عميرة تكتب: رحلة سفر

مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/05 الساعة 15:04
مدار الساعة - كتبت: جيهان عميرة - لأول مرة أشعر برغبة مُلّحة في الكتابة كالعادة، لكن هذه المرة عقلي مشتت بأفكار كثيرة و متداخلة تجعلني أفقد التركيز في موضوع معين فقط!أُريد أن أكتب عن السفر، وتجربة الصعود على الطائرة، وكيف تُشعرني بالرعب والهلع في كل مرة أجلس فيها في ذلك المكان الضيق والمزعج، الخالي من أي فتحة تهوية، وأنظر الى نافذة الطائرة التي تطل على الغيوم و السحاب لتدخلني بدوامة تساؤلات مخيفة؛ ماذا لو؟ ماذا لو تعطلت هذه الطائرة المصنوعة من قطعة حديدية ونزلت بنا في قاع المحيط؟الشعور بأنني لا أستطيع السيطرة و التحكم في القيادة وعالقة في السماء بين أعلى السحب و الغيوم يقلقني و يدخلني في متاهة. بالرغم من كثرة سفري الا أنني غير قادرة على تخطي وتجاوز هذه الأفكار المشؤومة!لحسن الحظ وبعد أقل من ساعة يستيقظ الجانب المشرق والعقلاني في مخي ليذكرني بالتوكل على الله حق توكّل! وأن كل شيء مكتوبٍ ومُقدّر. ثم أبدأُ بالدخول بفقرة الأدعية والذكر لتنسيني مخاوفي و تخيلاتي وتُشعرني بطمأنينة وأمان تماما كالمعجزة."ألا بذكر الله تطمئن القلوب".ثم يبدأ عقلي بالتفكير بعمق شديد لأبدأ بربط مفهوم الحياة برحلة السفر! فعندما نجهز أنفسنا و ملابسنا لنضعهم بداخل الشنطة ونتجه للمطار، تاركين خلفنا بيتنا وأحبتنا، ثم نحلق في الأفق، إلى سابع سماء، هو تماما كرحلة الحياة الطويلة المليئة بالمطبات واختلاف الوجهات، نلتقي من خلالها بمختلف الأشخاص والمواقف في كل مرة، تماما كرحلة السفر!! التي تذهب بنا إلى المجهول! حتى لو كنا نعلم مكان وجهتنا، لكن في الحقيقة لا أحد يعلم ماذا يُخبىء لنا المستقبل.العامل الوحيد المشترك والمطمئن في كلتا الرحلتين هو التوكل على الله حق اتكال، والتعلق به وبأوامره لأبعد الحدود.تُقاطعُ بنات أفكاري رائحة لذيذة تليها صوت المُضيفة وهي تسأل: "شو بتحبي تاكلي؟".و أُريد أن أكتب عن الفراق، وكيف هو جزء أساسي لا مفر منه في رحلة الحياة هذه ولا نستطيع التحكم به أو تغيير مساره. فكم من عزيزٍ فارق الحياة، وكم من حبيبٍ اختار الفراق! وكم من قلبٍ تحمّل المشاق!الفراق عند السفر والفراق عند الموت، بينهما ألم، من دونِ صوت!أريد أن أكتب عن التقدير والإمتنان، وكيف أصبحنا نرى قلة تقدير النعم في كل مكان. كقلة تقدير مكانة الأب والأم في حياة أبنائهم. وقلة تقدير الصديق المخلص و الحقيقي.قلة تقدير العطاء، وانعدام الإنسانية. وقلة أو شبه انعدام فعل الخير بدون مقابل!تقدير المعلم الذي يعمل من صميم قلبه و يبذل كل جهوده لإيصال المعلومة حتى لو كلفه ذلك بحة في صوته وصداعٌ في رأسه.تقدير أبسط الأمور في الحياة التي لا تُشترى بالمال؛ العائلة و الصحة و ضحكة من القلب!أريد أن أكتب الكثير والكثيرخواطرٌ يحملها قلبي الأسيرقلبٌ يتسائل أين القيم والضمير؟أين الإخلاص..وأين التقدير؟أرى من الظلم، الكم الوفير!و أكاذيبٌ تحلِّق، كما العصافير!
مدار الساعة ـ نشر في 2024/09/05 الساعة 15:04