العتوم يكتب: إسرائيل.. ماذا تريد من العرب؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/07 الساعة 16:08
لم تتمكن التوراة من إثبات وجود مملكة إسرائيل في تاريخ فلسطين، ولا وجود حتى الساعة لما يسمى "هيكل سليمان". واليهود كما يذكر لنا التاريخ عبروا منطقتنا ثمانين عاماً، ولم ترسخ أقدامهم فيها، ويؤكد التاريخ في المقابل الجذورَ الكنعانية في فلسطين منذ الألف الثالث قبل الميلاد لدرجة أطلق فيها على فلسطين (أرض كنعان)، وبدايات إسرائيل التصقت بظهور منظمات إرهابية يهودية صهيونية مثل (الهاغاناه، والأرجون، وشتيرن)، واصلت مسيرة ثيودور هرتزل منذ عام (١٨٩٧) التي هدفت إلى بناء إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية.
وفي وقتنا المعاصر يطلّ علينا أودلف نتنياهو مطلقاً على فلسطين مصطلح (الوطن الإسرائيلي)، ويقتل الفلسطينيين دون رحمةٍ أطفالاً ونساء وشيوخاً، واللبنانيين، واليمنيين. وهنا لا أتحدث عن مسيرة إسرائيل الإجرامية منذ تأسيس دولتها بقوة السلاح في زمن لم يملك فيه العرب السلاح المطلوب، ولا الوحدة الحقيقية التي ما زالوا يفقدونها حتى اليوم، على الرغم من نداء مفجّر ثورة العرب الهاشمية الكبرى الشريف الحسين بن علي ملك العرب عام (1916)، طيب الله ثراه، وكل ذلك من أجل أن تبقى إسرائيل وحدها من دون العرب.وتستهدف إسرائيلُ المقاومةَ العربية في فلسطين (حماس والجهاد)، وفي لبنان (حزب الله)، وفي العراق (حزب الله)، وفي اليمن (الحوثيين) وسورية، اعتقاداً بأنها ستصبح أقوى في المنطقة وتعيش أطول. فشكّل السابع من أكتوبر مرحلةً مَفصِليةً تمنع العودة إلى الخلف، وأعطت إشارة على الرغم من حجم النقد لها بأن السيل بلغ الزُّبى، والصبر على الاضطهاد (٧٦) عاماً دفع إلى الانفجار من دون الحاجة إلى حساب النتائج على الأرض، فلقد بلغ في البداية حجم الذين قتلوا من العسكريين الإسرائيليين والمستوطنين أكثر من ألفٍ، وتصاعد القتل منهم لاحقاً بالتأكيد، وهذا الأمر هو الذي قابلته إسرائيل باستهداف المدنيين الفلسطينيين المواطنين أصحاب الأرض والقضية العادلة، قاصدةً زيادة عدد الشهداء خاصة من الأطفال لكيلا يصبحوا غداً فدائيين محرّرين لوطنهم. وها هو حزب الله يردّ الصاع صاعين، على الرغم من اغتيال إسرائيل معظمَ قادته كما فعلت تماماً مع حماس، وفتح سابقاً. وإيران - ومهما اختلفنا واتفقنا معها، وشككنا في نيّاتها، وقلنا عنها: شيعة، زرادشت، ونحن سُنّة - ففي نهاية المطاف كلنا مسلمون لله، والدور الإيراني مطلوب، وإيران قوة فاعلة ومناهضة لإسرائيل في زمن الصمت العربي، ومعاهدات السلام، وفي عهد المقاومة. والضربة الإيرانية العسكرية الأخيرة لإسرائيل التي جمعت بين صواريخ الخردة، والمسيَّرات، والصواريخ الفوق صوتية التي ربما تكون مستوردة من الحليف الروسي المناهض لإسرائيل، المساندة للجانب الأوكراني الرسمي في الحرب الأوكرانية، شكّلت ضربةً معقولة في مكانها وزمانها، واخترقت سيادات دول، وتوجد تفسيرات تقنية عسكرية مختلفة لموضوع اختراق المجال الجوي حسب الارتفاع عن سطح الأرض. وشكّلت صواريخ إيران إشارة تحذير لآلة الحرب الإسرائيلية مفادها أن حزب الله خط أحمر، وأن ارتكابها لجريمة إبادة في غزة والضفة الغربية أمر لا يغفر، وأن التمادي باستهداف حماس والجهاد من أهم خطوطها الحمر أيضاً.