ثلاث 'نصائح اقتصادية' للرئيس وفريقه

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/23 الساعة 00:56
الاقتصاد لايحتاج خبرة بقدر ما يحتاج للواقعية والابتعاد عن"الخيال والمجاملات والشعبويات"ولهذا انصحك بحكم معرفتي البسيطة «بثلاث نصائح» تتعلق بالاقتصاد الوطني، فان سلكتها تنجح بما تفكر وتخطط وتسعى وان تجاهلتها «فلن يرضى عنك الاغنياء و لا الفقراء» كما غيرك، فهل تأخذ بها؟.
اولى هذه النصائح تكمن في المكاشفة واشراك المواطنين بالهموم الاقتصادية بعيدا عن لغة التجميل، ووضعهم في حقيقية الاجراءات الاقتصادية اولا باول، وذلك لاعادة المواطنين الى الواقع الاقتصادي للمملكة بعدما ان هيئ وصور لهم من قبل بعض «الشعبوين والمزاودين» الذين يستغلون «صمت الحكومات» وخوفها من المواجة على اننا دولة نفطية غنية الا ان الفساد انهكها.
انصحك هذه النصيحة لانني استشففت خلال الثلاث سنوات الماضية امورا خطيرة ويجب ان تعالج، فتخيل دولتك انه وبالرغم من كل حالة الاستقرار الاقتصادي التي نعيشها سواء النقدي او المالي رغم كل الظروف والويلات والجحيم الذي أحاطنا على امتداد اربع سنوات ولم يتغير علينا شيئا لا معاشا ولا طعاما و لاشرابا ولم ترتفع لدينا اي سلعة كما في دول اخرى بالعالم والاقليم،الا ان حالة التذمر والشكوى والانتقاد و الطلبات قد زادت حد الجنون وفي ظروفا هي الاصعب اقتصاديا في تاريخ المملكة.
لربما ستسالني دولتك لماذا زادت عن حدها، وهنا الجواب واضح «وضوح الشمس» ويكمن بغياب المكاشفة واشراك المواطنين بواقع"حال الاقتصاد» وحجم التحديات وما اتخذ من اجراءات ونتائجها، وماذا لو لم تتخذ هذه الاجراءات وما اثرها على الاقتصاد الوطني ومعاشهم كما اجراء «المديونية» التي يتخيل الجميع وكل من انتقد الحكومة السابقة على ارتفاعها بانها كانت لاجل"الترفيه والفساد" وليست لاجل استقرارهم.
النصيحة الثانية ابتعد باقتصادنا عن الشعبويات والمجاملات، فالاقتصاد والمجاملة لايلتقيان ويدفع ثمنها اجلا ام عاجلا الوطن وتتوارثها الاجيال المقبلة، اقول هذه النصيحة لان البعض من ممثلي القطاعات والشعبوين والنواب اصبحوا يعتمدون الصوت العالي والهجوم المسبق على كل اجراء وقرار لاجل مصالحهم الشخصية والشعبوية، وهنا ما عليك الا ان تواجههم بالحجة والتوضيح للشعب نفسه وان تسبقهم دائما بخطوتين.
النصيحة الاخيرة، لا تحيد عن طريق رؤية التحديث الاقتصادي والادراي حتى ان كان لك افكارا اخرى فما اتفق علية الجميع دائما ما يكون الخيار والطريق الصحيح،فالرؤية يا دولة الرئيس وانت من شهد عليها يوما بيوم لم تترك شاردة ولا واردة الا وتطرقت لها لا بل انها استبقت الكثير مما نفكر فيها باميال.
الخلاصة، ان غياب المكاشفة ووضع المواطنين في حقيقة الاوضاع الاقتصادية الحقيقية، جعل الكثيرين من المواطنين لا يشعرون «بقيمة الانجاز» الذي تحقق بمواجهة اخطر «ثلاث تحديات» مرت على المملكة وانتصرنا عليها فشهد لنا العالم بقصة نجاح وللاسف انكرت من البعض حتى اذا اشدنا بها نتهم سريعا بالتسحيج، فعدم المكاشفة جعلهم يشعرون بان كل ما حدث ويحدث من حولنا مسلسل تركي وفيلم بهوليود، ولهذا انصحك باشراكهم ومكاشفتهم وتحديدا بـ «ملف المديونية».
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/23 الساعة 00:56