الباشا الخليلي يكتب: الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة.. 'قيادة حكيمة ورؤية ثاقبة'

مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/25 الساعة 12:01

مدار الساعة - كتب: اللواء الركن المتقاعد موسى الخليلي - في جلسة افتتاحية الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني كلمة تاريخية تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه العالم اليوم، وتبرز الدور الريادي للأردن في الدعوة إلى السلام والعدالة الإنسانية.

بدأ جلالة الملك كلمته بدعوة قوية لإنشاء بوابة إنسانية دولية لغزة، مشددًا على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تكون وسيلة للإنقاذ وليس أداة للحرب. وأكد جلالته أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته في تقديم الغذاء والماء النظيف والأدوية والإمدادات الحيوية الأخرى للفلسطينيين الذين يعانون من ظروف إنسانية كارثية.
أشار جلالة الملك إلى الفشل السياسي العالمي في حماية المدنيين في غزة، مؤكدًا أن الإنسانية لا يجب أن تفشل في هذا الاختبار. ودعا المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية حماية للفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة، مشددًا جلالته على أن التصعيد يجب أن يتوقف، وأن لا دولة في المنطقة تستفيد من التصعيد. لم يتردد جلالة الملك في انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قتلت عددًا غير مسبوق من الأطفال والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني والطبي. وأكد جلالته أن مستوى الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في غزة لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
أكد جلالة الملك بشكل قاطع أن الأردن لن يقبل أبدًا بفكرة الوطن البديل للفلسطينيين، مشددًا على أن التهجير القسري للفلسطينيين يعد جريمة حرب. وأشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت السلام واختارت المواجهة بدلاً من ذلك. في ختام كلمته، دعا جلالة الملك إلى تحقيق السلام العادل المبني على القانون الدولي والعدالة وحقوق الإنسان المتساوية. وأكد أن العالم يجب أن يتحد حول هذه المبادئ لضمان مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
إن كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في الأمم المتحدة كانت دعوة صريحة وواضحة للسلام والعدالة الإنسانية. جلالته أكد على أهمية التحرك الدولي لحماية المدنيين وضمان حقوق الإنسان، مشددًا على أن الإنسانية يجب أن تنتصر في هذا الاختبار الصعب. إن هذه الكلمة تعكس الدور الريادي للأردن في الدعوة إلى السلام والعدالة، وتبرز التزام جلالة الملك بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين ودعم الجهود الإنسانية في المنطقة.
إن جلالة الملك عبد الله الثاني، بحكمته ورؤيته الثاقبة، يواصل قيادة الأردن بجدارة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. جلالته لا يدافع فقط عن حقوق الفلسطينيين، بل يسعى أيضًا لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة بأسرها. إن التزامه الثابت بالعدالة والإنسانية يجعل منه قائدًا عالميًا يحظى بالاحترام والتقدير على الساحة الدولية. كلمته في الأمم المتحدة كانت تجسيدًا لرؤية عميقة وشجاعة، تعكس التزامه الراسخ بتحقيق السلام العادل والدائم، ليس فقط لشعبه، بل للإنسانية جمعاء.
إننا نفاخر بقيادتكم الحكيمة وجهودكم المستمرة في تعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية والدفاع عن قضايا الأمة العادلة. نسأل الله أن يوفق جلالتكم في مساعيكم النبيلة وأن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه. حفظ الله الأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني، وأدام علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية نعمة الأمن والاستقرار.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/25 الساعة 12:01