العدوان تكتب: التخطيط الاستراتيجي في التعليم
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/15 الساعة 13:02
يعد التعليم أحد الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع، وتعتمد جودته على مجموعة من الإجراءات، أبرزها التخطيط الاستراتيجي. هذه المرحلة تعتبر حاسمة في تعزيز جودة التعليم وتلبية متطلبات المعلمين والطلاب على حد سواء. وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للتخطيط الاستراتيجي في التعليم وربطها بالواقع الفعلي، مع تحليل نقدي للأهداف الرئيسية لهذا النوع من التخطيط وكيف يتجلى في الممارسات الحالية.
يهدف التخطيط الاستراتيجي في التعليم إلى تعزيز التوافق بين المؤسسات التعليمية والبيئة المحيطة، مع الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة لتحقيق مصالح الطلاب وتنشئة جيل واعٍ على أسس علمية وتربوية سليمة. هذا النوع من التخطيط يمثل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الدول لتحقيق تقدم شامل، حيث إن التطور المعرفي والتقني والكوادر المؤهلة تشكل دعائم أساسية في نهضة الدول وتقدمها.
التخطيط الاستراتيجي على مستوى المدارس يساعد في توضيح الرؤية والأهداف الخاصة بالمؤسسات التعليمية، كما يعمل على توجيه الجهود نحو تحقيق هذه الأهداف بكفاءة. كذلك، يمثل أداة هامة لإدارة الموارد التعليمية بشكل فعال، إلى جانب تطوير برامج دراسية تلبي احتياجات الطلاب وتعزز جودة التعليم.
ويعد التحليل الاستراتيجي جزءاً محورياً من عملية التخطيط، حيث يساعد في فهم البيئة المدرسية بشكل معمق لتحديد نقاط القوة والضعف، والفرص والتهديدات، مما يسهم في اتخاذ القرارات المناسبة لتحسين الأداء المدرسي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المطلوبة.
تحديد الأهداف من اهمها:
التخطيط التعليمي:
يعد التخطيط التعليمي عملية فنية، سياسية وتشاركية، تقودها الحكومة عادةً عبر وزارة التربية والتعليم. تبدأ هذه العملية بتحليل شامل لقطاع التعليم بهدف تحديد نقاط القوة والضعف، وتسليط الضوء على التحديات والفرص الرئيسية. بناءً على هذا التحليل، توضع خطة شاملة للتعليم، غالباً ما تكون مدتها خمس سنوات، وتتضمن أهدافاً متوسطة أو طويلة المدى مع النتائج المرجوة لقطاع التعليم والتعليم العالي.
تتضمن الخطة استراتيجيات وأنشطة تهدف لتحقيق هذه الأهداف، ويتم الاستعانة بنماذج الإسقاط والمحاكاة لتقدير التكاليف البشرية والمادية اللازمة لتطبيق الخطة وتمويل الأنشطة المرتبطة بها. في حالات الأزمات، حيث قد يكون التخطيط طويل الأجل غير مناسب، يمكن للسلطات الوطنية أو الإقليمية تطوير خطة قصيرة الأجل لمدة ثلاث سنوات. وغالباً ما تُستخدم خطة التعليم الانتقالية للحفاظ على وتيرة التقدم المحرز قبل الأزمة مع تلبية احتياجات محددة، مثل تلك الخاصة بالنازحين أو اللاجئين.
تهدف الخطة الانتقالية إلى ضمان استمرار رؤية التعليم بعيدة المدى، مع التركيز على القضايا الطارئة لتحقيق التعليم للجميع وتحقيق الأهداف المطلوبة بشكل فعال.
توظيف التكنولوجيا:
يشهد العالم تطورات سريعة في مجال التكنولوجيا والمعلومات، وخاصة في قطاع التعليم، حيث تعتبر المنصات التعليمية من أبرز الوسائل التي تمكنت من مواكبة هذا التطور. أصبح التعليم الإلكتروني جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، إذ يُظهر فعالية كبيرة رغم وجود بعض السلبيات. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أهمية استخدام هذه الأدوات والوسائل الحديثة، بل ينبغي تعزيز دمجها في المناهج الدراسية وتشجيع الطلاب على الاستفادة منها.
نظرًا للتغيرات التي فرضها عصر المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، أصبح من الضروري إيجاد أساليب جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات التعليم المتطورة. وقد أصبح اعتماد التكنولوجيا جزءاً لا غنى عنه في التعليم بمختلف مراحله، بما في ذلك التعليم العالي والمؤسسات الأكاديمية الأخرى. رغم التحديات التي تواجهها بعض المدارس في استخدام هذه التقنيات بسبب نقص الموارد، فإن المعلمين يسعون جاهدين لمواكبة التطورات التكنولوجية بهدف إنشاء بيئة تعليمية متعددة المصادر.
توظيف التكنولوجيا في دعم العملية التعليمية ووضع استراتيجيات طويلة الأمد لدمجها في التعليم يعد أحد الأهداف الجوهرية للإصلاح التربوي الحديث. التكنولوجيا لا تساهم فقط في تحسين تجربة التعليم والتعلم، بل توفر أيضاً بيئات تعليمية مرنة ومفتوحة. تشير الدراسات إلى أن التكنولوجيا تعزز من تفاعل الطلاب مع المحتوى الرقمي وتمنحهم إمكانية العودة إليه متى ما أرادوا، مما يشجعهم على تطوير مهارات التعلم الذاتي.
