العبداللات يكتب: أثر الانتخابات النيابية في الاردن على الانشطة الاقتصادية

أ.د.عبدالفتاح العبداللات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/06 الساعة 23:17
( الدول لا تنهض بالأماني والاحلام بل تتقدم بالمشاريع الاستراتيجية ) في هذا العام صوت او سوف يصوت أكثر من نصف سكان الكرة الارضية في الانتخابات العامة او المحلية ( أكثر من 60 دولة ) ومن أهم الدول :اندونيسيا ، الهند ، تركيا ،تايوان ،ايران ،امريكا ، وهذه الانتخابات لها تأثيرات كبيرة على السياسات الدولية والاقتصاد العالمي وخصوصا الانتخابات الاوروبية المشكلة للبرلمان الاوروبي التي يبرز فيها صعود اليمين المتطرف ، لكن من المرجح ان الانتخابات الامريكية لها التأثير الاكبر على العالم اقتصاديا وسياسيا في ظل سياسية الرئيس ترامب لتخفيض سعر الفائدة ، وزيادة الانفاق ، وفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة .وبعد عدة ايام وفي العاشر من سبتمبر يوجد استحقاق دستوري يتمثل في الاقتراع لمجلس النواب العشرين ، حيث تساهم الانتخابات في تحريك عجلة الانشطة الاقتصادية بدرجات متفاوتة من خلال تحريك بعض القطاعات ذات الصلة قبل الانتخابات وبعد الانتخابات حيث يلاحظ ما يلي:-الانفاق المتزايد على قطاع الضيافة من طعام وشراب داخل المقرات الانتخابية ، وخصوصا عند افتتاح المقرات ، وخلال يوم التصويت ،وتقبل التهاني والزيارات المختلفة للمرشحين لقواعدهم الانتخابية ، بالتالي يزداد الطلب على المطاعم والحلويات .-انتعاش قطاع المطابع وتأجير الكراسي والخيم .-انتعاش قطاع الدعاية والاعلان والاعلام لرغبة المترشحين باستغلال وسائل وادوات الترويج والدعاية للتأثير على الناخبين والوصول الى اكبر عدد من الناخبين والقواعد الانتخابية .-زيادة الطلب على قطاع النقل قبل واثناء وبعد الانتخابات من قبل الناخبين والمترشحين .-خلق فرص عمل مؤقتة للشباب الذين يعملون في فترة الانتخابات .وتثير بعض التقديرات للدورات السابقة الى ان معدلات الزيادة في الطلب تتراوح بين 100- 150 مليون دينار بالتالي يكون للانتخابات أثر ايجابي على الاقتصاد ، وتختلف الاستفادة الاقتصادية من الانتخابات اعتمادا على معدلات الاقبال على التصويت ، لكن من المتوقع ان تكون الاستفادة الاقتصادية في هذه الدورة مختلفة نظرا لوجود قوائم حزبية وقوائم محلية بالتالي يوجد زيادة في عدد المترشحين على هاتين القائمتين .لكن يبقى الرهان الاساسي على المواطن الاردني للمشاركة في الانتخابات واختيار الافضل لتحسين اداء المجلس النيابي بالتالي تفعيل دوره الرقابي والتشريعي .ان الدول لا تسير بالطموحات والاحلام والآمال فالدول تزدهر بخطط واضحة للعمل والمشاريع الاستراتيجية والاستفادة من الدروس السابقة وتجارب الدول الاخرى ، فالأردن لديه الكفاءات والموارد البشرية والطبيعية ، والاردن والاردنيون يستحقون منا الافضل .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/06 الساعة 23:17