الملاعبة يكتب عن المغدور البروفيسور احمد صالح الزعبي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/04 الساعة 22:00
رغم الصدمة المجتمعية لما حصل لبروفيسور فاضل عرف عنه وعن اقاربه بأنهم من مؤسسي التعليم في الأردن وهنا على سبيل المثال أبناء عمومته في بلدة خرجا من أبناء عشيرة الزعبي الممتدة جغرافيا على كافة بلدان الدول العربية وخصوصا في سوريا (محافظة درعا) وشمال ووسط الأردن خاصة وبلدات الجليل في فلسطين.
ومن يزر بلدة خرجا يعرف جمال صفات وخلق وكرم أبناء العشيرة الزعبية وكم من أجيال تكنوقراط وأدباء ورجال إصلاح خرجت العشيرة للوطن: فعميد التراث الاردني د. احمد شريف الزعبي (إبن عم المغدور) كان مديرا للتربية والتعليم في عدة مديريات وله روائع ومصنفات عز نظيرها وابناؤه محامون وأدباء ومنهم اكرم الزعبي رئيس رابطة الكتاب الأردنيين في الدورة السابقة.
المرحوم المغدور البروفيسور احمد صالح الزعبي كان قامة علمية محباً للكل ويشهد له الجميع بحسن الخلق والالتزام والاتزان والتواضع والتقوى. لا يمكن أن ينزل لمستوى طالب ليشين أو أن يهمز ويلمز فيه.
إن الحادثة التي وقعت جريمة كبرى فيها خيانة للوطن وطعن في العلم وغير مقبولة ابدا وجاءت في مناسبة ذكرى يوم المعلم، وستؤثر سلبا على مكانة الاستاذ الجامعي والمعلم وكما قال بسمارك الألماني: هزمت فرنسا بالمعلم .
اذكر ذات زمن اني كنت في الجامعة الهاشمية عميدا لكلية الملكة رانيا للسياحة والتراث واتصل بي حرس الجامعة واخبروني بأن هناك طالبة ممنوعة من دخول الجامعة بسبب مذكرة من عمادة شؤون الطلبة بأنها مريضة نفسيا ومدمنة مخدرات فذهبت انا ومساعد العميد إلى بوابة الجامعة واحضرناها إلى مكتب العميد وطلبنا المرشدة النفسية في الجامعة وتابعناها إلى أن صحت واستقام وضعها وهي الآن تعمل بمؤسسة دولية.
اطرح هذا المثل مؤكدا على متابعة الطلبة وخصوصا وضعهم النفسي لأن الضغط الاجتماعي عليهم قد يسبب الانفصام والعدوانية عندهم
إن الجريمة التي حصلت لرجل فاضل. و عالم متميز رغم صعوبة تحملها من أهل المغدور والمجتمع إلا أنها أصبحت قضية وطن خلال ساعات وهي بذلك تدق جرس الخطر على مستوى التعليم و نوعية المناهج علما ان مثل هذه الحالة تكررت سابقا في الصرح حيث قام أحد الطلبة بطعن رئيس الجامعة آنذاك وفي أحد الجامعات الخاصة قام أحدهم بتكسير مبنى الرئاسة واخر في جامعة أخرى أطلق النار على استاذه.
هذا السلوك والمصاب الجلل سيؤثر على سمعة ومكانة التعليم العالي في الأردن وسيعزف الطلبة من خارج الأردن من الالتحاق بجامعتنا الأمر الذي يستدعي تقييما شاملا لمسببات العنف والشغب الجامعي للحد أو منع تكرار هذه الحوادث.
نعزي أنفسنا كما نعزي عشيرة آلزعبي وذوي البروفيسور احمد صالح الزعبي ونحتسبة عند الله شهيدا (فالمطعون شهيد) ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. لاحول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله و إنا إليه راجعون.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/04 الساعة 22:00