من سيجلس على كرسي رئاسة مجلس النواب

مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/16 الساعة 13:02
مدار الساعة - كتب: الدكتور أحمد العدوان -لا شك أن نتائج الانتخابات النيابية كانت مفاجأة من العيار الثقيل إذ أفضت هذه النتائج إلى تشكيلة حزبية من الطراز الأول وجاءت نتيجة عوامل عدة أولها وعلى رأسها إرادة حقيقية من لدن سيد البلاد جلالة الملك المعظم الذي أوعز بإطلاق عملية الإصلاح السياسي من خلال اللجنة الملكية التي مثلت كل القوى الوطنية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وتمخضت اجتماعاتها عن مجموعة من التحديثات على رأسها قانونا الأحزاب والانتخابات لتحقيق الأمنية الملكية بإفراز حزبين أو ثلاثة تتداول الحكومة وفق قطبين أولهما حكومة مشكلة من الحزب الأكثر تحقيقاً للمقاعد في البرلمان من خلال الانتخابات النيابية وثانيهما قطب المعارضة لهذه الحكومة معارضة هدفها الوطن والمواطن وليس المماحكة السياسية بحيث يختلف الجميع في كل شيء ويتفقوا على الوطن ومصالحه العليا مما سينعكس على تحسين حياة المواطن في الواقع وليس على الورق من خلال قوانين وتشريعات وانجازات تجعله يلمس هذا التحسن على حياته المعيشية وتفضي إلى حل مشكلة البطالة والفقر ومحاربة الفساد والمفسدين وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخ من خلال برامج تنتخب على أساسها هذه الأحزاب وتُحاسب وتُراقب من خلال المعارضة التي تمثل المواطن أيضاً ومحاسبتها عن طريق الانتخابات القادمة ليصبح الشعب هو مصدر السلطات كما نص على ذلك الدستور الأردني .ولعل التشكيلة الفسيفسائية التي تشكلت منها الانتخابات الأخيرة تحتاج إلى رئيس للمجلس لديه الخبرة والمعرفة والكاريزما والقبول من الجميع فالتشكيلة ممثلة للتوجهات السياسية والحزبية من أقصى اليمين مروراً بالاحزاب الوسطية وصولاً إلى أحزاب المعارضة بشتى توجهاتها والنواب المستقلين ولا بد من قاسم مشترك أعظم يقبله الجميع لضمان سير جلسات المجلس وتطبيق النظام الداخلي وضمان حقوق النائب في المراقبة والتشريع والسير بسفينة المجلس إلى بر الأمان وكل هذه الصفات والخبرات تتوافر في شخصية النائب أحمد الصفدي الذي أدار فترته الرئاسية للمجلس السابق باقتدار وحكمة وحياد يشهد به الجميع ولا ينكر ذلك إلا حاسد أو متحيز إلى فئة .وعلى الصفدي أن يوظف قدراته القيادية والحزبية للوصول إلى أغلبية توصله إلى كرسي الرئاسة متكئاً على قوة حزبه الميثاق الذي حصل على ثاني أعلى نسبة من المقاعد بعد حزب جبهة العمل الإسلامي - بالتشاور مع أمين عام الحزب الدكتور محمد المومني الدي وصل الليل بالنهار وجاب الوطن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مع أعضاء الحزب وهيئاته المختلفة حتى تحققت هذه النتيجة الرائعة لحزب حديث النشأة والإمكانيات المادية في مواجهة حزب عمره أكثر من مئة عام وإمكانيات المادية لا محدودة - لبناء تحالفات وتوافقات على منصب الرئيس وباقي مناصب المكتب الدائم ورئاسة لجان المجلس المتخصصة بحيث يخرج الجميع في حالة من الرضى والانسجام الذي سينعكس ايجابياً على عمل المجاس خاصة وأن الصفدي شخصية مقبولة لدى جميع الأطراف ويملك من الخبرات والإمكانات ما يؤهله للقيام بهذا الدور المهم .وأما عن حصول الإخوان المسلمين من خلال ذراعهم السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي على نسبة كبيرة من المقاعد الحزبية فهو دليل على نزاهة وحيادية هذا الانتخابات ونتيجة للإجراءات المذهلة التي قامت بها الهيئة المستقلة للانتخابات والتي حازت على إعجاب جميع المراقبين المحليين والأجانب فلهم جزيل الشكر ولمثلهم ترفع القبعات.ولم تكن هذه الانتخابات لتنجح كل هذا النجاح الباهر لولا الجهود المضنية التي بذلتها الأجهزة الأمنية بكافة مواقعها ومرتباتها إذ وفّر نشامى أبي الحسين الأجواء الأمنية الملائمة وقاموا بواجبهم على أكمل وجه وعلى مسافة واحدة من الجميع الأمر الذي أدى إلى حماية أمن الوطن والمواطنين وتوفير المناخ الملائم لممارسة الحق الانتخابي فلأصحاب الجباه السمر والسواعد القوية أسمى آيات الشكر والعرفان وأصدق عبارات الفخر والاعتزاز في ظل قائدهم الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/16 الساعة 13:02