العتوم يكتب: كييف، لن تدخل (الناتو) أبدا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/09 الساعة 08:47
من هنا بدأت الحكاية، ولم تبدأ من قضية سيادة أوكرانيا وفقا لأحكام القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة منذ عام 1991 المعروفة لروسيا الاتحادية أكثر من معرفة الغرب بها. فاتفاقية انهيار الاتحاد السوفييتي نصت على عدم وجوب تحالف الدول المستقلة مع الأحلاف العسكرية المعادية وفي مقدمتها حلف (الناتو)، ومادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 أشارت إلى حق الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها، وهي تقر بعدم بدء الحرب / العملية بتاريخ 24 / شباط / 2022، وإنما فرضت عليها من قبل نظام (كييف) المحسوب على التيار البنديري المتطرف، ومن قبل الغرب الأمريكي بقيادة جو بايدن، ومشاركة مباشرة من بريطانيا – باريس جونسون. وروسيا دولة عظمى وقطب عملاق مساحة (أكثر من 18 مليون كلم 2)، وعلى مستوى القوة العسكرية التقليدية وغير التقليدية النووية التي تتربع فيها على الرقم 1 عالميا، وهي الأولى على مستوى اقتصاد آسيا.
و لا تستطيع أوكرانيا قبل وبعد انفصال شرقها عنها عبر صناديق الاقتراع مقارنة قوتها بروسيا رغم تعاونها العسكري والاقتصادي مع الغرب الأمريكي. ومسألة (كورسك) سحابة صيف ملوثة بالتخطيط الأمريكي اللوجستي الفاشل ومارقة لا تأثير لها على مجرى العملية / الحرب. وهي أي روسيا سبق لها عام 2000 أن عرضت في عهد الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون دخول (الناتو)، لكن طلبها قوبل بالصمت الأبدي الطويل.وأمريكا بالذات قائدة حلف (الناتو) هي التي تقود الحرب الأوكرانية على شكل مؤامرة على أوكرانيا وروسيا معا وعلى الصين أيضا، وتعمل وتخطط لتبقى قائدة لأحادية القطب المتغول على أركان العالم، ولديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح، ولكي لا تبقى روسيا ناهضة ولا حتى الصين. وتقود روسيا في المقابل توجه عالم متعدد الأقطاب المناهض لأحادية القطب، وبهدف ترسيخ التعاون الدولي المتوازن. وأصبحت روسيا الآن ميزانا للعلاقات الدولية وقبة ميزان السياسة والاقتصاد الدولي. وأينما تحط أمريكا أرجلها تسبقها الى هناك، ولم تسمح روسيا في العهد السوفييتي للولايات المتحدة الأمريكية بالهبوط في أفغانستان عام 1979 لمنع وصول ( الناتو ) إلى هناك، فكيف بإمكانها أن تسمح لها بالدخول الى الجغرافيا الأوكرانية المحاددة من جهة الجنوب لروسيا، أو نتوقع ذلك؟إنهما قوتان متقابلتان في العالم عسكريا، روسيا والحزام السوفيتي السابق شرقا (الدول المستقلة)، والغرب الأمريكي (الناتو) والذي يمثل غرب وشمال أوروبا الى جانب أمريكا. وقوة كل طرف لا تقاس بحجم ميزانية الدفاع وإلا لكانت الكفة الراجحة لصالح الغرب حتما. فلقد تجاوز حجم انفاق الناتو بعد عام 2021 (811) مليار دولار، وزاد انفاق الجيش الروسي لوحده عن (100) تريليون روبل عام 2023، ويبلغ حجم الرؤوس النووية الروسية أقل أو أكثر من 6000 رأس نووي مقابل أقل من 6000 رأس نووي يمتلكها ( الناتو )، ومع هذا وذاك فإن القياس الفعلي لقوة النار لكل جانب ليس بعدد الصواريخ الفرط صوتية الحاملة للرؤوس النووية، ولكن بقوة كل رأس نووي من زاوية التأثير وحجم التدمير.و بكل الأحول نقول دائما سلام ضعيف خير من حرب مدمرة، ولم يثبت التاريخ المعاصر بعد أن روسيا بدأت حربا يوما وفي مقدمتها النووية، لكن أمريكا فعلتها مع اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 بهدف غير واقعي لأنهاء الحرب.