لم تعد تعترف إسرائيل – الليكود المتطرف بفلسطين، ولا بالدولة الفلسطينية، وصارت تغتال رموزها كما اغتالت رموز حركات المقاومة العربية والإسلامية الأخرى، وتمارس القتل الجماعي علناً أمام أعين المجتمع الدولي وأمام القانون الدولي أيضاً، وتصنف نفسها وطناً والعرب (إرهابيين محتلين لها)، وكأن المفكرين اليهود – الإسرائيليين لا يقرؤون التاريخ ولا يطلعون على الرأي الآخر. وعلى إسرائيل أن تعرف أن المقاومة العربية مشروعة في القانون الدولي، وأنها أيديولوجياً خلّاقة، فإن قُتِل عربيٌّ ظَهرَ عربيٌّ مكانه وأكثر، والدم العربي ليس ماء، والقتل العمد يولد الثأر الذي سينال من الاحتلال ويسقطه آجلاً أم عاجلاً.إسرائيل التي تحارب العرب الآن، هي نفسها من فتحت ذراعيها لاستقبال السلام معهم، ولم تحترم السلام، وتمضي إلى الأمام تمارس الغدر والتهجير وتقتنص الفرص، وهي نفسها التي التفَّتْ عبر صهيونيتها على الأمم المتحدة عام (1947) لكي تشكل دولتها وتخدع دولة فلسطين، بينما يعرف العرب وكامل عمقهم الأيدولوجي أن كل فلسطين عربية، وأنه لا توجد دولة في العالم تحترم نفسها تقفز على القانون الدولي وعلى أسوار الأمم المتحدة. وفي عصرنا هذا نلاحظ أن إسرائيل تتطاول على العرب من فوق الجدران، وترفض أن تنزل عن الشجرة لتتساوى مع شعوب العالم، ولتعترف بدولة فلسطين التي اعترف بها القانون الدولي، وهو الذي أدان جريمة الإبادة وجرائم إسرائيل كافة عبر زمن الصراع الطويل مع العرب. ولقد آن أوان بوصلة العالم أن تتغير من أحادية القطب إلى تعددية الأقطاب، ليس لنسجل الانحياز لروسيا الاتحادية وأقطاب العالم الحرة العادلة فقط، ولكن لتنتهي الهيمنة والسيطرة والتغول على أركان العالم سياسياً واقتصادياً. إن العدالة الدولية مطلوبة حقاً، ومن حق الشعوب المظلومة مثل العربية وفي مقدمتها الفلسطينية واللبنانية أن تتحرر، وأن تعيش في أرضها وتحت مظلة دولها، وأن تتعاون مع دول العالم من زاوية الندّ للندّ، وبدلاً من السيطرة واختلاق الأزمات، آن أوان التجذيف لبناء عالم مختلف يشمل شرق العالم وجنوبه، ويبقي الباب موارباً تجاه الغرب، لعله يعود لضميره، ويلتزم قواعدَ القانون الدولي الذي من شأنه أن يحقق العدالة التاريخية المطلوبة. وفي الوقت الذي تقود فيه أحادية القطب الحروب في غزة وفي لبنان، وفي اليمن ومع العراق، تقود الحرب الأوكرانية/ العملية وتريد لكل الحروب المعاصرة مجتمعة ألا تنتهي.لا تستطيع إسرائيل أن تبقى في المنطقة من دون دعم أمريكي بلا حدود، وتصفيق الكونغرس الأمريكي لنتنياهو مجرم الحرب وقوفاً خير دليل، وتصريح الغرب بقيادة أمريكا بأن لإسرائيل -الاحتلالية الاستيطانية - حق الدفاع عن النفس دليل قوي آخر على الانحياز الأعمى وعلى ازدواجية المعايير. واعتبار العرب أن الغرب الأمريكي صديقاً لهم لا يمنحهم أسوة التعامل الأمريكي مع إسرائيل. ومن زاوية المقارنة فقط نلاحظ كيف أن روسيا تتمتع بعلاقات جيوسياسية مهمة مع إسرائيل وتختلف مع مبادئها في الوقت نفسه، فهي ترفض الاحتلال وجريمة الإبادة الجماعية، وترفض الاستيطان، وتطالب إسرائيل بمغادرة الأراضي العربية المحتلة من طرفها والتزام القانون الدولي ومظلة الأمم المتحدة، وبهدف إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الختام: فإن عدم اعتراف إسرائيل بفلسطين وبالدولة الفلسطينية يضع العالم العربي الإسلامي والمسيحي أمام حق عدم الاعتراف بإسرائيل، والإبقاء على كامل فلسطين والقدس عربية.
