التل يكتب: الانتخابات النيابية.. احتواء لا مناكفة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/19 الساعة 00:06
من حق الجميع، بل من الواجب تحليل نتائج الانتخابات النيابية الاردنية التي جرت يوم العاشر من الشهر الجاري، لمعرفة اتجاهات الرأي العام الاردني، والعوامل المؤثرة فيه، والقوى التي توجهه، والقضايا التي تشغله.
وحتى يكون التحليل موضوعيا وحقيقيا يجب التحلي بالموضوعية، والاعتراف بالحقائق على الارض. فليس من الموضوعية في شيء، استغلال نتائج الانتخابات النيابية للهجوم على التيار الاسلامي، وما يمثله واستخدام مصطلحات غير واقعية كوصفة (بالتنين)، و(بالشبح)، ومن يقول ذلك فهو بعيد عن الاردنيين ولا يفهم ثقافتهم وتوجهاتهم واولوياتهم، فالتيار الإسلامي ليس تنينا مخيفا بدليل نسبة الاردنيين الذين يطمئنون اليه، ويختارونه لتمثيلهم في البرلمان. وهو ليس شبحا لكنه حقيقة واقعة في بلدنا، يتعامل معها الناس ويحصد نسبة أكثر من نسبة غيره من ?صواتهم، والتيار الاسلامي جزء من مواطني الدولة الاردنية التي عاملت مواطنيها بالعدل والسوية، فاخرجت صناديق الاقتراع ما اخرجته. والنصيحة هنا لجبهة العمل الإسلامي بان يتصف انصارها بعد الفوز بالتواضع، وليؤكدوا على وطنيتهم الاردنية، فلا يعطوا فرصة لمتربص ليصطاد هتافا عاطفيا هنا او شعارا حماسيا هناك، للتحريض علي التيار الاسلامي.
أما النصيحة الاخرى فهي للآخرين، ممن صدمهم نجاح الجبهة، فبدلا من الندب واللطم والتلاوم والتحريض، ادرسوا أسباب نجاح الجبهة وخذوا بما اخذت به، واقتربوا من الناس.
اما النصيحة المشتركة للجميع فهي ان تكون مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية في بلدنا، مرحلة مشاركة لا مغالبة، ومرحلة احتواء لا مناكفة، لأن المغالبة ومثلها المناكفة ستؤدي الى خسارة الجميع، وبالتالي خسارة للوطن. الذي انتصر في معركة ديمقراطية، وجب الشكر عليها لكل اجهزة الدولة التي ضمنت نزاهة الانتخابات، لأن شكر من يحسن اداء عمله فوق انه واجب وطني، فانه واجب شرعي، لذلك يثيب الله عباده الذين يخلصون في عبادته ويحسنونها، رغم ان هذه العبادة واجب. بينما يعذب من لا يفعل ذلك عذابا يشيب له الولدان، و(يقف له شعر الرأس وال?دن) في يوم يفرح به المؤمنون.
كما ان شكر اجهزة الدولة على حسن ادائها في ادارة الانتخابات يسهم في بناء الثقة بالوطن، ويسهم في وقف موجة التشكيك بكل شيء في وطننا، وهي حالة لا تخدم الا المتربصين به.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/19 الساعة 00:06