و العقيدة الروسية النووية الجديدة حسمت نقاط الصراع مع أوكرانيا والغرب الأمريكي، بحيث أصبح أي اعتداء تقليدي مكثف على روسيا أو نووي من طرف الغرب يقابل بالسلاح النووي الروسي الرادع، وأي سلاح بعيد المدى يوجه من دولة نووية عبر دولة غير نووية يقابل بالردع النووي الروسي، فلم تعد تستطيع ( كييف ) التلويح بإستخدام صواريخ غربية أو طائرات (اف 16 ) الأمريكية لضرب العمق الروسي من دون عقوبة أنية صارمة وحتى نووية روسية. وتصريح المسؤول العسكري في الناتو ( روب باور ) بأنه من حق أوكرانيا ( كييف ) ضرب العمق الروسي مادامت روسيا تمارس ( العدوانية ) ضدها محض خديعة وسراب لا يعكس الواقع الممكن. وقول كاميلا هاريس بأنه لا تقبل بأي اجتماع مع روسيا – بوتين من دون حضور ممثل لأوكرانيا الغربية كلام يقلب معادلة عدم تمثيل روسيا في كل الاجتماعات الدولية بشأن أوكرانيا في سويسرا أو في غيرها، وتلاعب واضح بالمصطلحات السياسية. وسبق لترمب أن صرح بأنه يملك علاقات متوازنة مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي وبأنه قادر على احلال السلام حال وصوله للسلطة في واشنطن.أخر صرعات أمريكا تصريحها الأخيرعبر مدير ال ( سي أي ايه ) وليام بيرنز بأن ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية في غضون اسبوع، وهو الأمر الذي لم يسمع به العالم من ايران نفسها التي تعتد بقوتها العسكرية عادة خاصة في مرحلة حروب إسرائيل مع أذرعها في المنطقة ( حماس والجهاد وحزب الله في لبنان والعراق والحوثيين )، والهدف الأمريكي على ما يبدو البحث عن حجة لمساعدة إسرائيل في توجيه ضربة لإيران ردا على هجمتها الصاروخية الأخيرة وعبر المسيرات. ولا تستطيع إسرائيل أن تتحرك عسكريا من دون تلقي اشارة من واشنطن ( البنتاغون)، تماما كما لا تستطيع المقاومة العربية التحرك عسكريا بحرية من دون التنسيق مع ايران. وانسحاب أمريكا من الاتفاقية النووية عام 2018 شجع ايران حسب اعتقادها بالتوجه للتصنيع وهو المحتاج لمعلومات استخبارية دقيقة جدا، وأدلة دامغة.يعتبر نظام أحادية القطب المتغول فعلا على أركان العالم سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، من مخلفات القرن الماضي المرشح للإندثار آجلا أم عاجلا، وهو مرسخ للاحتلالات والاستعمارات، وللاستيطان، والهيمنة، ولضياع الحقيقة الكامنة خلف الملفات الدولية العادلة، وحقوق الدول والشعوب الفقيرة خاصة. ولا مكان لبقائه لزمن طويل إلى الأمام، وآن أوان أن يحل نظام تعددية الأقطاب مكانه، والذي هو من صميم فكر المفكر الروسي الكسندر دوغين، ويعتبر من أولويات توجهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية، وروسيا الأتحادية التي تمثل قطبا مواجها لسلوك أحادية القطب السلبي، وعندها ستنتهي الحرب الباردة بين غرب وشرق العالم، وسباق التسلح، والاحتلالات، والاستعمارات، وسوف يتفرغ العالم للتنمية الشاملة خدمة للبشرية جمعاء. ومن يعتقد خلاف ذلك، وله مصلحة سواء كان فردا أو مؤسسة أو دولة، فهو مخطئ، ولا مكان للحروب في زمن الحاجة للسلام العادل الدائم.
و لا تستطيع أوكرانيا قبل وبعد انفصال شرقها عنها عبر صناديق الاقتراع مقارنة قوتها بروسيا رغم تعاونها العسكري والاقتصادي مع الغرب الأمريكي. ومسألة (كورسك) سحابة صيف ملوثة بالتخطيط الأمريكي اللوجستي الفاشل ومارقة لا تأثير لها على مجرى العملية / الحرب. وهي أي روسيا سبق لها عام 2000 أن عرضت في عهد الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون دخول (الناتو)، لكن طلبها قوبل بالصمت الأبدي الطويل.وأمريكا بالذات قائدة حلف (الناتو) هي التي تقود الحرب الأوكرانية على شكل مؤامرة على أوكرانيا وروسيا معا وعلى الصين أيضا، وتعمل وتخطط لتبقى قائدة لأحادية القطب المتغول على أركان العالم، ولديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح، ولكي لا تبقى روسيا ناهضة ولا حتى الصين. وتقود روسيا في المقابل توجه عالم متعدد الأقطاب المناهض لأحادية القطب، وبهدف ترسيخ التعاون الدولي المتوازن. وأصبحت روسيا الآن ميزانا للعلاقات الدولية وقبة ميزان السياسة والاقتصاد الدولي. وأينما تحط أمريكا أرجلها تسبقها الى هناك، ولم تسمح روسيا في العهد السوفييتي للولايات المتحدة الأمريكية بالهبوط في أفغانستان عام 1979 لمنع وصول ( الناتو ) إلى هناك، فكيف بإمكانها أن تسمح لها بالدخول الى الجغرافيا الأوكرانية المحاددة من جهة الجنوب لروسيا، أو نتوقع ذلك؟