الدكتور الضمور يكتب: لماذا نحن مع الملك
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/09 الساعة 11:05
مدار الساعة - كتب: الدكتور محمد خير الضمور - في خضم الأحداث الراهنة التي تعصف بالمنطقة العربية، وخاصة ما نشهده اليوم في غزة من تصعيد وعنف، يعود السؤال الدائم: لماذا نحن مع الملك؟ لماذا يقف الشعب الأردني بجانب قيادته في كل المحطات؟ الإجابة تتجاوز ما هو آني وظرفي، فهي تكمن في تاريخ طويل من الحكمة السياسية، الاستقرار، والالتزام بالقضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. في هذا المقال، سنلقي الضوء على دور الملك المحوري في الدفاع عن القدس، دعمه للقضية الفلسطينية، وأسباب وقوف الشعب معه بكل ثبات.
1. الاستقرار السياسي وحكمة القيادة
لا يمكن الحديث عن الدعم الشعبي للملك دون التطرق إلى دوره البارز في الحفاظ على استقرار الأردن في منطقة مضطربة. فقد أثبتت القيادة الهاشمية قدرتها على تجنب الأزمات الداخلية والدولية بفضل الدبلوماسية الرصينة والحكمة في التعامل مع الملفات الساخنة في المنطقة. في ظل هذا الاستقرار، وجد الأردن نفسه قادرًا على لعب دور الوسيط الفاعل في العديد من القضايا الإقليمية، مما أكسب القيادة احترامًا دوليًا كبيرًا.
2. الرؤية الإصلاحية والتنموية
ما يجعل القيادة الهاشمية تحظى بدعم الشعب ليس فقط الاستقرار، بل الرؤية الواضحة لتحقيق التنمية المستدامة. المبادرات الملكية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي تشكل نواة لمستقبل مشرق. فمن خلال تعزيز التعليم، تطوير البنية التحتية، ودعم القطاعات الاقتصادية، يسعى الملك لبناء دولة قادرة على مواكبة التحديات العالمية وتحقيق رفاهية مواطنيها.
3. الدور الحاسم في القضية الفلسطينية والقدس
منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، كان الدفاع عن فلسطين والقدس جزءًا لا يتجزأ من سياساتها. يُعتبر الملك عبد الله الثاني اليوم من أبرز المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية. وقد تولت القيادة الأردنية تاريخيًا الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي مسؤولية تاريخية ورمزٌ للالتزام الأخلاقي والسياسي تجاه القدس. هذه الوصاية ليست فقط رعاية رمزية للمقدسات، بل تأتي ضمن دور سياسي ودبلوماسي حاسم في مواجهة محاولات تهويد المدينة والتعديات على حقوق الفلسطينيين.
مع تصاعد الأحداث في غزة، وقف الملك عبد الله الثاني في مقدمة المدافعين عن الفلسطينيين، مؤكدًا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه المدنيين العزل. في هذا السياق، كانت الجهود الأردنية في دعم الفلسطينيين إنسانيًا وسياسيًا ملموسة. إليكم بعض الأرقام التي تؤكد على هذا الدعم:
• أكثر من 3535 شاحنة من خلال المعابر البرية نقلت أكثر من 52952 طنًا من الأغذية والمواد التموينية إلى غزة.
• أكثر من 122 إنزال جوي أردني لنقل المساعدات الإنسانية والطبية.
• أكثر من 266 إنزال جوي بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة لدعم سكان غزة.
• أكثر من 2950 عملية جراحية كبرى وصغرى تم إجراؤها في المستشفيات الميدانية الأردنية.
• مشاركة اكثر من 193 طبيبًا و361 ممرضًا في المستشفيات الميدانية منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
• استقبال أكثر من 494,000 مراجع وجريح فلسطيني في المستشفيات الأردنية للعلاج والرعاية الطبية.
4. الالتزام بالقيم الإنسانية والدور الإقليمي
الدور الأردني في القضية الفلسطينية لا ينفصل عن التزام المملكة بالقيم الإنسانية. فالأردن يدعم الحل العادل والشامل، ويسعى نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. تظل القيادة الأردنية وفية لمبادئ العدالة والإنصاف، ويواصل الملك عبد الله الثاني التأكيد في خطاباته الدولية، سواء في الأمم المتحدة أو في المحافل الأخرى، على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط من خلال إنهاء الاحتلال وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. كما يركز الملك على أن القدس ليست فقط مدينة فلسطينية، بل رمز للسلام والعيش المشترك للأديان السماوية الثلاثة.
5. العلاقة المباشرة مع الشعب
ما يميز الملك عبد الله الثاني عن غيره من القادة هو العلاقة المباشرة والمتواصلة مع الشعب. إن لقاءاته المستمرة مع المواطنين، وزياراته المفاجئة للمناطق، وسماع هموم الناس عن قرب، تجعل العلاقة بين القيادة والشعب متينة وغير قابلة للاهتزاز. هذه العلاقة العفوية والصريحة تزيد من الثقة المتبادلة، وتجعل دعم الملك تلقائيًا نابعًا من محبة واحترام.
6. دعم غزة والشعب الفلسطيني في الأوقات الحرجة
أثناء الأزمات المتكررة التي تمر بها غزة، كان الأردن دائمًا في طليعة الدول التي تقدم الدعم. على سبيل المثال، شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في قطاع غزة، ووقف الملك بحزم ضد هذا العدوان، ووجه بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع. كما استمر الأردن في دوره المهم كمركز دبلوماسي للتواصل مع الأطراف الدولية، لضمان حماية الشعب الفلسطيني ومنع استمرار العدوان.
7. ضمان الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية
الملك عبد الله الثاني هو الضامن لوحدة النسيج الوطني الأردني. فهو القائد الذي يحرص على تعزيز الهوية الوطنية الجامعة دون تفريق بين المواطنين، ويعتبر كل مواطن شريكًا في بناء مستقبل البلاد. هذه الوحدة الوطنية تظل الحصن المنيع في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المحيطة.
ختامًا
نحن مع الملك لأننا نؤمن بدوره الريادي في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس. نؤمن بحكمته ورؤيته في تعزيز استقرار الأردن وتحقيق التنمية المستدامة. وفي زمن الصراعات، يبقى الملك عبد الله الثاني هو صوت الحكمة والاعتدال، والمدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين في وجه التحديات التي تعصف بالمنطقة. لهذا، نحن مع الملك، دعمًا لقيادته، وثقةً في رؤيته، ووفاءً لدوره التاريخي في خدمة الأمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/09 الساعة 11:05