الملك يتحدث عن «إرهاب الفساد»

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/19 الساعة 22:10

مدار الساعة - بقلم: المحامي بشير المومني

بعد الترحم على شهداء ورفاق السلاح الذين كانوا يسابقون الموت نفسه للتصدي للخلية الإرهابية لإحباط سلسلة عمليات كبرى وبعد حديث الملك عن جذور ودوافع وروافع الإرهاب وعوامل انتشاره تحدث جلالته عن إرهاب من نوع آخر يضرب بنية الدولة ويدك في مفاصلها باعتبار الفساد لا يقل خطورة عن تنظيم مثل داعش لا بل يتجاوزه..

(داعش) مهما امتلكت من قوة وتأثير فكري ورباط خيل واغماد سيوف واموال وأشباه رجال إلا أنها في الحقيقة غير قادرة على هدم دولة .. ربما تستطيع القيام بعملية هنا أو هناك أو تجنيد خلية أو مسح عقل جاهل لكنها بالتأكيد غير قادرة على تفكيك دولة لذا اختارت منهجاً خاصاً في التعامل مع الأردن تحت بند ما يسمى (جهاد النكاية) لإيلام المجتمع المستهدف ..

(تحدثوا ولا تخافوا) عبارة يتوجب أن نتوقف عندها طويلاً ونتأمل بها أكثر وتشجيع جلالته لاعضاء ومكونات مؤسسات الدولة الدستورية ( النواب ) في إظهار إعجابه وارتياحه لا بل سعادته من تصدي أحد النواب لملف فساد ضخم وفضح وكشف المستور لابد له من قراءة متأنية ..

( تحدثوا ولا تخافوا ) رسالة موجهة للإعلام والإعلاميين لا سيما أن القانون يحميهم من جانب حقهم بعدم الإفصاح عن مصادر المعلومة والخبر ومن جانب أن الصحفي النظيف المعني بوطنه المنتمي للاردن لا يمكن أن يخاف من فاسد غير معني بالوطن مهما بلغت قوته وطول ذراعه وإلى أي عمق وصلت ..

إرهاب داعش الخارجي خطير جدا لكن يدرك جلالته تمام الإدراك أن الفساد هو إرهاب داخلي يتوجب اجتثاثه من جذوره و(كسر ظهره) لما يشكله من خطورة على بنية المجتمع والدولة واقتصادها ولزوم تفكيك منظومته قبل تفكيكه للدولة ..

الملك يدفع الحكومة للتحرك ويشجع الإعلاميين على الحديث بلا خوف أو تردد وكشف الفاسدين على الملأ ويبدي إعجابه الشديد بكل شخص نظيف مثل النائب الطراونة الذي وقف بكل شجاعة و(بالأدلة) الدامغة موقف الرجال في مؤسسة الشعب لممارسة حقه الوطني والدستوري في الدفاع عن الأردن من آفة إرهاب الفساد ..

الملك اليوم يوصل رسالة واضحة للجميع .. للمواطن الاردني.. للإعلاميين أصحاب القلم النظيف.. للنواب.. لمؤسسات الدولة الدستورية .. للحكومة .. لمؤسسات المجتمع المدني .. رسالة للجميع بلا استثناء بأننا بدأنا (مرحلة تنظيف) ولابد أن تتساقط رموز الفساد ولابد من تفكيك ارهابه وان يرى المجتمع الأردني زبانيته خلف القضبان وفقا لنظام العدالة الجنائي الأردني المبني على الدليل مثلما قدم الطراونة بعيدا عن الإشاعات والثرثرات وتصفية الحسابات.. رسالة الملك اليوم أن ملف الفساد لن يغطي عليه أو يتقدم عليه أي ملف آخر باعتباره أحد أنواع الإرهاب ..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/19 الساعة 22:10