السفير فؤاد اخريف: 120 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية بين الأردن والمغرب.. وإعادة تشغيل خط الطيران المباشر.. ضرورة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/22 الساعة 12:08
مدار الساعة - أكد سفير المملكة المغربية لدى الأردن فؤاد أخريف أن العلاقات الأردنية المغربية "علاقات قوية ومتجذرة" و"نموذج" يحتذى به، سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف، تجاه القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة بشكل عام. وأشاد السفير فؤاد اخريف بدور الأردن الوازن، بقيادة جلالة الملك ضمن منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية وبسياساته الحكيمة الرامية إلى تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.وشدد السفير اخريف في مقابلة لـ مدار الساعة على ان الأردن والمغرب يعملان حاليا على بناء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية. وقد جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب بتاريخ 27 مارس/آذار 2019 كما أسلفت لتعطي لهذه العلاقات بعدا جديدا وملموسا.ونوه السفير المغربي بأن إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان ضرورة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والإنسانية بين البلدين، كما يعتبر مطلبا ملحا للجالية المغربية المقيمة بالأردن أو للجالية الأردنية المقيمة بالمغرب، ولعدد كبير من المواطنين العرب والأجانب المقيمين في هذا البلد أو ذاك، وتتواصل الجهود المشتركة في الوقت الحالي، لإعادة تشغيل هذا الخط في أقرب الآجال.إلى مفاصل اللقاء:
بداية، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لمنبركم الصحفي الوازن على متابعته المستمرة لأخبار بلدي المملكة المغربية ولتسلطيه الضوء على قضاياها الوطنية، مثمنا مهنية واحترافية طاقمها، ورغبته المتواصلة في تقريب التطورات والمستجدات التي يعرفها المشهد المغربي إلى قراءه في داخل الأردن الشقيق وخارجه. العلاقات الاردنية المغربية:لعل أحسن توصيف في نظري للعلاقات بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة هي كونها علاقات قوية ومتجذرة، ترتكز على وشائج الأخوة والروابط التاريخية المتينة، وعلى التعاون المثمر والتضامن الفعال والتنسيق والتشاور المستمر، تم إرساء أسسها من طرف المغفورين لهما الملك الحسن الثاني والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وطورها بعد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخاه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظهما الله، وأعطياها زخما قويا ونقلاها إلى مرحلة الشـراكة الاستراتيجية. وقد تجسد ذلك بالخصوص خلال الزيارة الهامة لجلالة الملك عبد الله إلى المغرب في 28 مارس/أذار 2019، بدعوة من أخيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله.ونحن نتحدث عن العلاقات المغربية الأردنية، أود الإشارة إلى أن الذاكرة المغربية تسترجع باعتزاز بالغ حدثين هامين في تاريخ ومسار هذه العلاقات الوطيدة بين البلدين، ويجسدان التضامن الموصول بين البلدين:أولا: المشاركة الأردنية المتميزة في المسيرة الخضـراء المظفرة، سنة 1975، لاسترجاع المغرب أقاليمه الصحراوية في الجنوب، بوفد رفيع المستوى ضم 41 شخصية.ثانيا: افتتاح الأردن الشقيق لقنصليته في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية في 4 مارس 2021.هنا اسمحوا لي أن أفتح قوسا للإشادة بالموقف الثابت والراسخ للمملكة، بقيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تجدد المملكة الشقيقة التأكيد عليه في جميع المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، يقابله موقف مغربي ثابت وموصول، قوامه التضامن الكامل مع الأردن والوقوف بقوة معه ضد كل ما قد يتهدده من أخطار، ودعم كل ما تتخذه السلطات الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، من إجراءات لصون أمن البلاد والحفاظ على استقرارها ووحدة أراضيها. على مستوى التنسيق والتشاور السياسي بين المملكتين الشقيقتين، فإنه يمكنني الجزم بأن العلاقات بين الأردن والمغرب تعتبر نموذجا يحتذى به، سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف، تجاه القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة بشكل عام. والبلدان يحرصان على تعزيز هذا النهج التشاوري المتأصل في علاقاتهما. وهنا لابد من الإشادة بدور الأردن الوازن، بقيادة جلالة الملك، حفظه الله، ضمن منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية وبسياساته الحكيمة الرامية إلى تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.بطبيعة الحال هناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين على مختلف المستويات، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة العربية ومن بينها الحرب على غزة ومواقف بلدينا متطابقة في هذا الاتجاه. دون مزايدات
