القضاة يكتب: غزة.. عام من الخذلان العالمي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/10 الساعة 12:34
تصاعدت الأفعال الإجرامية الإسرائلية العام الماضي على غزة، لتزداد تحديات القطاع الذي كان يعاني بالأصل من تحديات كثيرة ما قبل أحداث 7 أكتوبر 2023 نتيجة التصعيد الدائم وتضييق الخناق الذي يمارسه المحتل على أهل غزة منذ سنوات.
ومع مضي عام على الحرب المستعرة التي يشنها المحتل الصهيوني بلا هوادة على القطاع فإن ألم الخذلان أصاب شعوب دول العالم لعدم اتخاذ حكوماتهم إجراءات رادعة وحقيقية توقف مغتصبي الأرض الفلسطينية عند حدهم بعد أن تجاوزوا كل القوانين والأعراف الدولية، رافضين الانصياع لأي قرار دولي يجبرهم على إيقاف ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في القطاع.الرفض الإسرائيلي ما هو إلا لغة تحدٍّ للمنظمات الدولية ولمحكمة العدل الدولية التي أقرت في جلسة عقدت تموز الماضي بأن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن دولة إسرائيل ملزمة بالوقف الفوري لجميع أنشطة الاستيطان الجديدة وإخلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعدم الاعتراف بشرعية هذا الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لدولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعدم تقديم العون أو المساعدة في الحفاظ على هذا الوضع الناشئ".القرارات التي أنصفت القضية الفلسطينية أو التي فرضت على إسرائيل إيقاف حربها المدمرة على غزة كانت كثيرة، إلا أن المحتل لم ينصع لتلك القرارات وواصل على مدار عام زرع الآلام والحزن والمعاناة لمئات الألوف من المدنيين الذين لا يزالون يعانون من وطأة القتال العنيف الذي تسبّب في مقتل عشرات الآلاف أو إصابتهم أو اختفائهم، وتدمير البنية التحتية الأساسية وانهيار الخدمات الأساسية منها الرعاية الصحية التي أصبحت في مستويات كارثية.ما بين قرارات حبر على ورق وتعنت المحتل الذي يجد الدعم العسكري من دول عظمى أهمها أميركا، فإن مساحة حالة الخذلان اتسعت، فالدول ذات النفوذ أظهرت مواقف غير مقبولة ومخزية، حيث لم تسعَ لتطبيق القوانين الدولية على مجرم حرب مارس الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من الجميع، بل وجدت له الأعذار حتى يستمر في نهجه وجرائمه، وخير دليل على ذلك الدعم العسكري للمحتل وتزويده بالأسلحة حيث كانت أعلنت واشنطن أكثر من مرة تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية والذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي التي استخدمت ضد أطفال ونساء وكبار السن ولتفجير دور العبادة والمستشفيات بحجج وذرائع غير حقيقية.مضى عام من الخذلان، لكن هذا العام كشف واقعاً مؤلماً، لأن أهمية الإنسان لم تكن سوى شعار لمنظمات حقوق الإنسان، وكانت العدالة الاجتماعية مجرد سراب، واليوم "الدولي للأعنف" ما هو إلا يوم تكثر فيه التصريحات والشعارات الرنانة التي هي في الواقع لا وجود لها، فحل النزاعات بالطرق السلمية ورفض النزاعات بشتى أشكالها وحماية الإنسان أصبحت خطابات وأحاديث إعلامية نسفتها أحداث غزة وما يشهده جنوب لبنان من هجمات على مدنيين لا حول ولا قوة لهم.الخذلان العالمي تجاه غزة، لم يؤثر على مساعي المملكة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث اخترق جلالة الملك عبدالله الثاني جدار الصمت في أصعب المراحل وأوصل للعالم المعاناة التي يعيشها الأهل في القطاع والضفة الغربية، محاولا حثهم على تجاوز حالة الخذلان والسكوت والقيام بواجباتهم القانونية والإنسانية من خلال حشد موقف دولي لوقف العدوان الغاشم على غزة، وما زال جلالته يضغط نحو إنهاء الصراع للوصول إلى حل جذري يضمن السلام العادل والشامل.ختاماً، عام من الدم، عام من القهر ، عام من الفقدان والألم، عام من تناثر أشلاء الأطفال والنساء والأبرياء في الطرقات، عام ورائحة الموت في كل مكان، عام من الجوع والرعب.. عام من الخذلان والمجازر المستمرة تحت غطاء غربي متوحش، عام وغزة تباد.. أما آن الأوان أن تستيقظ ضمائر إدارات الدول العظمى، وتقدم المطلوب منها، لا أن تكون بوجهين، وجه يظهر الطيبة والتأثر، ووجه وهو الحقيقي، وحشي يساهم بالمزيد من المآسي والمعاناة في غزة.
