عبيدات تكتب: بنظرات وملامح حادة: خطاب الملك يشعل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/25 الساعة 13:45
"الواقع الأليم الذي يتجلى أمام الكثيرين هو أن بعض الشعوب هي فعليا فوق القانون الدولي، وأن العدالة الدولية تنصاع للقوة، وأن حقوق الإنسان انتقائية؛ فهي امتياز يمنح للبعض ويحرم البعض الآخر منه حسب الأهواء".
هذا ماتحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني بخطابة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها 79، لم يكن خطاب الملك الا حاملًا لمضامين مهمه عجزت شعوب ورؤساء أقطاب كبرى أن يتحدثون عنها.
بملامح غاضبة وبلغة جسدية قوية عبر جلالته عن أسفه الكبير بوقوف شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلا حراك وهم على بعد أميال قليلة من أهالنا في قطاع غزة، وبكلمات قوية وضع الملك العالم أجمع أمام الصورة الحقيقة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ سنوات عدة دون وجود حلول تخدم مصالحهم وتعطيهم حقوقهم المشروعة على أرضهم.
لم يتجاهل الملك مايحدث من مزاجيه بوجود شعوب فوق القانون وعدم محاسبتهم عما يقومون به من أعمال تضر بالمدنيين وتخلق الفوضى في العالم، ليؤكد أن حقوق الانسان انتقائية ولا وجود للمساواة بين الدول إذ يمنح بعضهم كامل الصلاحيات ويحرك البعض الآخر منه بحسب الأهواء والقوة السياسية التي يتمتعون بها.
تتدرج الملك في خطابة بالحديث عن مايحدث في غزة من إبادة جماعية وقتل للمدنيين واستهداف للصحفيين منذ أكثر من 355 يومًا من بدء العدوان الصهيوني الغاشم على غرة، فقد وصف جلالته مايحدث بـ "فضائع غير مسبوقة" بغضب شديد.
ولم يتجاهل جلالته مايحدث في لبنان من تصعيد كبير استهدف المدنيين ليؤكد على ضرورة وقفه لأنه ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، هذا الأمر كشف متابعة ملكية وبعيون ثاقبة مايحدث في جميع الدول عن كثب وبإهتمام شديد.
وبالعودة لخطاب الملك سنرى تأكيده وبشكل واضح على أن الأردن لم ولن يكون وطن بديل للفلسطينيين ولن يقبل بالتهجر القسري لهم على مدار 57 عامًا من الظلم وسلب الحقوق والحريات العامة لهم واحتلال أرضهم دون أدنى حق.
خطاب كشف عن الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني بإمكانيات واضحه تمتع بها العدو ووضع معاهدات السلام مع الدول العربية بالمقدمه لخفي الوجه الحقيقي وهو التمتع بـ "حصانة" جعلتهم ينظرون لأنفسهم أنهم دولة فوق القانون ولا يمكن محاسبتهم.
خطاب وجه للعالم أجمع رسالة واضحه من موقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية التي تعد من أولويات الهواشم والتي لا يمكن الحياد عنها مهما بلغت الظروف، خطاب كشف عن فشل العالم سياسيًا بإدارة الأزمة التي تعرض لها أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2024.
"لقد كان والدي رجلا قاتل من أجل السلام إلى آخر رمق، ومثل والدي تماما، فإنني أرفض أن أترك لأبنائي أو لأبنائكم مستقبلا يحكمه الاستسلام"، وبهذه الكلمات انهى جلالته خطابة ببث روح القوة للشعب الأردني بوجود قائد عظيم لا يرضى إلا أن يكون شعبة قويًا راسخًا معطاءً لا يحكمة الاستسلام وإنما هو حرًا طليقًا في كل زمان ومكان.
حمى الله الأردن بلدًا شامخًا عزيزًا قويًا بقوة وإيمان شعبه العظيم وبحكمة وحنكة قائده المُفدى.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/25 الساعة 13:45