البعد التضامني والدعم الموصول للقضية الفلسطينية ولسكان غزة، دون مزايدات ولا شعارات جوفاء، نجده أيضا من القواسم المشتركة في السياسة الخارجية الرزينة للبلدين وأحد ثوابتها، ونجد من تجلياته المساعدات الإنسانية المتتالية التي يقدمها البلدان للأشقاء الفلسطينيين في غزة. فالأردن قدم ولازال العديد من المساعدات الإنسانية سواء عبر الإنزالات الجوية أو القوافل الإغاثية.نفس الأمر بالنسبة للجانب المغربي، واسمحوا لي هنا أن أذكر على سبيل المثال لا الحصـر، بالمساعدات الطبية التي قدمها المغرب مؤخرا والتي حرص جلالة الملك محمد السادس، على التكفل شخصيا من ماله الخاص بجزء كبير منها، فضلا عن المساعدات التي قدمها في شهر رمضان الماضي وأخرى في أكتوبر 2023، موازاة مع إيصال مساعدات أخرى إلى ساكنة القدس، عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، الأداة التنفيذية للجنة القدس، التي تعمل على دعم صمود المقدسيين وتوفير الظروف المناسبة لعيشهم الكريم، من خلال تمويل مشاريع متعددة في قطاعات مختلفة كالصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف".وزن البلدين
كما أنه بالنظر لوزن البلدين ودورهما الفعال في منطقتيهما والعالم العربي عموما، وما تحظى به القضية الفلسطينية وموضوع القدس الشـريف من عناية خاصة لدى العاهلين الكريمين (رئاسة لجنة القدس/ الوصاية الهاشمية وهي أدوار تكاملية في هذا الملف بالذات، وتهدف إلى الحفاظ على الوضع القانوني والطابع الحضاري، العربي الإسلامي والمسيحي للقدس)، هناك تنسيق مستمر وتشاور دائم بين المملكتين حول تطورات القضية الفلسطينية وموضوع القدس الشـريف.على مستوى التعاون القطاعي، نلاحظ اليوم أننا نتوافر حاليا على إطار قانوني يزيد على 120 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية، تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية والطاقة والمعادن والرياضية والشؤون الاجتماعية، ونحن بصدد مراجعة وتحيين هذا الإطار لجعله أكثر ملاءمة مع التطورات ومتطلبات التعاون الثنائي.ويعمل البلدان حاليا على بناء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية. وقد جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب بتاريخ 27 مارس/آذار 2019 كما أسلفت لتعطي لهذه العلاقات بعدا جديدا وملموسا. كما أن البلدان يتوفران على رافد آخر لتعزيز التعاون الثنائي، من خلال آلية اللجنة العليا المشتركة العليا يرأسها السيد رئيس الحكومة من الجانب المغربي ومعالي رئيس مجلس الوزراء من الجانب الأردني، وكنا نأمل في عقدها في غضون الأشهر الستة الأولى من هذه السنة، إلا أن الظروف والإكراهات التي تمر بها المنطقة حالت دون ذلك للأسف، والأمل أن نتمكن من عقد الدورة المقبلة في الفترة القادمة، بحول الله، لإعطاء كل مجالات التعاون الثنائي زخما جديدا، يرقى إلى طموحات العاهلين الكريمين وتطلعات البلدين الشقيقين. فالملاحظ ان، التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري يظل دون مستوى تطلعات البلدين وإمكانياتهما، رغم وجود إطار قانوني جذاب سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف.لرجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدينلذا، فالدعوة موجهة لرجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدين من أجل الانخراط في الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية الأردنية والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يتيحها اقتصادا البلدين وقوانينهما المحفزة، مع العمل على الرفع من حركة الانسياب التجاري وتسهيل مهمة التجار والمصدرين والمستوردين الأردنيين والمغاربة، كما أن المغرب قد يكون بوابة رجال الأعمال الأردنيين نحو القارة الافريقية والأردن بوابة نظرائهم المغاربة نحو آسيا. خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان
ويبقى إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان ضرورة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والإنسانية بين البلدين، كما يعتبر مطلبا ملحا للجالية المغربية المقيمة بالأردن أو للجالية الأردنية المقيمة بالمغرب، ولعدد كبير من المواطنين العرب والأجانب المقيمين في هذا البلد أو ذاك، وتتواصل الجهود المشتركة في الوقت الحالي، لإعادة تشغيل هذا الخط في أقرب الآجال.على مستوى التعاون الثقافي بين البلدين، يجب التذكير بأن هذا التعاون ساهم بدور بارز، منذ منتصف السبعينيات، في تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين البلدين الشقيقين، والتعريف بحضارة وثقافة كل واحد منهما، غير أن وضعه الحالي لا يرقى إلى مستوى تطلعات البلدين ويبقى في الإمكان تطوير هذا التعاون بالنظر لما يعتري البلدان من رغبة مشتركة وما يتوفران عليه من إمكانيات.على المستوى الإنساني أود الإشارة إلى وجود جالية أردنية مهمة منسجمة ومتآلفة مع المجتمع المغربي، في مقابل اندماج عدد كبير من المواطنين المغاربة في المجتمع الأردني، يساهمون جميعا في تعزيز تلك الروابط والعلاقات الإنسانية بين البلدين الشقيقين. عموما، فإن آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين تظل واعدة جدا ومبشـرة، ونعول على الجهود المشتركة للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات وطموح قائدي البلدين، حفظها الله.كلمة أخيرة:
أجدد الشكر والثناء في الختام لمنبركم الإعلامي الموقر على هذه الفرصة التي أتاحها لي للتواصل مع قرائكم الكرام، متمنيا له كامل التوفيق والنجاح، وللشعب الأردني العزيز مزيدا من النماء والرخاء، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله.