ومع مضي عام على الحرب المستعرة التي يشنها المحتل الصهيوني بلا هوادة على القطاع فإن ألم الخذلان أصاب شعوب دول العالم لعدم اتخاذ حكوماتهم إجراءات رادعة وحقيقية توقف مغتصبي الأرض الفلسطينية عند حدهم بعد أن تجاوزوا كل القوانين والأعراف الدولية، رافضين الانصياع لأي قرار دولي يجبرهم على إيقاف ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في القطاع.الرفض الإسرائيلي ما هو إلا لغة تحدٍّ للمنظمات الدولية ولمحكمة العدل الدولية التي أقرت في جلسة عقدت تموز الماضي بأن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن دولة إسرائيل ملزمة بالوقف الفوري لجميع أنشطة الاستيطان الجديدة وإخلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعدم الاعتراف بشرعية هذا الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لدولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعدم تقديم العون أو المساعدة في الحفاظ على هذا الوضع الناشئ".القرارات التي أنصفت القضية الفلسطينية أو التي فرضت على إسرائيل إيقاف حربها المدمرة على غزة كانت كثيرة، إلا أن المحتل لم ينصع لتلك القرارات وواصل على مدار عام زرع الآلام والحزن والمعاناة لمئات الألوف من المدنيين الذين لا يزالون يعانون من وطأة القتال العنيف الذي تسبّب في مقتل عشرات الآلاف أو إصابتهم أو اختفائهم، وتدمير البنية التحتية الأساسية وانهيار الخدمات الأساسية منها الرعاية الصحية التي أصبحت في مستويات كارثية.ما بين قرارات حبر على ورق وتعنت المحتل الذي يجد الدعم العسكري من دول عظمى أهمها أميركا، فإن مساحة حالة الخذلان اتسعت، فالدول ذات النفوذ أظهرت مواقف غير مقبولة ومخزية، حيث لم تسعَ لتطبيق القوانين الدولية على مجرم حرب مارس الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من الجميع، بل وجدت له الأعذار حتى يستمر في نهجه وجرائمه، وخير دليل على ذلك الدعم العسكري للمحتل وتزويده بالأسلحة حيث كانت أعلنت واشنطن أكثر من مرة تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية والذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي التي استخدمت ضد أطفال ونساء وكبار السن ولتفجير دور العبادة والمستشفيات بحجج وذرائع غير حقيقية.مضى عام من الخذلان، لكن هذا العام كشف واقعاً مؤلماً، لأن أهمية الإنسان لم تكن سوى شعار لمنظمات حقوق الإنسان، وكانت العدالة الاجتماعية مجرد سراب، واليوم "الدولي للأعنف" ما هو إلا يوم تكثر فيه التصريحات والشعارات الرنانة التي هي في الواقع لا وجود لها، فحل النزاعات بالطرق السلمية ورفض النزاعات بشتى أشكالها وحماية الإنسان أصبحت خطابات وأحاديث إعلامية نسفتها أحداث غزة وما يشهده جنوب لبنان من هجمات على مدنيين لا حول ولا قوة لهم.الخذلان العالمي تجاه غزة، لم يؤثر على مساعي المملكة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث اخترق جلالة الملك عبدالله الثاني جدار الصمت في أصعب المراحل وأوصل للعالم المعاناة التي يعيشها الأهل في القطاع والضفة الغربية، محاولا حثهم على تجاوز حالة الخذلان والسكوت والقيام بواجباتهم القانونية والإنسانية من خلال حشد موقف دولي لوقف العدوان الغاشم على غزة، وما زال جلالته يضغط نحو إنهاء الصراع للوصول إلى حل جذري يضمن السلام العادل والشامل.ختاماً، عام من الدم، عام من القهر ، عام من الفقدان والألم، عام من تناثر أشلاء الأطفال والنساء والأبرياء في الطرقات، عام ورائحة الموت في كل مكان، عام من الجوع والرعب.. عام من الخذلان والمجازر المستمرة تحت غطاء غربي متوحش، عام وغزة تباد.. أما آن الأوان أن تستيقظ ضمائر إدارات الدول العظمى، وتقدم المطلوب منها، لا أن تكون بوجهين، وجه يظهر الطيبة والتأثر، ووجه وهو الحقيقي، وحشي يساهم بالمزيد من المآسي والمعاناة في غزة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/10 الساعة 12:34