الحنيطي تكتب: رسالة الى دولة الرئيس

اسيل الحنيطي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/04 الساعة 12:38

احب جدا فكرة الصور البانورامية لما لها من قدرة على جمع عدة زوايا في لوحة واحدة، تكاد تشعرك بالوجود في المكان وان لم تكن وهذا هو حال مقالي اليوم، ساسرد مقتطفات من حال المواطن وساقصر في وصف المشهد فقواعد كتابة المقال لا تسمح لنا الا بعدد كلمات محدود والالتزام يا سيدي كما تعلم بداية لطريق بات الشعب يحلم به الا وهو الطريق القويم.

اسمح لي بمخاطبتك اليوم كانسان نجتمع واياه بالجنسية الاردنية ، ولنمنح لقب دولة الرئيس اجازة حتى نهاية حديثنا، ساحدثك بواقعية ومنطق، ساقص عليك بعض من رغباتنا التي باتت احلاما، ساخدك وفقا لمسميات السوشيل ميديا نحو الاردن وسادع جوردن لمن اضاءوا حساباتهم البنكية من اخر نور تبقى في اعيننا نحن الشباب.
وجوه يعتليها البؤس، وكفوف ترتجي الخلاص، ومساعي جبارة نحو الهجرة الى الفرج، احاديثهم قاحلة لا ترويها قطرة امل، لن تجد من يدعوك لفرحه، وستصدم من خبر انتحار شاب ومقتل اخر ووفاة اخرى بجرعة مخدرة، ماراثون للركض لا تسمع به سوا لهثا بغية لقمة العيش.
مع كل خبر عاجل تصدر به ارادة ملكية بتشكيل حكومة جديدة ترى جموع الاردنيين يبتسمون ابتسامة تترجم معاني اليأس مصحوبة بكلمات تخرج من افواههم مبتورة : اسماء بس اسماء، لا الومهم فهم لم يرون نهجا جديدا منذ زمن، ولم يشهدوا تحقيقا لاحلامهم، حتى الاذان الصاغية لمطالبهم باتت سلاح محرم دولي لا احد يجرؤ على استخدامه.
كما اتفقنا بتجرد وبلا خوف سانثر كلماتي وفقا لترتبيتي الاردنية المغموسة بمبادئ الولاء والانتماء فما حروفي هجوما وانما انتقادا بناءا ليستثير اهتمامكم فانتم وبعد اطلاع ودراسة عميقة لشخصكم الكريم اهل لسد اي خلل وتقويم اي معوج ومن هنا قررت ان اكتب بعدما شعرت برعشة عودة الامل الي مجددا:
الصحة:
اعلم جيدا اننا نتميز بكوادر وخدمات طبية تضاهي غيرنا، الا ان الضغط الكبيرعلى المنشات الصحية، وتباعد المواعيد، وارهاق الكوادر، والبعد المكاني لاقرب صرح طبي في بعض القرى ،اضافة الى تغيب المراقبة بشكل دوري على المنشات من حيث نظافتها واكتفائها بالمستلزمات الطبية او الكوادر البشرية بات يشعرنا بالعجز امام مرضانا وامام حقنا في الحصول على الرعاية الطبية.
التعليم:
كم كنت اود ان اكتب مديحا، فالتعليم هو قمح الحياة كما نعلم الا ان سوء الاحوال في المدارس الحكومية مؤلما يتطلب جهدا كبيرا في التخطيط والتنفيد من حيث المراقبة وسد الاحتياجات المادية والبشرية وهذا يشمل زيادة اعداد المدارس او الصفوف أيعقل 45 طالبة في صف واحد!! ، ومن جانب اخر فرسوم المدارس الخاصة باتت فوق طاقة المواطن الاردني ومن هنا احب ان انوه بان الاغلبية العظمى لمن يفضلون المدارس الخاصة على الحكومة يكمن في سوءها وتدني مستوى التعليم فيها، وفيما يخص التعليم الجامعي تتبلور تحدياته في نقص التمويل، واستمرار قبول الطلبة في تخصصات مشبعة وراكدة، والاهم غياب الانسجام بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل الاردني.
الوظائف:
لن اخوض نقاشا في ذلك فكلانا يعلم ان الواسطة والمحسوبية سيدة للموقف مهما طال الحرب معها، فالحل الجذري لست املكه بل تملكه سلطتك وتعليماتك وتوجيهاتك، ما عاد الشعب يستهويه الغباء فالوظائف المدرجة وفق الشروط المطلوبة اقرب للتعجيز وان انطبقت على سبيل الاستحالة، فالخبرة المطلوبة لا اعلم من اين ناتي بها ولا ادري ان كان طرقنا على ابواب اصحاب القرار لسنوات عديده بحثا عن واسطة تحتسب لنا منها، اما العمر فحكاية اخرى الا يعلم من وضع الشروط ان في بلدتي يتخرج المرىء منا في عمر 26 واكثر ليس ضعف دراسي فحسب وانما ضعف قد اصاب المحفظة يستدعى ان نبطىء في التخرج كي يتسنى لنا دفع المبالغ المتراكمة، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن وظيفة بلا واسطة لنصل الى يقين وايمان تام ان الامر لن يسير على ما يرام طالما ان الواسطة مفقودة وما ان وجدتها حتى يبهرك العمر المسموح له بالتقدم للوظيفة فتتنحى جانبا.
الغلاء المعيشي:
كنت اعتقد في صغر سني ان الاجور تقسم الى ثلاث الاولى: مصاريف اساسية والثانية: مصاريف ترفيهيه اما الثالثة: مصاريف طوارىء وادخار، الاردني يا صديقي يا سيدي ايا يكن اجرعمله لا يكفيه لمصاريفه الاساسية حتى، وكانما فقدت البوصلة لدينا ام انهم اصيبوا بالعمى لا زالت المعيشة تستمر في الغلاء والاجور على حالها، مسكين ايها الاردني لا زلت تعتقد بالرغم من كل هذا انك على قيد الحياة.
وفي نهاية حديثي، ستؤلمك اردنيتك حينما تجلس مع مواطن يعمل في قطاع خاص/اعمال خطرة لمدة 11 ساعة وباجر يساوي 400 دينار ومسؤولياته 5 افراد، وهذا المثال في اعين الطبقة الكادحة امثالنا يعتبر "مرتاح" امام غيره.
دولة الرئيس د.جعفر حسان: الا يحق للاردني ان يرتاح؟

مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/04 الساعة 12:38