بداية، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لمنبركم الصحفي الوازن على متابعته المستمرة لأخبار بلدي المملكة المغربية ولتسلطيه الضوء على قضاياها الوطنية، مثمنا مهنية واحترافية طاقمها، ورغبته المتواصلة في تقريب التطورات والمستجدات التي يعرفها المشهد المغربي إلى قراءه في داخل الأردن الشقيق وخارجه. العلاقات الاردنية المغربية:لعل أحسن توصيف في نظري للعلاقات بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة هي كونها علاقات قوية ومتجذرة، ترتكز على وشائج الأخوة والروابط التاريخية المتينة، وعلى التعاون المثمر والتضامن الفعال والتنسيق والتشاور المستمر، تم إرساء أسسها من طرف المغفورين لهما الملك الحسن الثاني والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وطورها بعد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخاه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظهما الله، وأعطياها زخما قويا ونقلاها إلى مرحلة الشـراكة الاستراتيجية. وقد تجسد ذلك بالخصوص خلال الزيارة الهامة لجلالة الملك عبد الله إلى المغرب في 28 مارس/أذار 2019، بدعوة من أخيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله.ونحن نتحدث عن العلاقات المغربية الأردنية، أود الإشارة إلى أن الذاكرة المغربية تسترجع باعتزاز بالغ حدثين هامين في تاريخ ومسار هذه العلاقات الوطيدة بين البلدين، ويجسدان التضامن الموصول بين البلدين:أولا: المشاركة الأردنية المتميزة في المسيرة الخضـراء المظفرة، سنة 1975، لاسترجاع المغرب أقاليمه الصحراوية في الجنوب، بوفد رفيع المستوى ضم 41 شخصية.ثانيا: افتتاح الأردن الشقيق لقنصليته في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية في 4 مارس 2021.هنا اسمحوا لي أن أفتح قوسا للإشادة بالموقف الثابت والراسخ للمملكة، بقيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تجدد المملكة الشقيقة التأكيد عليه في جميع المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، يقابله موقف مغربي ثابت وموصول، قوامه التضامن الكامل مع الأردن والوقوف بقوة معه ضد كل ما قد يتهدده من أخطار، ودعم كل ما تتخذه السلطات الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، من إجراءات لصون أمن البلاد والحفاظ على استقرارها ووحدة أراضيها. على مستوى التنسيق والتشاور السياسي بين المملكتين الشقيقتين، فإنه يمكنني الجزم بأن العلاقات بين الأردن والمغرب تعتبر نموذجا يحتذى به، سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف، تجاه القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة بشكل عام. والبلدان يحرصان على تعزيز هذا النهج التشاوري المتأصل في علاقاتهما. وهنا لابد من الإشادة بدور الأردن الوازن، بقيادة جلالة الملك، حفظه الله، ضمن منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية وبسياساته الحكيمة الرامية إلى تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.بطبيعة الحال هناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين على مختلف المستويات، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة العربية ومن بينها الحرب على غزة ومواقف بلدينا متطابقة في هذا الاتجاه. دون مزايدات
البعد التضامني والدعم الموصول للقضية الفلسطينية ولسكان غزة، دون مزايدات ولا شعارات جوفاء، نجده أيضا من القواسم المشتركة في السياسة الخارجية الرزينة للبلدين وأحد ثوابتها، ونجد من تجلياته المساعدات الإنسانية المتتالية التي يقدمها البلدان للأشقاء الفلسطينيين في غزة. فالأردن قدم ولازال العديد من المساعدات الإنسانية سواء عبر الإنزالات الجوية أو القوافل الإغاثية.نفس الأمر بالنسبة للجانب المغربي، واسمحوا لي هنا أن أذكر على سبيل المثال لا الحصـر، بالمساعدات الطبية التي قدمها المغرب مؤخرا والتي حرص جلالة الملك محمد السادس، على التكفل شخصيا من ماله الخاص بجزء كبير منها، فضلا عن المساعدات التي قدمها في شهر رمضان الماضي وأخرى في أكتوبر 2023، موازاة مع إيصال مساعدات أخرى إلى ساكنة القدس، عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، الأداة التنفيذية للجنة القدس، التي تعمل على دعم صمود المقدسيين وتوفير الظروف المناسبة لعيشهم الكريم، من خلال تمويل مشاريع متعددة في قطاعات مختلفة كالصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف".وزن البلدين