وفي وقتنا المعاصر يطلّ علينا أودلف نتنياهو مطلقاً على فلسطين مصطلح (الوطن الإسرائيلي)، ويقتل الفلسطينيين دون رحمةٍ أطفالاً ونساء وشيوخاً، واللبنانيين، واليمنيين. وهنا لا أتحدث عن مسيرة إسرائيل الإجرامية منذ تأسيس دولتها بقوة السلاح في زمن لم يملك فيه العرب السلاح المطلوب، ولا الوحدة الحقيقية التي ما زالوا يفقدونها حتى اليوم، على الرغم من نداء مفجّر ثورة العرب الهاشمية الكبرى الشريف الحسين بن علي ملك العرب عام (1916)، طيب الله ثراه، وكل ذلك من أجل أن تبقى إسرائيل وحدها من دون العرب.وتستهدف إسرائيلُ المقاومةَ العربية في فلسطين (حماس والجهاد)، وفي لبنان (حزب الله)، وفي العراق (حزب الله)، وفي اليمن (الحوثيين) وسورية، اعتقاداً بأنها ستصبح أقوى في المنطقة وتعيش أطول. فشكّل السابع من أكتوبر مرحلةً مَفصِليةً تمنع العودة إلى الخلف، وأعطت إشارة على الرغم من حجم النقد لها بأن السيل بلغ الزُّبى، والصبر على الاضطهاد (٧٦) عاماً دفع إلى الانفجار من دون الحاجة إلى حساب النتائج على الأرض، فلقد بلغ في البداية حجم الذين قتلوا من العسكريين الإسرائيليين والمستوطنين أكثر من ألفٍ، وتصاعد القتل منهم لاحقاً بالتأكيد، وهذا الأمر هو الذي قابلته إسرائيل باستهداف المدنيين الفلسطينيين المواطنين أصحاب الأرض والقضية العادلة، قاصدةً زيادة عدد الشهداء خاصة من الأطفال لكيلا يصبحوا غداً فدائيين محرّرين لوطنهم. وها هو حزب الله يردّ الصاع صاعين، على الرغم من اغتيال إسرائيل معظمَ قادته كما فعلت تماماً مع حماس، وفتح سابقاً. وإيران - ومهما اختلفنا واتفقنا معها، وشككنا في نيّاتها، وقلنا عنها: شيعة، زرادشت، ونحن سُنّة - ففي نهاية المطاف كلنا مسلمون لله، والدور الإيراني مطلوب، وإيران قوة فاعلة ومناهضة لإسرائيل في زمن الصمت العربي، ومعاهدات السلام، وفي عهد المقاومة. والضربة الإيرانية العسكرية الأخيرة لإسرائيل التي جمعت بين صواريخ الخردة، والمسيَّرات، والصواريخ الفوق صوتية التي ربما تكون مستوردة من الحليف الروسي المناهض لإسرائيل، المساندة للجانب الأوكراني الرسمي في الحرب الأوكرانية، شكّلت ضربةً معقولة في مكانها وزمانها، واخترقت سيادات دول، وتوجد تفسيرات تقنية عسكرية مختلفة لموضوع اختراق المجال الجوي حسب الارتفاع عن سطح الأرض. وشكّلت صواريخ إيران إشارة تحذير لآلة الحرب الإسرائيلية مفادها أن حزب الله خط أحمر، وأن ارتكابها لجريمة إبادة في غزة والضفة الغربية أمر لا يغفر، وأن التمادي باستهداف حماس والجهاد من أهم خطوطها الحمر أيضاً.لم تعد تعترف إسرائيل – الليكود المتطرف بفلسطين، ولا بالدولة الفلسطينية، وصارت تغتال رموزها كما اغتالت رموز حركات المقاومة العربية والإسلامية الأخرى، وتمارس القتل الجماعي علناً أمام أعين المجتمع الدولي وأمام القانون الدولي أيضاً، وتصنف نفسها وطناً والعرب (إرهابيين محتلين لها)، وكأن المفكرين اليهود – الإسرائيليين لا يقرؤون التاريخ ولا يطلعون على الرأي الآخر. وعلى إسرائيل أن تعرف أن المقاومة العربية مشروعة في القانون الدولي، وأنها أيديولوجياً خلّاقة، فإن قُتِل عربيٌّ ظَهرَ عربيٌّ مكانه وأكثر، والدم العربي ليس ماء، والقتل العمد يولد الثأر الذي سينال من الاحتلال ويسقطه آجلاً أم عاجلاً.