نرجع لـ 'شدّينا ع الخيل الضمَّر'
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:10
... الأردنيون مقسمون ما بين حزب ماغي فرح وحزب ليلى عبداللطيف وحزب ميشيل الحايك.. منذ شهر وكلما فتحت هاتفي، وجدت توقعات هؤلاء الثلاثة ترسل لي على (الواتس أب)..المهم لدينا ماذا قالت ليلى عبداللطيف، والمهم أن توقعات ميشيل الحايك نجحت.. لم يرسل لي أحد اقتباسا من كتب (هنري كيسنجر)، لم يرسل أحد صفحة من كتاب هيكل: (إيران فوق البركان).. المهم ليلى عبداللطيف.حتى نفهم إيران هل قرأ أحد تقسيمات المجتمع الإيراني؟.. هل قرأ أحد (الإثني عشرية) مثلا واختلافاتها الجذرية عن الزيدية.. هل قرأ أحد مثلا قصة علي كركي أحد قادة حزب الله ولماذا يوجد في درعا حي كامل يحمل اسم الكرك.. ولماذا توجد عائلة في لبنان اسمها الكركي.. وما هو ارتباطهم بالجغرافيا الأردنية.. المهم ما قال ميشيل الحايك.. المهم أن نقول على الفيس بوك إن الضربة الإيرانية لعبة وإن ما حدث مسرحية..كل شيء في العالم نفسره على هوانا.. ونكفر من نريد ونعطي شهادات الأخلاق لمن نريد.حتى نفهم إيران جيدا ونعرف هل هي صديق أم عدو، هل قرأ أحد منا تاريخ الثورة في إيران.. حياة الخميني مثلا وحجم ما أنتج من رسائل وتأثيره في المذهب الإثني عشري.. هل قرأ أحد منا الفوارق في السلطة ما بين الرئيس والمرشد الأعلى ومن يملك زمام القرار.. هل قرأ أحد عن تقسيمات الجيش.. هل يعرف أحد منا حدود إيران وما هي نسبة الأكراد من السكان ونسبة العرب ونسبة القوميات الأخرى؟المهم أن نعطي صكوك البراءة على الفيس بوك، والمهم أن نحدد أن الصواريخ لعبة ومسرحية.. من المهم أيضا أن نتداول صورنا مع الصواريخ ونضحك.. من المهم أن نحول اللحظات التاريخية إلى (مسخرة).. ومن المهم أن يحظى مقطع على التيك توك لأردني يشعل سيجارته من صاروخ إيراني بمئات التعليقات.. بالمقابل ما كتبه علي الوردي ومحمد عابد الجابري وبرهان غليون عن الموروث والعقل العربي وطرائق تفكيرنا.. ما زال مركونا على الرفوف وقد غطاه الغبار.حزنت أمس وأنا أشاهد الناس تتعامل مع المنعطفات التاريخية بطريقة المسخرة.. حزنت من أردني يعرض بقايا صاروخ للبيع (خردة).. هل هكذا نحمي الجبهة الداخلية؟وفي النهاية تنظر للفيس بوك وتكتشف.. أننا في مسرح وأن الصواريخ لعبة.. وننظر للأحداث من منطق (التسلاية) لا أكثر ولا أقل.. دون أن ندري أن المنطقة تمر بمخاض عسير، دون أن ندري أن عدونا قرر تغيير شكل الشرق الأوسط..حين ذهب صديقنا عبدالله أبو رمان إلى إيران سفيرا، أمضى نصف وقته في قراءة الشخصية الإيرانية وفي قراءة المجتمع.. وحين كان يأتي لعمان يخبرنا بأشياء نجهلها، لكننا كنا نؤسس عليها في الحكم على حركة السياسة الإيرانية.. لم أشاهد صديقنا أبو رمان على شاشة أردنية للآن يحلل لنا الوضع أو المشهد..لقد تبين لي أن تجربتنا مع ليلى عبداللطيف وميشيل الحايك.. أكثر قوة وثقة من تجربتنا في بعض المجالات.وهذه الليلة سنعود لكي نتشاجر على (إكس) والفيس بوك.. ونعيد ذات الرواية بأن الضربة لعبة والصواريخ مسرحية.. وشدينا ع الخيل الضمر.. يوم الغارة ما تتعثر.مشان الله نرجع لسميرة توفيقAbdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:10