بداية مبشرة والكرة في ملعب الأحزاب..

د. عبدالحكيم القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/15 الساعة 07:11
أنجز الاستحقاق الدستوي المتمثل بالانتخابات النيابية التي سارت على ما يرام بكل مراحلها وتفاصيلها دونما عقبات او مخالفات جسيمة ما جسد نزاهتها وحياديتها بشهادة الجميع ونجحت الهيئة المستقلة للانتخاب بادارتها بكل حرفية واقتدار..هذه الانتخابات كانت مختلفة، شكلا ومضمونا، ونقطة تحول في طريق مسيرة التحديث السياسي في ظل قانوني الانتخاب والاحزاب وما نتج عنها من كوتا حزبية ما يؤسس لرحلة تشكيل حكومات حزبية برلمانية في المجالس القادمة..اعلنت النتائج رسميا على مستوى القوائم المحلية والقائمة العامة تلاها اعلان قوائم النواب الحزبيين الذين حالفهم الفوز بالمقعد على المستويين المحلي والوطني انتجت قوائم بالعشرات موزعه بين اكثر من حزب ما يشكل نسبة كبيرة من اعضاء المجلس العشرين ما يعني حراكاً برلمانياً حزبياً تحت قبة البرلمان.من هنا فان عدد النواب المنتمين للاحزاب كبير وقادر على مأسسة العمل البرلماني في شقيه التشريعي والرقابي بكل مهنية واقتدار بما فيه مصلحة الوطن والمواطن وحماية المصالح العليا للدولة وبالتوازي كسب ثقة جمهور الناخبين والتأسيس لفرصة اكبر في استقطاب الكثيرين، ما ينتج قواعد شعبية في مختلف محافظات المملكة تمكنه من المنافسة بقوة والحضور القوي في الساحة الحزبية والسياسية برمتها..انجاز هذه الانتخابات بكل مقاييس النجاح يعكس قوة وصلابة الدولة الاردنية برغم كل الظروف القاهرة المحيطة ويؤكد مضي الاردن بمنظومة التحديث باركانها الثلاثة السياسي والاقتصادي والاداري مسنودة بالارادة الصلبة والقوية من لدن جلالة الملك بانجاز هذه التحديثات ودعمها بكل قوة وصولا لانموذج اردني متميز..النتائح الحزبية شهدت تباينا بين مختلف الاحزاب غير ان هنالك تقارباً بين عدد منها اعتقد جازما انه سينعكس على تجويد العمل البرلماني ما يعود بالنفع على الوطن والمواطن وسيشهد مجلس النواب تنافساً ايحابياً وبناء يثري العمل البرلماني بكل تفاصيله..المجلس العشرون بداية مبشرة وخطوة اولى في طريق الاصلاح السياسي كما وتمثل فرصة ذهبية للاحزاب بان تقوم بدورها وواجبها على اكمل وجه بطرح البرامج والرؤى التي تمنحها الحضور القوي والفاعل في الساحة البرلمانية ويؤسس لمزيد من الثقة مع جمهور المؤيدين والناخبين..ختاماً.. الاستحقاق الدستوري انتهى ومثل بداية مبشرة والكرة الآن في ملعب الاحزاب وممثليهم في مجلس النواب للبناء على هذه البداية الموفقة والايجابية في رحلة التحديث السياسي باستنفار طاقاتها وامكاناتها وصولا لتعزيز العمل البرلماني الفاعل في ظل تنافس صحي بين مجموعة من الاحزاب لان هذه التجربة ستخضع للتقييم شعبيا وفق مؤشرات اداء،، عندها سيطلق الحكم على نجاح التجربة من فشلها...hakeem_garalleh@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/15 الساعة 07:11