كما أنه بالنظر لوزن البلدين ودورهما الفعال في منطقتيهما والعالم العربي عموما، وما تحظى به القضية الفلسطينية وموضوع القدس الشـريف من عناية خاصة لدى العاهلين الكريمين (رئاسة لجنة القدس/ الوصاية الهاشمية وهي أدوار تكاملية في هذا الملف بالذات، وتهدف إلى الحفاظ على الوضع القانوني والطابع الحضاري، العربي الإسلامي والمسيحي للقدس)، هناك تنسيق مستمر وتشاور دائم بين المملكتين حول تطورات القضية الفلسطينية وموضوع القدس الشـريف.على مستوى التعاون القطاعي، نلاحظ اليوم أننا نتوافر حاليا على إطار قانوني يزيد على 120 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية، تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية والطاقة والمعادن والرياضية والشؤون الاجتماعية، ونحن بصدد مراجعة وتحيين هذا الإطار لجعله أكثر ملاءمة مع التطورات ومتطلبات التعاون الثنائي.ويعمل البلدان حاليا على بناء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية. وقد جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب بتاريخ 27 مارس/آذار 2019 كما أسلفت لتعطي لهذه العلاقات بعدا جديدا وملموسا. كما أن البلدان يتوفران على رافد آخر لتعزيز التعاون الثنائي، من خلال آلية اللجنة العليا المشتركة العليا يرأسها السيد رئيس الحكومة من الجانب المغربي ومعالي رئيس مجلس الوزراء من الجانب الأردني، وكنا نأمل في عقدها في غضون الأشهر الستة الأولى من هذه السنة، إلا أن الظروف والإكراهات التي تمر بها المنطقة حالت دون ذلك للأسف، والأمل أن نتمكن من عقد الدورة المقبلة في الفترة القادمة، بحول الله، لإعطاء كل مجالات التعاون الثنائي زخما جديدا، يرقى إلى طموحات العاهلين الكريمين وتطلعات البلدين الشقيقين. فالملاحظ ان، التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري يظل دون مستوى تطلعات البلدين وإمكانياتهما، رغم وجود إطار قانوني جذاب سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف.لرجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدينلذا، فالدعوة موجهة لرجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدين من أجل الانخراط في الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية الأردنية والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يتيحها اقتصادا البلدين وقوانينهما المحفزة، مع العمل على الرفع من حركة الانسياب التجاري وتسهيل مهمة التجار والمصدرين والمستوردين الأردنيين والمغاربة، كما أن المغرب قد يكون بوابة رجال الأعمال الأردنيين نحو القارة الافريقية والأردن بوابة نظرائهم المغاربة نحو آسيا. خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان
ويبقى إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان ضرورة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والإنسانية بين البلدين، كما يعتبر مطلبا ملحا للجالية المغربية المقيمة بالأردن أو للجالية الأردنية المقيمة بالمغرب، ولعدد كبير من المواطنين العرب والأجانب المقيمين في هذا البلد أو ذاك، وتتواصل الجهود المشتركة في الوقت الحالي، لإعادة تشغيل هذا الخط في أقرب الآجال.على مستوى التعاون الثقافي بين البلدين، يجب التذكير بأن هذا التعاون ساهم بدور بارز، منذ منتصف السبعينيات، في تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين البلدين الشقيقين، والتعريف بحضارة وثقافة كل واحد منهما، غير أن وضعه الحالي لا يرقى إلى مستوى تطلعات البلدين ويبقى في الإمكان تطوير هذا التعاون بالنظر لما يعتري البلدان من رغبة مشتركة وما يتوفران عليه من إمكانيات.على المستوى الإنساني أود الإشارة إلى وجود جالية أردنية مهمة منسجمة ومتآلفة مع المجتمع المغربي، في مقابل اندماج عدد كبير من المواطنين المغاربة في المجتمع الأردني، يساهمون جميعا في تعزيز تلك الروابط والعلاقات الإنسانية بين البلدين الشقيقين. عموما، فإن آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين تظل واعدة جدا ومبشـرة، ونعول على الجهود المشتركة للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات وطموح قائدي البلدين، حفظها الله.كلمة أخيرة:
أجدد الشكر والثناء في الختام لمنبركم الإعلامي الموقر على هذه الفرصة التي أتاحها لي للتواصل مع قرائكم الكرام، متمنيا له كامل التوفيق والنجاح، وللشعب الأردني العزيز مزيدا من النماء والرخاء، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/22 الساعة 12:08