مهيرات تكتب: من التخطيط للتنفيذ.. كيف تغلق المؤسسات الفجوة وتحقق النجاح؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/06 الساعة 15:57
في عالم الإدارة العامة، تعتبر الفجوة بين التخطيط والتنفيذ من أكثر التحديات التي تضع المؤسسات الحكومية على المحك.
فكم من خطة استراتيجية واعدة تلاشت في متاهات التنفيذ، وكم من أهداف نبيلة بقيت حبيسة الورق دون أن ترى النور. هذه الفجوة بين ما هو مخطط وما يتم تحقيقه على أرض الواقع ليست مجرد مسألة تقنية، بل هي تعبير عن تحديات أعمق تتعلق بالقيادة، الموارد، والبنية التنظيمية.
في هذا المقال، سنتناول كيف يمكن للمؤسسات تقليص هذه الفجوة، وجعل التخطيط واقعاً ملموساً يحقق النتائج المرجوة.
الفجوة بين التخطيط والتنفيذ في الإدارة العامة
تعتبر الفجوة بين التخطيط والتنفيذ في الإدارة العامة أحد التحديات الأكثر شيوعاً التي تواجه المؤسسات والهيئات الحكومية على مختلف مستوياتها.
فرغم أهمية التخطيط كأداة توجيهية لنجاح المؤسسات، فإن تنفيذه على أرض الواقع قد يواجه عقبات تجعل من تحقيق الأهداف المرسومة أمراً صعباً.
يمكن تقسيم هذه الفجوة إلى عوامل متعددة، منها ما يتعلق بالعوامل البشرية ومنها ما يتعلق بالبنية التحتية والبيئة التنظيمية.
التخطيط والتنفيذ: فجوة ليست بسيطة، التخطيط هو عملية وضع أهداف محددة، وتحديد الموارد والإجراءات اللازمة لتحقيقها.
لكن هذا الجانب النظري غالبًا ما يصطدم بصعوبات عند الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، تبدأ الفجوة بالظهور عندما تفتقر الإدارة العامة إلى التنسيق الفعال بين مراحل التخطيط والتنفيذ.
أحيانًا، تكون الخطط مثالية من الناحية النظرية، لكنها بعيدة عن الواقع الميداني وتعقيداته. مثلاً، قد يتم وضع خطة تنمية شاملة لمجتمع ما، ولكن لا يتم توفير التمويل الكافي أو تدريب الموظفين لتنفيذ هذه الخطة.
أسباب الفجوة:
١- القيادة والإشراف الضعيف: تُعَد القيادة الفعالة عاملاً رئيسياً في ردم الفجوة بين التخطيط والتنفيذ. إذا كانت القيادة غير متفاعلة أو غير قادرة على إدارة الأمور بشكل سليم، فإن تنفيذ الخطط قد يتعرقل. أحيانًا تكون هناك فجوة بين القادة والمستويات الدنيا من الموظفين، مما يؤدي إلى سوء الفهم أو التطبيق غير الصحيح للخطط الموضوعة.
٢- نقص الموارد: غالبًا ما تضع الهيئات الحكومية خططًا طموحة لكنها تفتقر إلى الموارد البشرية أو المالية أو التقنية اللازمة لتنفيذها. هذه المشكلة شائعة جدًا في الدول النامية، حيث تكون الميزانيات محدودة، وتظل الخطط الطموحة غير محققة.
٣- المقاومة للتغيير: قد تواجه الخطط الجديدة مقاومة من الموظفين أو حتى من الجمهور المستفيد. هذا يحدث عادة عندما تكون هناك تغييرات كبيرة في النظام الإداري أو في طريقة تقديم الخدمات. قد يخشى الموظفون فقدان مناصبهم أو قد يكونون غير مرتاحين لتعلم طرق جديدة في العمل.
٤- اختيار الكفاءات المناسبة: يعد اختيار الكفاءات المناسبة للعمل في الإدارة العامة أحد العوامل الحاسمة لتقليص الفجوة بين التخطيط والتنفيذ. يتطلب تنفيذ الخطط بنجاح وجود موظفين ذوي مهارات وخبرات تتناسب مع المهام المحددة. إذا كانت الكوادر غير مؤهلة أو تفتقر إلى الكفاءة المطلوبة، فمن المرجح أن تحدث أخطاء أو تأخيرات في التنفيذ. لذلك، ينبغي على الإدارة أن تركز على استقطاب الموظفين الذين يمتلكون الخبرات والقدرات اللازمة، بالإضافة إلى العمل على تطوير المهارات الموجودة من خلال التدريب والتأهيل المستمر.
٥- تقليص الفجوة من خلال التخطيط الواقعي:
ينبغي أن تكون الخطط واقعية وتراعي الإمكانيات المتاحة. على الإدارة العامة أن تعمل على جمع معلومات دقيقة من الميدان قبل وضع الخطط، وأن تحلل العوائق المحتملة وتضع حلولاً جاهزة.
٦- بناء القدرات: يعد التدريب المستمر والتطوير المهني أحد الحلول المهمة لتقليل الفجوة. عندما يكون الموظفون مجهزين بالمهارات اللازمة، فإن قدرتهم على تنفيذ الخطط بفعالية ستزداد.
٧- القيادة التحفيزية: يجب أن تكون القيادة في الإدارة العامة موجهة نحو تحقيق الأهداف بشكل عملي، وتشجيع الموظفين على العمل بشكل جماعي لتحقيق النجاح. القيادة التحفيزية تساهم في تعزيز الثقة وتخفيض المقاومة للتغيير.
الخلاصة : إن تقليص الفجوة بين التخطيط والتنفيذ في الإدارة العامة يتطلب تكاملاً بين العوامل البشرية والتقنية والتنظيمية. من خلال قيادة حكيمة وتخطيط واقعي، واستخدام الموارد بفعالية، يمكن سد هذه الفجوة وتحقيق الأهداف الاستراتيجيةبنجاح.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/06 الساعة 15:57