يوم عرفة.. يوم العبودية للـه تعالى

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/20 الساعة 00:07
يوم عرفة من الأيام المباركة، وهو من نفحات الله تعالى لعباده، كي يتقربوا منه، ويشعروا بقربه منهم، ففي هذا اليوم يقف الحجاج على صعيد عرفة يستمطرون رحمة الله تعالى، ويرجون غفرانه، ويكثرون من الدعاء والسؤال؛ إظهارا للعبودية لله وحده، ويتجلى الله تعالى على عليهم بالعفو والمغفرة والقبول، فيكثر العتقاء من النار، وبهذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم. فهو يوم للعتق من النيران، والقرب من الرحمن. وفي هذا اليوم المبارك نزل قول الله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5(، فهو يذكرنا بالمسؤولية التي يحملها المسلم للإنسانية كلها، حيث كملت الرسالة، وتمت النعمة، فعلى المسلم أن ينقل هذا الخير لغيره من الناس، فيعيش معهم بسلام وأمان، في ظل الإخوة الإنسانية، والعبودية لله وحده. ويستحب الإكثار من الدعاء في يوم عرفة للحاج ولغيره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاءُ يوم عرفة)رواه أبو داود. فليس فقط لأن الدعاء بعرفة مستجاب، فالدعاء مستجاب ما اجتمعت شروطه في أي زمان أو مكان، ولكن في هذا اليوم تجتمع من الإنسان عبادات يهدف من خلالها إلى إظهار عبوديته لله، فالحاج قد لبس أثواب الإحرام ووقف بعرفات إظهارا للعبودية لله، وكذلك غير الحاج صام عرفة إظهارا لعبوديته، والدعاء من الحاج وغيره يشير إلى هذه العبودية وإلى افتقار العبد لربه. كما يستحبّ فيه الصوم لغير الحاج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صوم يوم عرفة أنه: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم. لأن غير الحاج سيرتبط مدة الوقوف مع الله بطاعة دائمة، فعبادة الحاج في هذا اليوم هي الوقوف بعرفة، وعبادة غير الحاج هي الصيام، فيكون الحاج وغيره في عبادة حتى غروب الشمس، وبهذا تعمّ تجليات الرحمة والغفران الحاج وغيره. ويستحب التكبير من فجر عرفة عقب الصلوات، حتى عصر آخر أيام التشريق؛ لأن التكبير هو رفع الصوت بإقرار العبد عبوديته الخالصة لله وحده لا شريك له، وهذه الأيام هي أيام إظهار العبودية. كما يستحب كل عمل صالح في هذا اليوم للحاج وغيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل في العشر من ذي الحجة: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: (ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء) رواه البخاري. وعرفة من هذه الأيام المباركة، فيستحب التنويع في العبادة كي لا يمل الإنسان، فمن ذكر لله، إلى قراءة القرآن، إلى صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى صدقة، إلى إعانة الناس، وهكذا. كما يجب على الحاج وغيره البعد عن المعاصي والذنوب، لأن الذنوب حجاب للقلب عن تجليات أنوار الله على عباده، فإذا حجب القلب بالمعصية، لم تصله الأنوار، فيخسر فضل تجليات تلك الأيام المباركة. وينبغي الحذر من آفات اللسان: من غيبة ونميمة وكذب وافتراء، وإشاعة للأخبار الكاذبة، ومن الغمز واللمز والهمز، إذ السيئات مشوهة للعبادة، ولا تنسجم معها. وأخيرا لنجعل هذا اليوم المبارك يوما للطاعة والعبادة، والبعد عن المعصية، ولنظهر فيه صدق عبوديتنا لله، واستسلامنا لأمره، وليكن صفحة جديدة في علاقتنا مع الله، حيث ننوي القرب منه سبحانه، وهو على كل شيء قدير. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/20 الساعة 00:07