بزادوغ تكتب: الحرب الحالية الايدولوجية على الأطفال بالعالم

د. رولا عواد بزادوغ
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/11 الساعة 18:43
بدءً من خطاب الكراهية التنمر والعنف انتهاءً بتحديات التحول الجنسي واضطراب الهوية الشخصية والجنسية للإنسان.
فاليوم وفي في عصر يسهل فيه الوصول إلى المعلومات بلمسة واحدة، أمسى الانترنت والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية جزء لا يتجزأ من حياتنا.ومع استمرار الأزمات العالمية والغزو الثقافي وضياع الهوية الإنسانية وبوصلة الاخلاق، أصبح لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال أهمية أكبر من أي وقت مضى. يمكن أن تكون الصور ومقاطع الفيديو المتداولة والألعاب الإلكترونية لها تأثير عميق على الصحة العقلية والعاطفية للأطفال. من المهم فهم هذه التأثيرات واتخاذ قرارات لحماية أطفالنا من الواقع القاسي المصّور على الإنترنت و كل محتوى موجود حتى في الألعاب الرقمية.هذا التحول الذي نعيشه اليوم سلاح ذو حدين الإيجابي منه؛ التطور العلمي والمعرفة الغزيرة المتسارعة المتراكمة والتعلم المستمر المتسارع المهم والذي لا يمكن للمدرسة والجامعة السيطرة عليه بالكتب لان المعرفة اليوم متسارعة بشكل كبير جدا وتتغير بأقل من 8 ساعات ! علماً بأن التوجه اليوم شئنا أم أبينا للتعلم الذاتي المستمر في ظل هذا التسارع لن يبقى كتب في المدرسة والجامعة إلا كمراجع سابقة فقط.اما بالنسبة للوجه الاخر السلبي له؛ فهو اضطراب بالهوية الخاصة بالإنسان والتي تتمحور حول واقع طفولة يعيشها وخيال يراه على مواقع الإنترنت من ألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال محتوى مريض يبث السموم بعقول أطفالنا ليبني من عمر السنتين إلى عمر السبع سنوات (وهو العمر الذي تتشكل به شخصية الإنسان) فكر وشخصية مهيأين لاضطرابات نفسية عقلية واجتماعية صعب العلاج والتعافي منها على المدى الطويلاضافةً لما يقاسيه من واقع مضطرب الهوية !هذه الحرب على الأطفال بحاجة ماسة للاهتمام من الدول العربية خاصة ودول العالم عامة.يجب ان يكون هنالك قانون دولي يحمي هذه الانتهاكات بحق الطفولة لانها ترسم مستقبل الانسانية جمعاء وهذه الدول بشكل خاص !لن يكون المحتوى الموجود على الإنترنت بكافة أنواعه وأشكاله ذو طبيعة علمية وانسانية وفكر متميز يحترم الاخلاق الإنسانية دون وجود ضوابط تحكم هذه الظاهرة!فكثير من صانعي المحتوى على الانترنت والألعاب الإلكترونية يعانون من اضطرابات نفسية عقلية واجتماعية لا ندري عنها إلا نتاج هذا المحتوى السام على أطفالنا. وغالباً هم ضحايا لسموم تم بثها لهم بالصغر اما عن طريق الإنترنت والألعاب الغير ممنهجة اخلاقياً او واقع مأساوي قد عاشوه بالحقيقة.الحل موجود بيد اصحاب القرار والإعلام المرئي والمسموع بالاضافة للحماية الأبوية من العائلة والمدرسة بعمل استراتيجية متكاملة واضحة تشمل جميع الوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف المرجوة في سبيل تحقيق هذا الهدف.علاوة على ايجاد بديل متاح مناسب لهذا المحتوى سهل الوصول للأطفال وهنا دور تطوير التعليم يداً بيد مع جميع الجهات المعنية بعيداً عن الرأسمالية المدمِرة.كما أننا نستطيع اكتشاف هذه الاضطرابات مبكراً للجوء إلى حلها قبل ان تتفاقم وتخرج عن سيطرتنا كعائلة. منها :- الانتباه ومراقبة المحتوى ومغزى الألعاب والفيديوهات الموجهة للأطفال- الانتباه للسلوك العدواني من أطفالنا- الانتباه لاضطرابات النوم- الانتباه لرداة الفعل الانفعالي والنفسي- مراقبة الوقت المستهلك على الإنترنت او الألعاب الالكترونية وضبطه- التوجه لمساعدة مختص للتوجيه والإرشاد بالتعامل مع ماذكر
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/11 الساعة 18:43