علمتني الحياة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/11 الساعة 11:16
تعلمت من هذه الحياة الكثير من الدروس، وما زلت أتعلم ليحين أجلي.. تعلّمتْ منها بجميع حالاتها بحلوها ومرّها، باتساعها وضيقها، بسلامها وحرّبها إنّ كل إنسان من حولي أو قابلته فيه جانب يعجبني بشدة وأتعلّم منه، وبلا شك ربما كنت افتقده أو بحاجة له وبشدة، مع العلم بأنني أخبره بشكل غير مباشر. تعلّمتْ أن الكلمة الطيبة حبيبة الله يحبها على لسان عبده تهزم الأعداء بمفهومها المطاط ، فهي مشّجعة لمن هو في الأسفل فترفعه للأعلى ، وإن الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل قد تقتله لهذا انتبه لما تقوله. في كل لّحظة هناك إنسان بحاجة ماسّة للكلمة الطيبة لتنقذه ممّا هو فيه ، كم في إنسان على هذه الأرض كان بحاجة إلى الكلمة الطيبة لكي لا يصبح بائسًا،وكم من شاردًابحاجة لها ليبقى متيقظًا،كل إنسان منّا مهما كانت مساحته على الأرض فهو ينتظر الكلمة الطيبة. فالكلمة الطيبة ليست تفريطاً في حقك، وليست سذاجة منك، وليست انتقاصًا منك بالعكس هي اختصار لقوتك، وكما يقال: (إن زرعت طيب الأثر، حصدت محبة الله ثّم البشر). تعلمت أن الحبّ الذي لا يترجم بالأفعال هو مضيعة للوقت والجهد ، بل هو الأساس بكل شيء في حياتنا بحيثيتها وتفصيلاتها ،وهو سرّعظيم يجهله البعض في حياتهم ،كما وأنه أعظم مفتاح لأنه من يحب يتقن فن الزراعة في كل مجالات الحياة،فالحب إيمان ...وثقة ...وروح ...واستمرارية . تعلّمت أن التنافس الحقيقي هو التنافس مع الذّات فهو أقوى تنافس في العالم ،وحتى شعوره مختلف كم من منتصر أمام العالم ومهزوم مع نفسه؟ما الفائدة تعلّمت أن المرأة عبارة عن حياة كاملة سواء أكانت عاملة أو غير عاملة فهي تهبْ كل ما لديها لمن حولها خيرًا كان أم شرًا !،والتفاؤل يليق بها وبشدة لأنها عندما تتفائل تحوّل الصحراء القاحلة إلى جنان . تعلّمت أن الغني هو غني النفس حقّا ،وأن الغنيّ والفقير يكملان بعضهما البعض وأن كلاهما محتاجان لله. تعلّمت أن الاستبداد والظلم سينتهي لا محال ،كما والشمس التي تشرق من جديد والظالم هو إنسان بنهاية المطاف غبيّ ومثير للشفقة وأنّه أضعف من جناح بعوضة. تعلّمت أن علاقة الانسان برّبه علاقة خاصّة وسرّية للغاية (بينك وبين ربك ) فدعونامن الحكم على الآخرين من خلال أشكالهم وأوضاعهم وألوانهم وأديانهم ونلبس ثياب الواعظ في أثناء الحكم عليهم ،لا أحد يعلم من الأفضل عند الله . تعلمت أن أكفَّ عن عيوب الناس ،لأنه ببساطة كلنا عيوب فالله خلقنا مختلفين وليس متشابهين، يحكى أنّه كان هناك سيد قوم أعرج ويرى بعين واحدة ،في يومٍ ما دعا هذا السيد عددًا من الفنانين ليرسموا له صورة فائقة في الجمال والشرط كان عدم إظهار
عيوبه في الصورة !، رفض كل الفنانين رسمه لأنّ طلبه تعجيزي لحد ما خاصّةً وهو لا يملك إلّا عين واحدة وأعرج!!، لكن في وسط هؤلاء الفنانين الذين رفضوا رفع أحدهم يده وقال: أنا سأرسمك بصورة جميلة خافية لكل عيوبك وبالفعل رسم لوحة في
غاية الروعة رسمه واقفًا يمسك ببندقية الصيّد (وبالطبع كان يغمض إحدى عينيه) وينحني قدمه العرجاء. فيا ليتنا نحاول رسم صورة جيدة وجميلة عن الآخرين مهما كانت عيوبهم واضحة. taqwa11alali@gmail.com
  • الطيبة
  • صورة
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/11 الساعة 11:16