درس اردني في محاربة الارهاب

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/16 الساعة 16:45
مرة اخرى ، وكما هي العادة ، تثبت اجهزتنا الامنية والعسكرية علو كعبها في التعاطي المسؤول مع التحديات والتهديدات التي تستهدف امن الوطن واستقراره . في تأكيد وتعزيز للسمعة الطيبة والمكانة الرفيعة التي تحظى بها في الاوساط الامنية والسياسية العالمية المختلفة ، حتى باتت حديث دول المنطقة والعالم ، التي طالما عبرت عن احترامها وتقديرها لهذه الاجهزة المشهود لها بتحقيق الانجازات والنجاحات الامنية المميزة حتى في احلك الظروف واصعبها واكثرها تعقيدا ، وذلك حفاظا على الامن الوطني ( والاقليمي ) ، مستندة في تحقيقها لهذا التفوق النوعي وهذه المفخرة الوطنية الى مخزون معلوماتي استراتيجي وعمل استخباراتي احترافي رفيع ، طالما مكنها من انجاز مهامها بكل ثقة واقتدار حد الاعجاز ، بطريقة وسمت ادائها بالكفاءة والحرفية والمهنية والجهوزية العالية ، وجعلت منها مرجعية امنية موثوقة ويعتد بها في مواجهة التهديدات والمخاطر الامنية ، كالارهاب والتطرف والفكر الظلامي في سبيل تعزيز المنظومة الامنية الوطنية وتحصينها . الامر الذي يستدل عليه من الاشادات وعبارات الثناء التي انطوت عليه الرسائل والاتصالات التي طالما تلقاها الاردن من جهات عربية واقليمية وعالمية مهمة وذات شأن، تعبيرا عن اعتزازها واعجابها بجهود الاجهزة الامنية وسرعة تعاطيها مع التحديات . وليس ادل على ذلك من سرعة وصولها الى خيوط الخلية الارهابية المشتبه بارتكابها لحادثة تفجير دورية قوات الدرك والامن العام المشتركة في الفحيص ، ومكان تواجدها في عمارة سكنية في منطقة نقب الدبور في السلط في وقت قياسي ، بصورة قادتها لمفاجأة الخلية وارباكها ومداهمتها والقضاء عليها قبل ان تكتمل عناصر مخططها الارهابي ، الذي كان يستهدف مقرات امنية وتجمعات بشرية ، في عملية اعتبرت من اسرع العمليات في العالم . بما يمكن اعتباره درسا اردنيا نوعيا في كيفية دك اوكار الارهاب. لقد عكس هذا الانجاز البطولي الشجاع ، الذي سطره نشامى الاجهزة الامنية والعسكرية ، الخصوصية الاردنية بمضامينها ودلالاتها الوطنية العفوية والعميقة في مشهد اردني مهيب ، جسد التلاحم بين القيادة والشعب وكافة الاجهزة الامنية والعسكرية في ابهى صوره التضامنية المعبرة ، ليبقى الاردن واحة امن وامان ، وقلعة وطنية شامخة عصية على الاختراق من قبل العصابات الارهابية المجرمة والجبانة . حيث قدم جلالة الملك عبد الثاني واجب العزاء لاسر وذوي شهداء الواجب الذين ارتقت ارواحهم الطاهرة الى باريها بعد ان قضوا دفاعا عن ثرى الوطن ، لينضموا الى كوكبة الشهداء من رفاق السلاح الذين سبقوهم ، ممن نذروا انفسهم وأرواحهم فداء لوطنهم ومليكهم . كذلك فقد اطمأن جلالته على صحة المصابين الذين يرقدون على اسرة الشفاء في مدينة الحسين الطبية ، جراء العمل الارهابي الجبان الذي استهدف الدورية المشتركة في الفحيص ، وعملية المداهمة الامنية للخلية الارهابية في السلط. وعلى وقع هذا المشهد الوطني البطولي والتضامني ايضا ، يسجل للاعلام الرسمي ، ممثلا بوزير الدولة لشؤون الاعلام ، الناطق الرسمي باسم الحكومة ، تصدره للمشهد الاعلامي ، وحضوره وامتلاكه زمام الامور ، كمصدر للمعلومة والتغطية الاعلامية التي رافقت الملحمة البطولية التي سطرها النشامى في الاجهزة الامنية بعد التنسيق مع الجهات الامنية والعسكرية المعنية، واخذ الابعاد الامنية والمصالح الوطنية بالاعتبار للتوافق على المعلومة المراد بثها ، بطريقة جعلت الطريق مغلقة امام الاشاعة وبعض منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المغرضة، التي طالما سعت للترويج لاجندات مشبوهة ومسمومة . ما جعل من الاعلام الرسمي سيد الموقف والمرجعية الاعلامية المعتمدة لدى كافة وسائل الاعلام الداخلية والخارجية في نقل الخبر . في موقف او مثال حي على كيفية تحصين الجبهة الداخلية من الاختراق ، عندما يكون الوطن مشغولا في مواجهة بعض المخاطر والتحديات . بصورة جعلت الاعلام الرسمي يكسب ثقة المواطن ، ومن ثم تحصينه من الاشاعة او الاعتماد على مصادر اخرى مغرضة اعتادت الصيد في الماء العكر في مثل هكذا مناسبات ، تمثل لها بيئة مناسبة لتفريغ شحنات حقدها وكراهيتها ضد بلدنا ، بهدف اثارة البلبلة وزعزعة امنه واستقراره. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/16 الساعة 16:45