إسرائيل تغتال ثلاثة عناصر من حماس في الضفة الغربية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/30 الساعة 13:58
مدار الساعة - أعلن الجيش الإسرائيلي استشهاد ثلاثة عناصر من حماس في تبادل إطلاق نار وقصف جوي في الضفة الغربية المحتلة الجمعة، في اليوم الثالث من عملية عسكرية واسعة تأتي في وقت تتواصل الحرب الدامية بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتثير العملية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، قلق الأمم المتحدة التي حذّرت من خطر "تدهور الوضع الكارثي أصلا" في الأراضي الفلسطينية حيث تقترب الحرب في قطاع غزة المحاصر والمدمّر من إتمام شهرها الحادي عشر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء بدء عملية واسعة "لإحباط الإرهاب" في شمال الضفة الغربية، خصوصا في جنين وطولكرم، حيث تنشط مجموعات فلسطينية مسلحة. وقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيا في هذه العملية، بحسب الجيش ووزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان الجمعة بأنه قام خلال العملية "بالقضاء على المدعو وسام حازم قائد شبكة حماس الارهابية في جنين".
وأوضح أن الأخير قضى "خلال تبادل لإطلاق النار"، مشيرا الى أنه "كان ضالعا في تنفيذ وتوجيه عمليات إطلاق نار ارهابية وتفجير عبوات ناسفة إلى جانب أعمال إرهابية أخرى" في الضفة.
وأكد الجيش أنه بعد مقتل حازم "قضت طائرة لسلاح الجو" على عنصرين آخرين "حاولا الهرب من السيارة التي كانوا يستقلونها" معه، مشيرا الى أنهما كانا "من نشطاء حماس في جنين عملا تحت قيادة المدعو وسام حازم وتورطا في عمليات إطلاق نار ارهابية نحو بلدات اسرائيلية في منطقة التماس".
وقتل الثلاثة في بلدة الزبابدة جنوب غرب جنين. وتحلّق عشرات حول السيارة المتفحمة، بينما عمل رجال إطفاء على إخماد نيران مندلعة فيها، بحسب مصور فرانس برس في المكان.
الى ذلك، أفاد سكان فرانس برس بأن القوات الإسرائيلية انسحبت خلال ليل الخميس الجمعة من طولكرم ومخيم نور شمس، بينما لا تزال المواجهات مستمرة في جنين ومحيطها.
"نحن غزة ثانية"
وأظهر فيديو لفرانس برس من نور شمس، فلسطينيين يعاينون آثار المعارك.
وإضافة إلى الدمار واللون الأسود الذي غطى بعض المباني الاسمنتية جراء اندلاع حرائق، كانت بعض الطرق الضيقة قد جرفت بالكامل من الدبابات العسكرية.
وقال نايف العجمة "ما الفارق بيننا وبين غزة؟ لا فارق بيننا وبين غزة، نحن غزة ثانية، خاصة مخيمنا...".
تشهد الضفة الغربية توغلات إسرائيلية منتظمة. لكن من النادر أن تنفذ بشكل متزامن في مدن عدّة، وبإسناد جوي، كما يحدث منذ الأربعاء.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الخميس "الى وقف فوري للعمليات" الإسرائيلية. وندّد باستخدام الغارات الجوية على أهداف مدنية، مبديا أسفه لـ"خسارات في الأرواح"، "بينهم أطفال".
واعتبرت الأمم المتحدة أن "هذه التطورات الخطرة تغذي الوضع المتفجر أصلا في الأراضي الفلسطينية وتنتقص من السلطة الفلسطينية" ومقرها رام الله.
وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس من أن العملية "يجب ألا تشكل أرضية لتوسيع الحرب من غزة، بما في ذلك الدمار الواسع النطاق".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ازدادت أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وقتل نحو 640 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حسب الأمم المتحدة. وقتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.
وإضافة الى الدمار ونقص المواد الاغاثية، يواجه قطاع غزة أزمة صحية وانسانية كارثية تطال غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
"هدن إنسانية" لشلل الأطفال
والخميس، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إسرائيل وافقت على سلسلة "هدن إنسانية" يستمر كل منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله للسماح ببدء حملة للتلقيح ضد شلل الأطفال.
وقال ممثل المنظمة في غزة ريك بيبركورن "ما ناقشناه وتمت الموافقة عليه، هو أن تبدأ الحملة في أول ايلول/سبتمبر في وسط قطاع غزة لثلاثة أيام، وستكون هناك هدنة إنسانية" لساعات يوميا، لافتا الى أن الإجراء نفسه سيتخذ لاحقا في الجنوب والشمال.
وكان بوريل دعا إلى هدنة إنسانية "فورية" للسماح بتلقيح جميع الأطفال في القطاع، وذلك بعد نحو أسبوعين من تأكيد وزارة الصحة المحلية تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن هذه الهدن الموقتة "ليست وقفا لإطلاق النار" في الحرب.
وتحدثت مسؤولة في الأمم المتحدة الخميس عن معاناة سكان القطاع، قائلة إنها "تتجاوز ما يمكن لأي إنسان تحمله" وسائلة "ما الذي حل بحسِّنا الأساسي بالإنسانية؟".
وقالت جويس مسويا، الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني "يصعب أن نصف بكلمات الكفاح الهائل للسكان لإيجاد مأوى أو غيره من الضرورات الأساسية".
أضافت "المدنيون جوعى وعطشى ومرضى وبلا مأوى، وقد دفِعوا إلى ما هو أبعد من حدود التحمل وما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمله".
في غضون ذلك، تتواصل أعمال القصف.
وأفادت فرق الاسعاف في القطاع عن ضربات إسرائيلية في أنحاء مختلفة، مؤكدة سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في ضربة إسرائيلية على شرق مدينة خان يونس (جنوب)، واثنين آخرين بينهما طفل في قصف طال مخيم جباليا (شمال).
وأفاد مراسل فرانس برس عن قصف مدفعي على غرب مدينة غزة (شمال).
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي عن استهداف منصة استخدمت لإطلاق مقذوفات باتجاه الدولة العبرية. وأفاد بأنه قضى خلال اليوم المنصرم "على عشرات الإرهابيين" وسط القطاع وجنوبه.
وأدّى هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40602 شخص، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/30 الساعة 13:58