آخر 'ألاعيب' نتنياهو: حرب 'لن تقع'.. على لبنان

محمد خروب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/18 الساعة 00:44
قبل أن يُعلن أنتوني بلينكن, بائع الأوهام الأميركي, عن جولة عاشرة له (بعد تسع جولات فاشلة كما يجب التذكير) إلى المنطقة, واستعداده للهبوط قريباً في القاهرة, لـ"تحريك" صفقة مُحتمَلة لتبادل الرهائن والأسرى, وتحديداً في ما خص تفكيك "عُقدة" محور صلاح الدين/ فيلادلفي, كان مُجرم الحرب نتنياهو, يُعلن عن أحبولة جديدة, يروم من ورائها نسف أي محاولة لوقف الحرب, في انتظار ما ستُسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية, في الخامس من تشرين الثاني المقبل, بوصول - كما يأمل ويتوقّع - دونالد ترمب, صاحب صفقة القرن ومهندس "مسارات" الاتفاقات الإبراهيمية التطبيعية.
نقول: نتنياهو الذي "نجحَ" فجر أمس/الثلاثاء, في استصدار قرار من المجلس الوزاري المُصغر للشؤون السياسية والأمنية, أضافَ فيه "إعادة مُستوطني الشمال إلى منازلهم", كـ"هدف جديد من أهداف الحرب" (يُضاف بالطبع إلى أهداف حرب الإبادة والتهجير والتجويع, التي يشنها حلف الشر الصهيو أميركي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة). لافتاً البيان إلى أن "الكابينيت السياسي والأمني، قام َبتحديث أهداف الحرب، لتشمل البند التالي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ستُواصل العمل بشكل عملي، لتحقيق هذا الهدف".
صياغة البيان تشي بأن "قرار" الحرب الصهيونية على لبنان لم يُتّخذ, ولا يلوح من بين سطور هذا البيان المُصاغ بغموض مقصود, أن نتنياهو بصدد فتح جبهة جديدة, بعد أحد عشر شهراً من اشتباكات ضارية. فشل فيه جيش الفاشية الصهيونية, من إسكات تلك الجبهة أو حتى "تمرير" رسائل "التهديد" التي حملها "مُوفدون" غربيون, بين أميركي وفرنسي وألماني وإيطالي وخصوصاً بريطاني, بضرورة تطبيق القرار 1701, وإنسحاب قوات النخبة في حزب الله/ قوات الرضوان, إلى شمال نهر الليطاني, وغيرها من التهويلات التي يبثها الانعزاليون في لبنان. وما قد تعود به الحرب الصهيونية على لبنان, من دمار وخراب وعودة ببلاد الأرز إلى العصر الحجري.
وإذ فشل جيش الفاشية الصهيونية, في تحقيق أي هدف من الأهداف "الثلاثة", التي كان حدّدها "مجلس الحرب" الذي ضم أربعة جنرالات مُلطخة أياديهم بدماء الشعب الفلسطيني, من قماشة الفاشي/غانتس وشريكه في الحزب/آيزنكوت, كذلك مُجرم الحرب/غالانت, إضافة إلى جدعون ساعر (الذي يرشح أن نتنياهو يُساومه للحلول مكان غالانت, إذا ما قرر نتنياهو إقالته), دون إهمال مجرم الحرب/رئيس الأركان هيرتسي هاليفي, فإن إضافة هدف "جديد" لأهداف الحرب هذه, لن يُغير كثيراً في المشهد الراهن, المفتوح على احتمالات يصعب على نتنياهو وأصحاب الرؤوس الحامية في الكيان الصهيوني, التحكّم بمساراتها وخصوصاً نهايتها, في ظل أجواء إقليمية ودولية, لم تعد مواتية لأشرعة العدو الصهيوني, ليس فقط بعدما تحولت إدارة بايدن الى بطة كسيحة, ولم يعد بمقدورها ـ مهما حاولت ـ إنقاذ شريكتها الفاشية ـ من الهزيمة, بل خصوصاً في أن تياراً مُتصاعِداً داخل كيان العدو وخصوصاً داخل المؤسسة العسكرية, بدأ في إعلان مُعارضته الذهاب إلى مغامرة غير مضمونة النتائج باتجاه لبنان, فضلاً عن أنها لن تقتصر ـ إذا ما اندلعتْ ـ على مواجهة مع حزب الله وحده.
ثمَّة تحذيرات أميركية صدرت عن مسؤولين في إدارة بايدن, ليس أقلها دلالة ما صدرَ عن وزير الدفاع الجنرال المُتصهين/لويد أوستن, الذي حذّر نظيره الصهيوني/ غالانت من "العواقب المُدمرة على إسرائيل في حال شنت حرباً على لبنان". مُضيفاً السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية/بات رايدر: أن أوستن أشار إلى "العواقب المُدمرة التي قد يخلفها التصعيد الواسع على شعب إسرائيل ولبنان والمنطقة". داعياً إلى "ضرورة وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن"، وأن إسرائيل "يجب أن تمنح المفاوضات الدبلوماسية الوقت لنجاحها." يندرج في الإطار ذاته ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي, أن المبعوث الأميركي/عاموس هوكشتيان أكد لنتنياهو وغالانت أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن صراعاً أوسع في لبنان, سيُحقق هدف إعادة الإسرائيليين النازحين إلى الشمال". وأضاف أكسيوس: إن هوكشتاين قال: إن "حرباً شاملة مع حزب الله تُخاطر بنزاع إقليمي أوسع نطاقاً وأطول أمدًا". زاعمة/مصادر أكسيوس ان هوكشتاين أوضح لنتنياهو وغالانت, أن الولايات المتحدة "لا تزال مُلتزمة بحل دبلوماسي في لبنان"، "إما مع اتفاق رهائن غزة ووقف إطلاق النار أو مفردها".
صحيح أن بياناً صدرَ عن مكتب نتنياهو زعمَ فيه, أنه قال للمبعوث الأميركي (اليهودي الذي خدمَ في جيش الفاشية الصهيونية على الجبهة مع لبنان), أن "إسرائيل تُقدر وتحترم دعم إدارة بايدن وتحترمه، لكنها في النهاية ـ أضافَ نتنياهو ـ ستفعل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها, وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان"., إلا أنه صحيح دائماً أن أصواتاً صهيونية وخصوصاً عسكرية, مثل جنرال الاحتياط إسحق بريك (الموصوف إسرائيلياً بـِ"جنرال الغضب". لكثرة إنتقاداته اللاذعة لنتنياهو). يقول في مقالة له في صحيفة "هآرتس" أمس الأول/الإثنين, تحت عنوان "تحذير للإسرائيليين: ستكون نهايتكم على يد حزب الله" جاء فيها: ربما يتسبّب الهجوم على لبنان بضربة شديدة ونهائية لإسرائيل. الجيش الذي لم ينجح في القضاء على حماس, لن يقضي على حزب الله، الذي يُضاعف بمئات المرات قوة حماس. ولأن قيادة الجيش الإسرائيلي العُليا قلصت الجيش البري بـ 66% من قوته التي كانت قبل عشرين سنة، فلا تُوجد قوات لإبقائها في المناطق التي يحتلها الجيش، ولا توجد قوات لاستبدال القوات المُقاتلة. وكما سيحدث في لبنان. لا جدوى من احتلال منطقة والخروج منها، لأن حزب الله سيعود إليها فوراً".
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/18 الساعة 00:44