عن شحادة أبو هديب ومالك حداد.. وأشياء أخرى

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/08 الساعة 22:27
من المفارقات الغريبة التي يعيشها بلدنا، انه في الوقت الذي نشكو فيه من الترهل والتخبط في الادارة العامة، فان الدول والمنظمات على المستوىين الإقليمي والعالمي تتسابق لاستقطاب الكفايات والقدرات الاردنية، لتتبوأ مراكز قيادية متقدمة في هذه الدول والمنظمات.

وسأتحدث في هذا المقال عن شخصيتين اردنيتين قياديتين متميزتين، على المستوى الاقليمي، عرفتهما عن قرب وعن تعامل وصداقة، هما معالي المهندس شحادة أبو هديب ومعالي المهندس مالك حداد، ولعله من محاسن الاقدار ان كليهما من مواليد نفس العام، وانهما مهندسان، وكلاهما يعمل وينجح ويتميز بصمت وبعيدا عن الإعلام ما امكنهما، وهما يمتازان بالهدوء والتواضع، وبالقدرة على الانجاز، مما اهلهما ليقع عليهما الاختيار عربيا لقيادة قطاعين استراتيجيين خطيرين هما قطاع الزراعة والامن الغذائي، وقطاع النقل، حيث تم مؤخرا اختيار المهندس شحادة أبو هديب رئيسا للمجلس الاستشاري للاتحاد العربي للاسمدة. وهو اختيار يدل على ثقة عربية بالرجل وقدراته، لأن هذا الاختيار جاء في مرحلة تغيرات كبيرة في الأسواق الزراعية العالمية. مما يتطلب قيادة كفؤة لقيادة هذا القطاع عربيا وجعله منافسا على المستوى العالمي، لذلك تم اختيار المهندس شحادة أبو هديب لهذه المهمة، بعد ان لمس المراقبون التطور الذي شهدته شركة البوتاس العربية، بقيادة ابوهديب، خاصة في حجم تعزيز انتاجيتها عالميا، بالاضافة الى سجل النجاحات التي سبق وان حققها ابو هديب في المجالات التنموية التي عمل بها سواء كوزير للبلديات، او في الإسكان والتطوير الحضري، اوفي إقليم البترا، او في تنمية البادية، فقد اهله هذا السجل الحافل للانتقال من المحلية الى المستوى الاقليمي الذي لا نشك بانه سينجح فيه ويكسب من كل راهن عليه.
اما المهندس مالك حداد الذي يشهد له القاصي والداني بتميزه، بادارة وتطوير شركة النقليات السياحية الاردنية (جت)، وجعلها من الشركات التي يشار إليها بالبنان على المستويين المحلي والإقليمي. بالإضافة الى نجاحاته في إدارة العديد من المؤسسات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى ذكر المؤسسات الاجتماعية، لا بد من القول ان المهندس مالك حداد قدم نموذجا يقتدى به، من حيث الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، خاصة اثناء قيادته لشركة (جت)، وهو التزام يعكس البعد الإنساني الواضح في شخصية الرجل، خاصة في اسلوب تعامله مع مرؤوسيه، وفي سائر علاقاته سواء في إطار العمل، او خارجه.
لهذه الصفات واهمها النجاح والتميز في العمل، والقدرة على الانجاز، خاصة في مجال النقل، الذي هو احد اميز الخبراء فيه، كان من الطبيعي ان يقع الاختيار على المهندس مالك حداد لقيادة وتطوير قطاع النقل العربي بكل مجالاته البرية والبحرية والجوية، من خلال موقعه رئيسا لمجلس ادارة الاتحاد العربي للنقل البري. بكل ما يحتله قطاع النقل من اهمية استراتيجية في مجال بناء قوة الدولة، او الإقليم او التكتل او قدراتها التنافسية.
خلاصة القول في هذه القضية هي: ان مشكلة الادارة العامة في بلدنا ليست في نقص الكفايات، لكنها في سوء الاختيار، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولذلك ستظل خبرات وكفايات الاردنيين تبني خارج وطنها الاردن.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/08 الساعة 22:27