الإعصار ميلتون يخلف 16 قتيلا وفلوريدا تسترد أنفاسها وتبدأ أعمال التنظيف
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/11 الساعة 20:41
مدار الساعة - ارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار ميلتون إلى 16 قتيلا على الأقل الجمعة، وفق ما أفاد مسؤولون في ولاية فلوريدا، في الوقت الذي بدأ فيه السكان بالعودة إلى منازلهم والعمل لاستعادة ايقاع حياتهم المألوف.
وقدر الرئيس جو بايدن قيمة الخسائر الجسيمة التي خلفها الاعصار بخمسين مليار دولار.
وظل نحو 2,5 مليون منزل ومقر شركة محرومة من الكهرباء، بينما بعض المناطق الواقعة على مسار العاصفة البالغة العنف من خليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي لا تزال مغمورة بالمياه.
ضرب ميلتون سواحل ولاية فلوريدا في وقت متأخر الأربعاء كعاصفة من الفئة الثالثة، ما تسبب بتدمير مناطق كانت ما زالت تعاني آثار الإعصار هيلين الذي سبقه بأسبوعين وأسفر عن مقتل 237 شخصا في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وفي سييستا كي، وهي جزيرة تقع بالقرب من ساراسوتا حيث ضربت العاصفة اليابسة، ترك ميلتون خلفه مشهدا قاسيا.
بعض الشوارع كانت لا تزال مغمورة بالمياه الجمعة، وعلى جوانب الطرقات تناثرت جذوع الأشجار المتساقطة والحطام وقطع الأثاث بشكل عشوائي.
وقال مارك هورنر الذي انتقل للعيش هناك قبل ست سنوات إن منزله نجا إلى حد ما، لكن الجزيرة "تضررت بشدة" والناس يعيدون تقييم المستقبل.
وابدى الرجل البالغ 67 عاما تفاؤلا وقال لوكالة فرانس برس "جنتنا ستعود. فقط الأمر صادم بعض الشيء كي نستوعبه".
وكانت الزوابع وليس مياه الفيضانات وراء العديد من الوفيات الناجمة عن العاصفة.
وفي فورت بيرس على ساحل فلوريدا قضى أربعة أشخاص بسبب الإعصار ميلتون.
وقالت سوزان ستيب البالغة 70 عاما لوكالة فرانس برس "عثروا على بعض الأشخاص ميتين على شجرة في الخارج. أتمنى لو أنهم قاموا بإجلائهم".
وقال مسؤولون إن ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في مقاطعة سانت لوسي وأربعة في مقاطعة فولوسيا واثنين في مقاطعة بينيلاس وشخصا واحدا في كل من مقاطعات هيلزبورو وبولك وأورانج وسيتروس.
وتسببت العاصفة بسقوط أعمدة الكهرباء واقتلاع سقف ملعب بيسبول في تامبا وغمرت المنازل بالمياه، لكن فلوريدا تجنبت الدمار الكارثي الذي كان المسؤولون يخشونه.
وقال حاكم الولاية رون دي سانتيس للصحافيين "كانت العاصفة كبيرة، لكن لحسن الحظ لم يكن ما حدث هو السيناريو الأسوأ".
وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية 126 تحذيرا من الأعاصير في جميع أنحاء الولاية الأربعاء، وهو رقم قياسي، وفقا لما ذكر خبير الأعاصير مايكل لوري.
وقال ليديير رودريغيز الذي غمرت المياه شقته في تامبا باي "ليس من السهل أن تعتقد أنك تمتلك كل شيء وفجأة لا تملك شيئا".
- "اهتم بشؤونك"
والجمعة كانت عمليات البحث والانقاذ لا تزال مستمرة، وأفاد خفر السواحل عن عملية إنقاذ مذهلة لقبطان قارب نجا من العاصفة وظل متشبثا بصندوق تبريد عائم في مياه خليج المكسيك.
وقالت دانا غريدي من جهاز خفر السواحل في سانت بيترسبيرغ في بيان "نجا هذا الرجل في سيناريو اشبه بالكابوس".
وحض الرئيس جو بايدن الخميس الناس على البقاء في منازلهم حتى يتم إزالة خطوط الكهرباء والحطام المتناثر.
وتحول الاعصاران هيلين وميلتون المتتاليان في فلوريدا إلى مادة انتخابية، اذ نشر المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب نظريات مؤامرة تزعم أن بايدن والمرشحة الرئاسية الديموقراطية كامالا هاريس تخليا عن الضحايا.
ورد بايدن الخميس عليه بالقول "اذهب واهتم بشؤونك".
- "سنبيع على الأرجح"
اعتبر خبراء الجمعة أن التغير المناخي الناجم عن الإنسان جعل الإعصار ميلتون أكثر رطوبة وأشد رياحا.
وقال تقرير لمجموعة "وورلد ويذر اتريبيوشن" التي تضم علماء مناخ "إن هطول أمطار غزيرة في يوم واحد مثل تلك الأحداث المرتبطة بميلتون أصبح أكثر كثافة بنسبة 20 إلى 30 في المئة، وأكثر ترجيحا بنحو الضعف في مناخ اليوم".
وأضاف التقرير أن هذا أدى إلى زيادة قوة رياح الإعصار ميلتون بنحو 10 في المئة، ما يحول عاصفة من الفئة الثانية إلى واحدة أكثر تدميرا من الفئة الثالثة.
ترك ميلتون بعض سكان فلوريدا منهكين وفي حالة يأس، والبعض الآخر يستعدون لعملية طويلة لبناء ما تهدم.
ةفي أورلاندو، على الساحل الشرقي، كان جو ماير البالغ 58 عاما يضع امتعته للعودة إلى منزله في ماديرا بيتش، جنوب تامبا، بعد خمسة أيام قضاها في فندق.
قال إن الإعصار هيلين ضرب منزله "مثل قنبلة تنفجر"، واضطر إلى السباحة إلى منزل أحد جيرانه. أما ميلتون فقد ترك كمية أقل من المياه ولكن المزيد من الأضرار بسبب الرياح.
وأضاف "من المحتمل أن نبيع" المنزل للانتقال إلى مكان أقل عرضة للفيضانات، مشيرا إلى أنه وصل إلى سن أصبح فيه هذا الأمر "أكثر مما نستطيع تحمله".
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/11 الساعة 20:41