هدر الغذاء.. ألم تتعظوا بعد!
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/01 الساعة 00:20
لست مستغربا من كميات هدر الطعام عند الاردنيين، فهو امر اعتدنا عليه، غير اني استغرب ان هناك من لايزال يهدر الطعام بالرغم مما يشاهده في العالم والمنطقة من مجاعات ونقص حاد بالغذاء، والسؤال هنا ألم نتعظ مما يحدث ونشاهد ام ان غياب وانعدام المسؤولية وصل لحدود لا عودة ولا رجوع عنها؟.الارقام التي تتحدث عن كميات الغذاء الذي يتم هدره بالاردن سنويا «مرعبة» وخاصة في مثل هذه الاوقات التي تعيش فيها المنطقة حالة من التضخم وارتفاع الاسعار وانقطاع الاغذية وحرمان الملايين منها، وهنا سأكون واضحا ولن ادعوكم «للتوقف عن الأكل» او «عمل دايت» بقدر ما ادعوكم الى التحكم بانماط الاستهلاك وايقاف بعض من التصرفات الاستهلاكية المنبوذة كالولائم المبالغ فيها وغيرها من أنماط الهدر.تخيلوا ان كمية الطعام المهدور تكفي لما يقارب 1.5 مليون مواطن وفقير ومحتاج ممن يعانون اوضاعا اقتصادية صعبة حاليا جراء الظروف والمتغيرات وتراجع بعض القطاعات، والاهم انها تهدد «امننا الغذائي» خاصة اننا نستورد غالبية احتياجاتنا الغذائية من مختلف دول العالم التي تعاني حاليا من متغيرات مناخية تسببت بتراجع الانتاج، ما يجعل الطلب عليها يرتفع مقابل انخفاض المعروض فترتفع الاسعار.التقديرات تقول ان كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلوغرام من الطعام سنويا بما يعادل"1.1 مليون طن» من الغذاء وهي كمية تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 1.5 مليون شخص لمدة عام كامل، ما يجعل الجميع يتوقف ويصفن كثيرا بهذه الارقام المرعبة لمعالجتها من خلال وضع «خطط توعوية» قادرة على وقف الهدر او الحد منه من خلال المدارس والجامعات والمساجد والنشرات الاعلامية التي تبين سلبيات الهدر.الهدر لدينا لايتوقف عند الطعام بل يصل للمياه والدواء والمحروقات وهذا يعني ان لدينا خللا في نمط الاستهلاك في المجتمع وغياب الوعي الاستهلاكي وعدم المسؤولية باستهلاك السلع الاساسية، فتخيلوا اننا من افقر دول العالم بالمياه ولدينا فاقد مياه يصل لـ 45%، وتخيلوا اننا لا ننتج الوقود ونستورده غير ان نسب الهدر تصل الى ما يزيد عن 20% وغيرها الكثير من السلع التي يتم هدرها.خلاصة القول، ان صون النعم التي من الله علينا بها امر واجب ويعود علينا بالنفع، وكما ان الهدر اسراف والاسراف محرم بكافة الاديان السماوية، لهذا علينا المحافظة على الغذاء والماء وعدم التهاون بهدرها لكي لا تنقلب علينا النعم ونصبح على هدرها نادمين، فاوقفوا الولائم وقاطعوها واكتفوا بما يسد رمقكم وجوعكم دون اسراف وهدر، ألم تتعظوا ممن حولكم وما تشاهدونه من جوع وعطش وحاجة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/10/01 الساعة 00:20