إنهما قوتان متقابلتان في العالم عسكريا، روسيا والحزام السوفيتي السابق شرقا (الدول المستقلة)، والغرب الأمريكي (الناتو) والذي يمثل غرب وشمال أوروبا الى جانب أمريكا. وقوة كل طرف لا تقاس بحجم ميزانية الدفاع وإلا لكانت الكفة الراجحة لصالح الغرب حتما. فلقد تجاوز حجم انفاق الناتو بعد عام 2021 (811) مليار دولار، وزاد انفاق الجيش الروسي لوحده عن (100) تريليون روبل عام 2023، ويبلغ حجم الرؤوس النووية الروسية أقل أو أكثر من 6000 رأس نووي مقابل أقل من 6000 رأس نووي يمتلكها ( الناتو )، ومع هذا وذاك فإن القياس الفعلي لقوة النار لكل جانب ليس بعدد الصواريخ الفرط صوتية الحاملة للرؤوس النووية، ولكن بقوة كل رأس نووي من زاوية التأثير وحجم التدمير.و بكل الأحول نقول دائما سلام ضعيف خير من حرب مدمرة، ولم يثبت التاريخ المعاصر بعد أن روسيا بدأت حربا يوما وفي مقدمتها النووية، لكن أمريكا فعلتها مع اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 بهدف غير واقعي لأنهاء الحرب.و العقيدة الروسية النووية الجديدة حسمت نقاط الصراع مع أوكرانيا والغرب الأمريكي، بحيث أصبح أي اعتداء تقليدي مكثف على روسيا أو نووي من طرف الغرب يقابل بالسلاح النووي الروسي الرادع، وأي سلاح بعيد المدى يوجه من دولة نووية عبر دولة غير نووية يقابل بالردع النووي الروسي، فلم تعد تستطيع ( كييف ) التلويح بإستخدام صواريخ غربية أو طائرات (اف 16 ) الأمريكية لضرب العمق الروسي من دون عقوبة أنية صارمة وحتى نووية روسية. وتصريح المسؤول العسكري في الناتو ( روب باور ) بأنه من حق أوكرانيا ( كييف ) ضرب العمق الروسي مادامت روسيا تمارس ( العدوانية ) ضدها محض خديعة وسراب لا يعكس الواقع الممكن. وقول كاميلا هاريس بأنه لا تقبل بأي اجتماع مع روسيا – بوتين من دون حضور ممثل لأوكرانيا الغربية كلام يقلب معادلة عدم تمثيل روسيا في كل الاجتماعات الدولية بشأن أوكرانيا في سويسرا أو في غيرها، وتلاعب واضح بالمصطلحات السياسية. وسبق لترمب أن صرح بأنه يملك علاقات متوازنة مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي وبأنه قادر على احلال السلام حال وصوله للسلطة في واشنطن.أخر صرعات أمريكا تصريحها الأخيرعبر مدير ال ( سي أي ايه ) وليام بيرنز بأن ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية في غضون اسبوع، وهو الأمر الذي لم يسمع به العالم من ايران نفسها التي تعتد بقوتها العسكرية عادة خاصة في مرحلة حروب إسرائيل مع أذرعها في المنطقة ( حماس والجهاد وحزب الله في لبنان والعراق والحوثيين )، والهدف الأمريكي على ما يبدو البحث عن حجة لمساعدة إسرائيل في توجيه ضربة لإيران ردا على هجمتها الصاروخية الأخيرة وعبر المسيرات. ولا تستطيع إسرائيل أن تتحرك عسكريا من دون تلقي اشارة من واشنطن ( البنتاغون)، تماما كما لا تستطيع المقاومة العربية التحرك عسكريا بحرية من دون التنسيق مع ايران. وانسحاب أمريكا من الاتفاقية النووية عام 2018 شجع ايران حسب اعتقادها بالتوجه للتصنيع وهو المحتاج لمعلومات استخبارية دقيقة جدا، وأدلة دامغة.يعتبر نظام أحادية القطب المتغول فعلا على أركان العالم سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، من مخلفات القرن الماضي المرشح للإندثار آجلا أم عاجلا، وهو مرسخ للاحتلالات والاستعمارات، وللاستيطان، والهيمنة، ولضياع الحقيقة الكامنة خلف الملفات الدولية العادلة، وحقوق الدول والشعوب الفقيرة خاصة. ولا مكان لبقائه لزمن طويل إلى الأمام، وآن أوان أن يحل نظام تعددية الأقطاب مكانه، والذي هو من صميم فكر المفكر الروسي الكسندر دوغين، ويعتبر من أولويات توجهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية، وروسيا الأتحادية التي تمثل قطبا مواجها لسلوك أحادية القطب السلبي، وعندها ستنتهي الحرب الباردة بين غرب وشرق العالم، وسباق التسلح، والاحتلالات، والاستعمارات، وسوف يتفرغ العالم للتنمية الشاملة خدمة للبشرية جمعاء. ومن يعتقد خلاف ذلك، وله مصلحة سواء كان فردا أو مؤسسة أو دولة، فهو مخطئ، ولا مكان للحروب في زمن الحاجة للسلام العادل الدائم.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/09 الساعة 08:47