إسرائيل التي تحارب العرب الآن، هي نفسها من فتحت ذراعيها لاستقبال السلام معهم، ولم تحترم السلام، وتمضي إلى الأمام تمارس الغدر والتهجير وتقتنص الفرص، وهي نفسها التي التفَّتْ عبر صهيونيتها على الأمم المتحدة عام (1947) لكي تشكل دولتها وتخدع دولة فلسطين، بينما يعرف العرب وكامل عمقهم الأيدولوجي أن كل فلسطين عربية، وأنه لا توجد دولة في العالم تحترم نفسها تقفز على القانون الدولي وعلى أسوار الأمم المتحدة. وفي عصرنا هذا نلاحظ أن إسرائيل تتطاول على العرب من فوق الجدران، وترفض أن تنزل عن الشجرة لتتساوى مع شعوب العالم، ولتعترف بدولة فلسطين التي اعترف بها القانون الدولي، وهو الذي أدان جريمة الإبادة وجرائم إسرائيل كافة عبر زمن الصراع الطويل مع العرب. ولقد آن أوان بوصلة العالم أن تتغير من أحادية القطب إلى تعددية الأقطاب، ليس لنسجل الانحياز لروسيا الاتحادية وأقطاب العالم الحرة العادلة فقط، ولكن لتنتهي الهيمنة والسيطرة والتغول على أركان العالم سياسياً واقتصادياً. إن العدالة الدولية مطلوبة حقاً، ومن حق الشعوب المظلومة مثل العربية وفي مقدمتها الفلسطينية واللبنانية أن تتحرر، وأن تعيش في أرضها وتحت مظلة دولها، وأن تتعاون مع دول العالم من زاوية الندّ للندّ، وبدلاً من السيطرة واختلاق الأزمات، آن أوان التجذيف لبناء عالم مختلف يشمل شرق العالم وجنوبه، ويبقي الباب موارباً تجاه الغرب، لعله يعود لضميره، ويلتزم قواعدَ القانون الدولي الذي من شأنه أن يحقق العدالة التاريخية المطلوبة. وفي الوقت الذي تقود فيه أحادية القطب الحروب في غزة وفي لبنان، وفي اليمن ومع العراق، تقود الحرب الأوكرانية/ العملية وتريد لكل الحروب المعاصرة مجتمعة ألا تنتهي.لا تستطيع إسرائيل أن تبقى في المنطقة من دون دعم أمريكي بلا حدود، وتصفيق الكونغرس الأمريكي لنتنياهو مجرم الحرب وقوفاً خير دليل، وتصريح الغرب بقيادة أمريكا بأن لإسرائيل -الاحتلالية الاستيطانية - حق الدفاع عن النفس دليل قوي آخر على الانحياز الأعمى وعلى ازدواجية المعايير. واعتبار العرب أن الغرب الأمريكي صديقاً لهم لا يمنحهم أسوة التعامل الأمريكي مع إسرائيل. ومن زاوية المقارنة فقط نلاحظ كيف أن روسيا تتمتع بعلاقات جيوسياسية مهمة مع إسرائيل وتختلف مع مبادئها في الوقت نفسه، فهي ترفض الاحتلال وجريمة الإبادة الجماعية، وترفض الاستيطان، وتطالب إسرائيل بمغادرة الأراضي العربية المحتلة من طرفها والتزام القانون الدولي ومظلة الأمم المتحدة، وبهدف إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الختام: فإن عدم اعتراف إسرائيل بفلسطين وبالدولة الفلسطينية يضع العالم العربي الإسلامي والمسيحي أمام حق عدم الاعتراف بإسرائيل، والإبقاء على كامل فلسطين والقدس عربية.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/07 الساعة 16:08