عربيات يكتب: رجال الأمن إكسير الأمل

د. ماهر عربيات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/07 الساعة 13:32

مع كل خطب وأزمة ومحنة، كان الأمن الأردني بكافة أجهزته يؤكد قدرته على مواجهة المخاطر والتحديات، بمستوى رفيع من الإيجابية والمهنية العالية، انطلاقا من الثوابت الوطنية، وعظمة الواجب وشرف الوظيفة، دون تردد أو تراخ أو تفريط أو تريث أو انحراف عن الدرب القويم ، ودون الإلتفات لضغوطات أو محاولات ابتزاز، أو الإذعان لشعارات زائفة لا تضع في اعتبارها المصالح العليا للبلاد .

اينما يكون الأمن تكون هيبة الدولة وتكون الطمأنينة، لأن الأمن هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة
الشعوب، وهو شامل لا يتجزأ، وأي اختلال في جانب من جوانبه، يؤدي إلى اضطراب وزعزعة الجوانب الأخرى، ومسألة توطيده في المجتمع، تتطلب مسؤولية جماعية وتلاحم شعبي عظيم مع رجال الأمن.
تأهيل رجل الأمن يعتبر من المحاور الرئيسية في الإستراتيجية الأمنية، وتحرص المنظومة الأمنية على استمرار تصاعد مستواها التعليمي والتقني والتدريبي لتنسجم مع أفضل وأنجع المعايير الدولية المعتمدة عالميا، بالشكل الذي يضمن تأطير وتكوين رجل الأمن تكوينا منهجياعصريا متطورا، يسهم في التعاطي الإيجابي مع تعاظم التحديات الأمنية المتسارعة، بالشكل الذي يحقق الرسالة الأمنية التي تحفظ دوام الطمأنينة للمواطن واستقرار الوطن على الشكل الأمثل.
رجال الأمن هم دون غيرهم المتأهبون دائما، وهم كذلك على مدار الساعة لمجابهة الصعاب، فهم صمام أمان المجتمع، وبقوتهم ويقظتهم تستقيم الحياة، وينهض الوطن في عقيدة لا يجوز أن يشوبها الظن والإرتياب، بل توازي ثبوت الجبال، فهم الرجال الأشاوس الذين سطروا حروف العشق الوطني على صفحات قلوبهم البيضاء، ومنحوا الوطن أغلى ما لديهم لرعاية أمنه واستقراره
في المحن والشدائد تظهر معادن الرجال، ورغم قسوة المحن التي خيمت على ابناء الوطن، إلا أن رجال الأمن الأوفياء تمكنوا من التصدي لسائر الأزمات التي شهدها المجتمع، عبر قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم بأمانة ووفاء وإيمان ثابت لا يتزعزع، وإدراك واسع لحجم المسؤولية الوطنية، دون أن ينتظروا إطراء أو إشادة أو ثناء.
إن تكامل عناصر الأمن في مجتمع معين، هو الإنطلاقة الحقيقية للمستقبل الأفضل، وبحسب حاجة المواطنين للأمن تكون حاجتهم لعناصره ومرتكزاته الرئيسية التى تعمل على نشر الأمن، وتكوين اﻟﻤﺠتمعات الحديثة وعاملا حاسما فى تقدم الشعوب وازدهارها. فاﻟﻤﺠتمع الذى يسود فيه الأمن والأمان ينعكس إيجابا على سلوكياته ومسيرته وعطائه ومستوى حضارته، حيث إن ذلك يبعث الطمأنينة في النفوس، ويشكل دافعا قويا للتقدم والإبداع والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية .
الأمن والإستقرا في الأردن، لم يكن وليد الصدفة، بل تحقق بعزم وجهود رجاله المخلصين الأوفياء، هو موطن الأمان والثبات والسكينة، هو وطن يصبح على الكرم، ويمسي على المعرفة، ويغفو على المحبة والحلم والإتزان.
لا أمل بلا أمن، وأمل العباد في أمن البلاد.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/07 الساعة 13:32