تقدم الأدوات الرقمية المتنوعة، مثل القراءة والمشاهدة والاستماع، فرصًا للطلاب للتعاون والعمل معاً بشكل أكثر سلاسة، خاصة عبر الاتصال غير المتزامن الذي يسمح لهم بالتواصل دون الحاجة إلى التواجد الفوري. هذه المرونة تتيح لهم تبادل الأفكار والمعلومات بسهولة أكبر، مما يحسن من تجربتهم التعليمية.
و تسهل المنصات الإلكترونية الوصول إلى مصادر تعليمية متنوعة مثل الكتب الإلكترونية، المقالات، الدورات التدريبية، الفيديوهات، والبرامج العلمية. هذه التقنيات تساعد في جعل التعليم أكثر متعة وإثارة، حيث تعزز من مشاركة الطلاب في الفصول الدراسية وتساعد المعلمين على تقديم المعلومات بطريقة أسرع وأكثر وضوحاً. إن الأجهزة الحديثة مثل الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية والنماذج التفاعلية تسهم بشكل كبير في تحقيق ذلك.
وبالتالي، فإن التكنولوجيا لا تقتصر على تسهيل التعليم فحسب، بل تزيد من مستوى تفاعل الطلاب وتعاونهم، وتفتح أبوابًا جديدة للتعلم الذاتي والمستمر، مما يجعل التعليم أكثر شمولاً وإثارة للاهتمام.
التقييم والتغذية الراجعة:
التقييم يعتبر جزءاً أساسياً من العملية التعليمية، حيث يجب أن تكون أساليب التقييم متنوعة وملموسة لتعكس تقدم الطلاب بشكل دقيق. التقييم الفعّال يقدم صورة شاملة عن مستوى فهم الطلاب ويساعدهم على تحسين أدائهم. تُعد التغذية الراجعة أحد العناصر الحيوية في هذه العملية، حيث تمكن الطلاب من معرفة نقاط قوتهم ونقاط الضعف التي يحتاجون للعمل عليها، مما يسهم في تعزيز التعلم وتطوير المهارات.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحسين جودة التعليم من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم، وتطوير القدرات المهنية للمعلمين. كما تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وتحسين أنظمة التقييم لتواكب تطورات التعليم المعاصر. إلا أن هناك تحديات تواجه تطبيق هذه الاستراتيجيات على نطاق واسع، حيث قد يواجه بعض المعلمين صعوبة في دمج التكنولوجيا والتعليم المستقل بطريقة تلبي احتياجات جميع الطلاب وتراعي الفروق الفردية.
رغم الجهود المبذولة، ما زالت بعض التحديات مثل ضعف الإلمام بالمواد التعليمية وصعوبة تطبيق الأنشطة اللامنهجية تعوق تحقيق الأهداف المنشودة. لذلك، من الضروري أن يتم تحسين بيئات التعلم وتدريب المعلمين على أساليب تعليم مرنة تتناسب مع التكنولوجيا الحديثة، مع الأخذ في الاعتبار تنوع القدرات الفردية للطلاب لضمان جودة التعليم المستدام وتحقيق التقدم المنشود.
النقد
رغم كل مما سبق الى اننا نفتقر الى وجود اجهزة كافية تدعم التطبيق العملي و وجود منصات ذات فاعلية تمنح التعليم المجاني كما يجب على من يضع الخطة الاستراتجية لتعليم توضحبها وعمل على ابلاغ المعلمين والجهات التعليمية الاطلاع عليها وعمل على تحسين الجودة وتقبل النقد من الطلاب ولجهات التي تعمل على تطوير البرامج التعليمية
ومن توصيات المقال
1- ضرورة توفير منظومة متكاملة للحاكميّة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الاردني، بما يضمن الشفافيّة، والمساءلة، والمشاركة المؤسّسية لجميع الأطراف، وفق المرجعيّة التشريعيّة الناظمة للعمل، والجامعات الحكومية والخاصة هي من تؤسس لثقافة الحاكمية وبالتالي تنشرها للمجتمع من خلال ممارساتها وتأثيرها بجميع الاطراف.
2- اهتمام المؤسسات التعليمية في استخدام الاستراتجية المخطط لها من قبل وزارة التربية والتعليم
3- مراعات الفروق الفردية وبناء احتياج لهم
4- حاجة الطلبة لاستخدام وسائل مغايرة لاستاراتجيات التدريس التقليدية، وضرورة تفعيل استراتجيات تعليمية جديدة، وتنوع طرق طرح المادة العلمية من قبل المعلم للطلبة، والابتعاد عن التلقين المعتمد بالدرجة الأولى على معلومات المعلم، ودعم المنهاج المدرسي في شرح المادة العلمية بأساليب جديدة، مثل الفيديوهات والبور بوينت والسماح للطلبة بالبحث عن المعلومات من مصادرهم الخاصة، أو تجربة أساليب وطرق جديدة في فهم المادة العلمية.
5- توفير الوقت المناسب للمعلمين لشرح المادة و عمل الانشطة الامنهجية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/15 الساعة 13:02