتى وان تدثروا بردائها, وقياداتهم ليست السنوار وهنية الشهداء, كما يحلمون, فيما حملهم الكاذب, بأنهم منذورون لانقاذ الامة والشعب, وبأنهم مستهدفون من الطغيان وزبانيته, علما بانهم عاشوا سنوات وسنوات في الحضن الرسمي, ليس في الاردن فقط, بل في مصر ودمشق والخليج العربي كله, فهل كل هذه العواصم على خطأ فيما هم الحقيقة الواضحة؟ الم يخسروا كل العواصم والمواقع؟
لماذا لا يدرك وعيهم, ان ثمة معارض لهم في الفكر والمنهج والرؤية, لماذا لا يفهمون ويعقلون, ان ثمة قانون اسمه قانون الوحدة والصراع, بمعنى انه قد نتوحد في مواجهة العدو الصهيوني, خلف المقاومة بكل اطيافها, لكننا سنتصارع على شكل الدولة التي نريد, والحقوق المدنية للافراد وحرياتهم, ولكنهم لا يؤمنون الا بالغاء للاخر, ولا يقبلون المخالفة, فكل معارضة لهم حرام شرعا, علما بأن المحرمات في القران ست محرمات, ليس من بينها معارضة الاخوان ومخالفتهم.
نعارض الاخوان نهجا ومنهجا, ولم نكن في صفوفهم يوما, ولم يمنعنا ذلك من قول كلمة سواء حين كانوا بحاجتها, ولكنهم بلا ذاكرة, وربما بلا وفاء اصلا, لأن منطقهم الاستعلائي, يحدد انهم دوما على حق, وساعدهم في ذلك بعض اليسارغير المنهجي, وبعض الرافضين لشكل ادارة احوال البلاد والعباد, لعدم وجود احزاب حقيقية, تتلمس اوجاع الناس وتبني برامجها وفقا لذلك, ومسنودة بمنهج سياسي وفكري اصيل في داخلها, فلا الديمقراطي كان ديمقراطيا, ولا المدني كان مدنيا, حتى احزاب اليمين لم تكن يمينية, فالكل يعمل على نظام الهايبرد, فالتقطوا اللحظة وعاشوها وقطفوا ثمارها, لا لوعيهم ومهارتهم بل لخيبة رجاء الاخرين.
ثمة من يعارض سياستهم وفكرهم, ويعلمون مهارتهم في تطويع الفقه الديني لخدمة المنهج السياسي, لكن ذلك لن يطول, فثمة حراك سياسي, سيتصدى لكل الفكر الزائف ومحاولات خطف الدين والمجتمع.
omarkallab@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/21 الساعة 07:25