العتوم يكتب: الأردن يتقدم مشهد السلام و الحرب

د. حسام العتوم
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/15 الساعة 14:17
منذ الثامن من أكتوبر 2023 و الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية ، يتقد قلقا على تسارع الحدث الفلسطيني في غزة و الضفة الغربية في الجوار ، و جولات مكوكية متكررة ناجحة لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله تجاه الغرب ، و لقاءات عديدة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ، و رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك ، وقادة بريطانيين و غيرهم بهدف انهاء الحرب المستعرة بين إسرائيل و المقاومة الفلسطينية التي اتسعت نيرانها لتشمل لبنان الجنوب و العاصمة بيروت في مناطق حزب الله ، و تمتد لجهة الحوثيين في اليمن ،و تجاه حزب الله في العراق ، و تستهدف المواطنين العرب – الفلسطينيين ،و اللبنانيين و اليمنيين ، خاصة الأطفال و النساء و كبار السن و بحجم تجاوز 43 الف شهيد ، الرقم المعلن فقط . ومساعدات أردنية إنسانية و طبية كبيرة الحجم و مستمرة للجانب الفلسطيني الشقيق شارك بإرسالها جوا جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين . و غيرها برية . و تسجل إسرائيل النازية المتوحشة عجزها عن مقارعة و تصفية المقاومة الفلسطينية ، و اللبنانية ، و اليمنية ، و العراقية ( الأيدولوجيا ) ، التي أثبتت تمسكها بالأرض و السيادة ، و القضايا العربية العادلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية .ولقد شكل خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في النيويورك في الأمم المتحدة بتاريخ 24 / 9/ 2024 محطة هامة وبارزة لضرورة انتقال المنطقة العربية و الشرق أوسطية من الحرب إلى السلام ، وجاء حكيما و متوازنا و جرئيا أوضح حادثة السابع من أكتوبر التي لم يتفهمها العالم ، و قارنها بتضخم جريمة الإبادة الإسرائيلية التي استهدفت الإنسان الفلسطيني في غزة و في الضفة ، و اتسعت نيرانها لتشمل لبنان و طالت الأطفال قتلا و خسران غيرهم لأطرافهم .و طالب جلالته بتحرير أسرى إسرائيل مقابل اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأحتلال ، و إلى ضرورة وقف الحرب في غزة بداية و التي تحولت إلى حرب مع لبنان أيضا . و تساءل جلالته عن جدوى وجود شعوب تعيش فوق القانون إلى جانب حقوق الإنسان الإنتقائية . و تطرق الملك للإنتهاكات التي ضربت المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس ،و طالب بحياة أمنه للفلسطينيين و الإسرائيليين و حمايتهم من التطرف . و لفت جلالته الانتباه لمبادرة السلام العربية لعام 2002 في بيروت الداعية للتطبيع مقابل الإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة . و استهجن الملك ذات الوقت ذهاب إسرائيل للتصعيد بدلا من البحث عن السلام في وقت الاحتجاجات العالمية على جرائم الاحتلال،و كيف سمح المجتمع لإسرائيل بتجاوز الخط الأحمر ، بينما المطلوب السلام العادل المرتكز على القانون الدولي .وتعليقي هنا هو بأن خطاب جلالة الملك جاء في مكانه و زمانه وتميز ، و عكس مشاعر الأردنيين و العرب ،و خاطب طرفي الصراع الإسرائيلي و المقاومة العربية ، و العالم . فالسابع من أكتوبر رغم أهميته الأصل أن جاء مدروسا أكثر غير متسرع .و الرد الإسرائيلي العسكري المتواصل من الممكن توقيفه بهدنة طويلة توصل إلى سلام دائم يتفق عليه ،و هو الرد الذي لازال يتسبب بكارثة بشرية قتلا و تشريدا و تنكيلا ومجاعة ، و شمال غزة خير مثال ، و لم يشهد له التاريخ مثيلا منذ الحرب العالمية 1939 / 1945 . و المخرج لكل ما يجري فوق ميادين فلسطين و لبنان هو اعتراف إسرائيل بالقانون الدولي و بعمل مجلس الأمن و الأمم المتحدة ، واقرارها بأنها ليست فوق القانون . و التاريخ شاهد عيان على تقسيم فلسطين عام 1947 الى دولتين عبرية و عربية ، رفض عربيا وقتها لقدسية كل فلسطين الكنعانية الجذور منذ قبل الميلاد بخمسة الاف عام مقابل مرور اليهود في المنطقة ثمانين عاما . ولقد أقرت الأمم المتحدة عبر قرارها 242 وجوب مغادرة إسرائيل للأراضي العربية المحتلة ،و قيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ، ولما أن الليكود الإسرائيلي بدأ حديثا يرفض دولة فلسطين ويعلن كامل القدس محتلة ، فالجواب العربي جاهز ، أو هكذا يجب أن يكون بأن كامل فلسطين عربية و كامل القدس ، و على المجتمع الدولي أن يبحث بجدية تفكيك إسرائيل ،و اعادتها الى حيث رغب جوزيف ستالين ، الى سخالين أو الى القرم .وخطاب الخارجية الأردنية عبر وزير الخارجية القدير السيد أيمن الصفدي جاء شديد اللهجة ومرتفع السقف ، ينادي برفع الحصانة عن إسرائيل و محاكمة نتنياهو ووزائه ،و تطبيق البند السابع من ميثاق مجلس الأمن المانع لتزويد إسرائيل بالأسلحة و للجم هياجانها الاحتلالي و الاستيطاني و الاجرامي . وتعليقي هنا من جديد بأن من يتحكم بحصانة إسرائيل و التي هي كما أمريكا تتصرف فوق القانون الدولي هي الصهيونية حاكمة العالم عبر ( الأيباك ) ، و لو رغبت أمريكا أن تكون عادلة للجمت إسرائيل من اليوم الأول عام 1948 و ليس فقط عام 2023 ، لكنهما شركاء في مسار واحد بحق العرب ، و لقلبهما معادلة الأرهاب من الجانب الإسرائيلي الى العربي ، وتصفيق الكونغرس الأمريكي للمجرم نتياهو مؤشر خطير في تاريخ حرب غزة و لبنان. و خطاب الخارجية الأردنية الأصل أن جاء أكثر وضوحا من زاوية الدول التي تمول الكيان الغاصب بالسلاح حتى تستمر المجازر البشرية في فلسطين و في لبنان ، و التي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية- جو بايدن ، الصديقة للعرب ذات الوقت الى جانب المانيا – المستشار أولاف شولتس ، و الفرنسي إيمانويل ماكرون . و تنشر قواعدها و حلف ( الناتو ) و سطهم . و شكرا هنا للمقاومة الفلسطينية ( حماس و الجهاد و الفصائل الأخرى ) ، و لحزب الله ، و لإيران ،و للحوثيين اليمنيين ، و لحزب الله العراق على وقفتهم الواحدة الصامدة بوجه المحتل الإسرائيلي ممارس القتل و التهجير القسري للعرب جهارا نهارا و أمام أعين المجتمع الدولي ، و القانون الدولي المخترق صهيونيا كذلك . ومن المهم هنا الإشارة للموقف الروسي الشجاع المقابل من خلال تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين الذي قارن غزة بحصار ليننغراد،و رفض معاقبة الأبرياء ومبدأ المسؤولية الجماعية بسبب اقترفه غيرهم ،و حذر من أن تتخطى الحرب حدود منطقة الشرق الأوسط .ومن المنصف القول هنا في المقابل بأن أكتوبر – طوفان الأقصى قصد الانتصار ل 76عاما من الأضطهاد عبر النكبة 1948 و النكسة 1967. و تصريحات سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا بشأن أحداث المنطقة الساخنة في فلسطين و لبنان و الجانب الإسرائيلي مهمة أيضا ، حيث صرح لقناة ( سكاي نيوز21/9 / 2024 ) و لغيرها بضرورة وقف اطلاق النار،و استئناف المساعدات الإنسانية ،و بدء المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل .و تصريحات مندوب روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزا مهمة أيضا ،جريئة ،ومكاشفة بالحقائق ، منها تحذيره بتفاقم الكارثة الإنسانسة في غزة ،و مطالبته بتنفيذ القرار 2735 لوقف اطلاق النار ،و اتهام أمريكا بإحتكار عملية السلام لكي يبقى ناقصا . و مناداته بتفعيل القرار 1701- 2006 لتحقيق السلام بين الإسرائيليين و اللبنانيين . و في الختام هنا ألفت الأنتباه الى أن روسيا تملك أوراقا ديمغرافية ( أكثر من مليون يهودي في إسرائيل ) ، وعلاقات اقتصادية متطورة و حجم تبادل تجاري مليوني دولاري ( حوالي 2000 مليون دولار ) ،و بطبيعة الحال الجدوى الاقتصادية الإسرائيلية مع أمريكا أكبر خاصة على مستوى السلاح و تبادل تجاري تجاوز 50 مليار دولار . و العلاقات الإسرائيلية – الروسية تراجعت عام 2022 بعد الخلاف الذي نشب بين ( حلف الناتو ) و روسيا الأتحادية بخصوص العملية الروسية الخاصة الدفاعية التحريرية التي اجتاحت الأراضي الأوكرانية السابقة – الروسية الأصل ، من جهة الدونباس و القرم .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/15 الساعة 14:17